إعلان

انهيار امبراطورية التكنولوجيا.. تريليونات الدولارات تبخرت في الهواء

02:54 م الأحد 13 نوفمبر 2022

جوجل وفيسبوك وأمازون وتويتر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

يستحق العام 2022 لقب العام الأسود على عمالقة التكنولوجيا جوجل وفيسبوك وأمازون وتويتر وغيرهم، بسبب الخسائر الهائلة التي لحقت بهم.

فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، هما السببان المعلنان لما يحدث في سوق التكنولوجيا العالمي، لكن محللين يعتقدون أن العالم ربما وصل إلى مرحلة التشبع من التكنولوجيا الحالية، وينتظر ثورة تقنية جديدة وحقيقية.

وتبدو هذه الخسائر، مقدمة لموجة ركود أعظم في هذا القطاع وفق تقارير مؤسسات اقتصادية عالمية.

نستعرض في هذا التقرير ما حدث خلال ذلك العام، وكيف تبخرت التريليونات بين ليلة وضحاها.

سقوط ملك العملات الرقمية

صباح الاثنين الماضي، استيقظ بانكمان فرايد، مؤسس منصة FTX للعملات الرقمية، وبحوزته 16 مليار دولار، وفي نهاية الأسبوع تحولت ثروته إلى صفر.

وتقدمت منصة "إف تي إكس" لتداول العملات المشفرة بطلب للإفلاس وفقًا للفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي، بعد أزمة سيولة حادة بفعل تدافع المستثمرين لسحب أموالهم.

كان بانكمان البالغ من العمر 30 سنة، واحدا من أكثر الشخصيات نفوذاً في مجال العملات المشفرة، وخلال أشهر معدودة تراجعت ثروته من 26 مليار دولار إلى 16 مليار دولار في بداية الأسبوع الجاري، قبل أن تختفي بشكل كامل يوم الجمعة، فيما وصفه تقرير بلومبرج بأنه "أحد أعظم تدمير للثروة في التاريخ".

وفقا لمؤشر "بلومبرج للمليارديرات"، كانت منصة «إف تي إكس» تقدر قيمتها بـ 32 مليارات دولار في في يناير الماضي، لكن تقييمها اليوم لا يتجاوز دولار واحد.

أمازون.. الخسارة تريليون دولار

أصبحت أمازون، أول شركة عامة في العالم تخسر تريليون دولار من قيمتها السوقية، بسبب ارتفاع التضخم وتشديد السياسات النقدية والأرباح المخيبة للآمال إلى عمليات بيع تاريخية في أسهم الشركة منذ مطلع عام 2022.

وتراجعت أسهم شركة أمازون؛ عملاق التجارة الإلكترونية بنسبة 4.3% يوم الأربعاء الماضي، ما دفع قيمتها السوقية إلى حوالي 879 مليار دولار من إغلاق قياسي عند 1.88 تريليون دولار في يوليو 2021.

ومنذ بداية 2022، تراجعت ثروة المؤسس المشارك جيف بيزوس، بنحو 83 مليار دولار إلى 109 مليارات دولار، وفقاً لبيانات "بلومبرج".

فيسبوك يخسر 67 مليارا بسبب مغامرة

أعلنت شركة ميتا المالكة لفيسبوك وواتساب وإنستجرام وميتافيرس، تسريح 11 ألف موظف رسمياً، في أول قرار بتسريح العمال في تاريخ الشركة منذ نحو 18 عاماً.

عمليات التسريح في فيسبوك بدأت الأربعاء مع إعلان مغادرة 11 ألف موظف للعمل، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج يريد إنهاء خدمات نحو 12 ألف موظف في الشركة من أصل 87 ألف موظف.

وتضيف وول ستريت جورنال، أن التوقعات تشير إلى استمرار الأداء الضعيف لميتا وزيادة التكاليف العام المقبل بشكل كبير، ما سيؤدي إلى تداعي قيمة أسهم الشركة بحجم يبلغ 67 مليار دولار، ليضاف إلى أكثر من نصف تريليون دولار خسرتها قيمة الأسهم هذا العام.

وأهدر زوكربيرج مالك مجموعة "ميتا" أكثر من 70% من قيمتها السوقية منذ تغيير اسمها من "فيسبوك" إلى "ميتا"، بعد أن ضخ نحو 15 مليار دولار في المشروع خلال هذا العام وحده، وهو الأمر الذي أثار غضب كبار المستثمرين واعتبروه إهداراً لأموال الشركة على مشروع الميتافيرس.

تويتر.. هل يتوقف العصفور عن التغريد؟

منذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على منصة "تويتر"، توالت الأخبار السيئة على المنصة، وكانت البداية بقرار تسريح 50% من الموظفين.

وبرر ماسك قراره بالقول "لا يوجد خيار عندما تخسر الشركة أكثر من 4 ملايين دولار في اليوم الواحد".

