إعلان

ظواهر غامضة تحت المحيط تذيب الرفوف الجليدية "صور"

كتب : محمود الهواري

10:17 م 17/12/2025

تابعنا على

كشفت دراسة علمية حديثة أن عواصف تحت الماء تتسبب في ذوبان الرفوف الجليدية لنهرين جليديين حيويين في القارة القطبية الجنوبية، ما قد يؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق على ارتفاع مستوى سطح البحر عالميا.

وبحسب الدراسة، تشبه القارة القطبية الجنوبية شكل قبضة يد يبرز منها إبهام نحيل باتجاه أمريكا الجنوبية، ويقع نهر باين آيلاند الجليدي عند قاعدة هذا الإبهام، بينما يقع نهر ثويتس الجليدي، المعروف باسم "نهر القيامة الجليدي"، بجواره.

ويطلق عليه هذا الاسم بسبب التأثير المحتمل المدمّر لذوبانه على مستويات سطح البحر عالميا، إذ شهد هذان العملاقان الجليديان خلال العقود الماضية ذوبانا سريعا مدفوعا بارتفاع درجة حرارة مياه المحيط، خاصة عند نقطة بروزهما من قاع البحر.

وتعد هذه الدراسة المنشورة في مجلة Nature Geosciences أول دراسة تحلل بشكل منهجي تأثير المحيط على الرفوف الجليدية خلال ساعات وأيام قصيرة، بدلا من مواسم أو سنوات، بحسب الباحثين.

وقال يوشيهيرو ناكاياما، أستاذ مساعد في كلية الهندسة بجامعة دارتموث: "أصبحنا ننظر إلى المحيط في إطار فترات زمنية قصيرة جدا تشبه الطقس، وهو أمر غير معتاد في الدراسات المتعلقة بالقطب الجنوبي".

وتسمى هذه العواصف تحت الماء بـ submesoscales، وهي دوامات محيطية سريعة التغير، إذ أوضح ماتيا بوينيلي، الباحث في علوم نظام الأرض بجامعة كاليفورنيا إيرفين ووكالة "ناسا": "يمكن النظر إليها كدوامات مائية صغيرة تدور بسرعة كبيرة، كما يحدث عند تحريك الماء في كوب".

وتمتد هذه الدوامات لمسافة تصل إلى نحو 10 كيلومترات، وتتكون عند التقاء المياه الدافئة والباردة معا، وتشبه بذلك العواصف الجوية عند اجتماع الهواء الدافئ بالبارد.

تدور هذه الدوامات أسفل الرفوف الجليدية، وقد استخدم العلماء نماذج حاسوبية وبيانات من أدوات قياس المحيط لتحليل تأثيرها.

وأظهرت النتائج أن هذه العواصف، إلى جانب عمليات قصيرة الأجل أخرى، ساهمت في 20% من ذوبان النهرين الجليديين خلال 9 أشهر.

وأشار بوينيلي إلى أن تحديد المساهمة الدقيقة للعواصف صعب بسبب طبيعتها الفوضوية، لكنها تلعب دورا كبيرا على المدى القصير.

ورصد الباحثون حلقة تغذية راجعة، إذ أن ذوبان الجليد يزيد من كمية المياه العذبة الباردة في المحيط، ما يتفاعل مع المياه الدافئة والمالحة في الأسفل، مولدا اضطرابات تزيد بدورها من ذوبان الجليد.

ويؤدي ذوبان الرفوف الجليدية إلى تسريع تدفق الأنهار الجليدية إلى المحيط. ونهر "ثويتس" وحده يحتوي على مياه كافية لرفع مستوى سطح البحر بأكثر من 0.6 متر، ولكن انهياره قد يؤدي إلى ارتفاع يصل إلى 3 أمتار عالميا.

وقال تياغو دوتو، كبير الباحثين بالمركز الوطني لعلوم المحيطات في المملكة المتحدة: "تسلط الدراسة الضوء على دور الظواهر الصغيرة في المحيط في إذابة قاعدة الرفوف الجليدية"، مضيفا لـ CNN أن مقدار الذوبان الملاحظ كان "مذهلا".

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان