"الأكثر غموضا".. رصد جزيرة تدور عكس عقارب الساعة (صور والفيديو)
كتب- محمود الهواري:
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كشفت دراسة علمية حديثة أن شبه الجزيرة الأيبيرية تشهد حركة دوران بطيئة في اتجاه عقارب الساعة، نتيجة التفاعلات الجيولوجية المعقدة بين الصفائح التكتونية جنوب غرب أوروبا، وهي منطقة تعد من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا وغموضا على مستوى القارة.
وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائج الدراسة في مجلة Gondwana Research العلمية، أن المنطقة الواقعة جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، والخاضعة إلى حد كبير لنطاق ألبوران الجيولوجي، تمثل بؤرة ديناميكية لا تزال موضع بحث علمي مكثف، في ظل النشاط الزلزالي المستمر وصعوبة تفسير آلياته بدقة.
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل تاريخ الزلازل المسجلة في المنطقة على مدى عقود، إلى جانب بيانات الأقمار الصناعية التي ترصد أدق التشوهات في سطح الأرض، ما أتاح رؤية أوضح للقوى المؤثرة داخل القشرة الأرضية.
وأظهرت النتائج أن هذه القوى مجتمعة تؤدي إلى دوران شبه الجزيرة الأيبيرية ككتلة واحدة ببطء شديد لا يلاحظ على المقياس الزمني البشري.
وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في تحسين فهم الديناميكيات الجيولوجية للمنطقة، فضلا عن تقديم تقديرات أدق للمخاطر الزلزالية المحتملة، خاصة في المناطق الواقعة على امتداد التقاء الصفيحتين الأوراسية والأفريقية.
ورغم أن التاريخ الجيولوجي للأرض يمتد لمليارات السنين، بينما لا يمثل وجود الإنسان سوى لحظة عابرة، فإن التقدم العلمي الحديث أتاح كشف تفاصيل دقيقة عن حركة القارات، بدءا من نظرية الانجراف القاري التي طرحها ألفريد فيجنر، وصولًا إلى ترسيخ نظرية الصفائح التكتونية في ستينيات القرن الماضي.
ومع ذلك، لا تزال بعض المناطق، من بينها جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، تطرح تساؤلات علمية معقدة.
فعلى عكس الوضوح النسبي لحدود الصفائح في المحيط الأطلسي وعلى طول الساحل الجزائري، تصبح الصورة أقل وضوحا جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث يسود نشاط زلزالي مرتفع ضمن نطاق ألبوران.
ويشكل هذا النطاق الصفيحي الصغير قوس جبل طارق، الذي يتخذ شكل منحنى على هيئة حرف U في غرب البحر الأبيض المتوسط، ويربط بين سلسلتي جبال بيتيك في إسبانيا وجبال الريف في المغرب.
وقاد الدراسة عالم الجيوفيزياء أسير مادارييتا-تشوروكا من جامعة إقليم الباسك، بالتعاون مع باحثين من جامعتي باليرمو وغرناطة، معتمدين على مصدرين رئيسيين للبيانات: سجلات الزلازل الحديثة، وقياسات الأقمار الصناعية القادرة على تتبع التشوهات الطفيفة في سطح الأرض بدقة عالية.
وخلص الفريق البحثي إلى أن التفاعلات الجيولوجية في المنطقة تسهم في تدوير شبه الجزيرة الأيبيرية ببطء في اتجاه عقارب الساعة.
وأوضح مادارييتا أن قشرة قوس جبل طارق، شرق المضيق، تمتص قدرًا كبيرًا من التشوه الناتج عن تصادم الصفيحتين الأوراسية والأفريقية، ما يقلل من انتقال الإجهادات إلى داخل شبه الجزيرة.
ويشهد غرب مضيق جبل طارق تصادما مباشرا بين الصفيحتين الأيبيرية (الأوراسية) والأفريقية، وهو ما يدفع الإجهادات نحو جنوب غرب شبه الجزيرة، متسببًا في هذه الحركة الدورانية البطيئة.
ورغم أن هذه التغيرات لا تُلاحظ خلال عمر الإنسان، فإنها ستستمر على مدى ملايين السنين، إذ يؤكد العلماء أن فهم هذه الحركات البطيئة يحمل أهمية عملية في الوقت الراهن، إذ يساعد على تحديد مواقع الصدوع والطيات الجيولوجية، وفهم طبيعة حركتها، وتقدير أنواع الزلازل المحتملة وقوتها.
وقال مادارييتا في بيان إن تحليل حقول الإجهاد والتشوه "يساعدنا على معرفة أين يجب البحث عن التراكيب الجيولوجية، ونوع الصدوع والطيات الموجودة، وكيف يمكن أن تتحرك، وما الزلازل التي قد تنتج عنها"، في خطوة مهمة لتعزيز تقييم المخاطر الزلزالية في المنطقة.