وتواجه تويتر أياما عصيبة، بسبب توصيات كثير من المعلنين بوقف الإعلانات على المنصة، إلى الحد الذي قالت تحليلات متشائمة إنها بداية النهاية للعصفور الأزرق.

وانخفض صافي ثروة إيلون ماسك دون 200 مليار دولار يوم الثلاثاء الماضي مع تخلص المستثمرين من أسهم شركة تيسلا بسبب مخاوف من أن يكون الرئيس التنفيذي لأغلى شركات صناعة السيارات الكهربائية وأكبر مساهم فيها مهتما أكثر بتويتر.

وقالت مجلة "فوربس" إن ثروة ماسك تبلغ الآن 194.8 مليار دولار، ويأتي جزء كبير منها من حصته البالغة نحو 15% في تسلا التي تبلغ قيمتها السوقية 622 مليار دولار.

وخسرت الشركة نصف قيمتها السوقية تقريبا وانخفضت ثروة ماسك الصافية 70 مليار دولار منذ قدم عرضا لشراء تويتر في أبريل.

العمالقة يخسرون في أكتوبر الأسود

في نهاية أكتوبر 2022، أعلنت شركة "مايكروسوفت"، أنها قلصت أعداد الوظائف في عدة أقسام، من بينها وحدة "إكس بوكس" (Xbox)، إذ سرّحت أقل من 1000 شخص تقريباً.

وخلال شهر أكتوبر الذي استحق لقب الأسود، بلغ متوسط الخسائر في القيمة السوقية لكل شركة من عمالقة التكنولوجيا في العالم أكثر من نصف مليار دولار يومياً خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وصلت الخسائر السوقية المجمعة لنحو 21 شركة بقائمة أكبر 25 شركة تكنولوجية في العالم خلال الربع الثالث لأكثر من تريليون دولار، حسب مؤسسة "جلوبال داتا" التي أشارت إلى أنَّ العوامل الرئيسية من ارتفاع أسعار التضخم والفائدة والمخاطر الجيوسياسية من الصراع بين روسيا وأوكرانيا أثرت على نحو حاد في القطاع.

أكبر الخسارات خلال تلك الفترة كانت لدى شركة الرقائق "تي إس إم سي" (TSMC)، و"تينسينت"، و"إنفيديا"، و"سامسونج"، و"إيه إس إم إل" و"أدوبي" و"إنتل".

خسارة تاريخية لجوجل

شهدت شركة "ألفابيت" المالكة لـ "جوجل" أكبر تراجع في القيمة السوقية بـ186.9 مليار دولار في الربع الثالث، وفق بيانات "جلوبال داتا". وكانت الشركة قد اتخذت تدابير لخفض التكاليف مثل إغلاق خدمة الألعاب وإبطاء التوظيف، وسط مخاوف متزايدة من حدوث ركود في الولايات المتحدة.

وتعد هذه الضربة الثانية للعملاق الأمريكي خلال هذا العام، إذ تراجعت أسهم شركة Alphabet، بنحو 12٪ في أبريل الماضي، ما أدى إلى خسارتها 215 مليار دولار من القيمة السوقية.

سناب شات.. انهيار سريع

أعلنت الشركة المالكة لتطبيق "سناب شات"، تسجيل أبطأ معدل نمو في مبيعاتها الفصلية، وقالت إن التراجع في الإنفاق الإعلاني ما زال يؤثر سلباً على نتائج الأعمال. وهبطت أسهم "سناب" بنسبة 27% في تداولات الأسبوع الماضي.

وقالت الشركة في رسالة إلى المساهمين: "لقد وجدنا أن شركاءنا في الإعلانات عبر العديد من الصناعات يخفضون ميزانياتهم التسويقية، خاصة في مواجهة الرياح المعاكسة لبيئة التشغيل، وضغوط التكلفة الناجمة عن التضخم، وارتفاع التكاليف".

وكانت تقارير نشرت في أغسطس الماضي، تفيد اعتزام الشركة تسريح 20% من قوتها العاملة، وهو ما يعادل أكثر من 1000 موظف.

تراجع تيك توك

خفّضت منصة تيك توك، التابعة لشركة بايت دانس، مستهدفها لإيرادات الإعلانات لعام 2022 بنحو ملياري دولار، بسبب تداعيات التباطؤ العالمي الذي ضرب عمالقة التكنولوجيا.

وكانت منصة تيك توك، تستهدف تحقيق 12 مليار دولار من إيرادات الإعلانات لعام 2022، وخفضتها إلى 10 مليارات دولار.

وفقا لتقرير بلومبرج، يأتي هذا التراجع، بسبب تراجع الإنفاق التسويقي على مستوى العالم، إذ يشدد المستهلكون والشركات ميزانياتهم ويستعدون لمواجهة ركود محتمل في 2023.

أعلنت عدّة شركات كبرى في العالم، ومن بينها "ألفابت" و"أمازون" و"ميتا" و"مايكروسوفت"، نتائج أقل بكثير من التوقُّعات، مما خفّض قيمتها السوقية بمئات المليارات من الدولارات.

فيديو قد يعجبك: