إعلان

فيضان السودان|دُمر منزلنا مرتين.. ولم يعد لأهل "ود رملي" مأوى (صور)

07:35 م الجمعة 11 سبتمبر 2020

فيضان السودان

كتبت-شروق غنيم:

تصوير- فائز أبو بكر:

لم تكن أسرة الشاب مصطفى غبوش قد تجاوزت ما حدث العام الماضي بعد؛ فاض نهر النيل في منطقة وِد رملي ووصل إلى منزلهم، أغرق كل شيء باستثناء غرفة واحدة، بعد أيام هدأت الأوضاع، مكثت الأسرة المكونة من خمسة أشخاص في تلك الغرفة فقط، عملوا نهارًا وليلًا لإعمار الدار، استنزفوا نفسيًا وماديًا، لكن حين انتهوا منه قبل ثلاثة أشهر، تنفسوا الصعداء، ظن الشاب العشريني أن الوقت قد آن لنفسه أن يستريح، لكن لم تهنأ العائلة السودانية طويلًا، لأن قبل أسبوعين عاد فيضان أشّد وسلبهم كل شيء.

قبل أيام من حدوث الفيضان؛ استشعر مزارعو منطقة وِد رملي بالخطر، كانت هناك أمارات عند السد الترابي (الترس) كما يقول الشاب السوداني ابن المنطقة "كان المنسوب عالي حتى أن الترس لم يستطع حجب المياه الزائدة"، خيّم المزارعون عند المنطقة، حاولوا بطرق شتى إحكام السيطرة كما فعلوا خلال السنوات الماضية، لكنهم لم يستطيعوا هذه المرة مع الفيضان صبرًا "فشلنا تمامًا نصد المياه، وفجأة اقتحم الفيضان بقسوة قريتنا، لم نستطع حتى أن نلوذ بالفرار".

1

أجواء صعبة خيّمت على المنطقة، حاول الشاب السوداني رفقة باقي رجال المكان حماية السيدات وكبار السن "نقلناهم من المنازل إلى المسجد مؤقتًا لأن أعلى وأبوابه أقوى من أبواب بيوتنا"، لكن بعد ساعات لم يعد الوضع آمن في المنطقة كلها، لم يكن ثمة خيارات للأسر في ود رملي "رحلت أنا وأسرتي إلى منطقة أخرى عند أقارب لنا، لكن الحظ لم يحالف باقي جيراننا، إذ يمكثون الآن في مخيمات".

خسرت أسرة غبوش ما تملكه بسبب الفيضان، لكن أمام حجم المأساة التي عاشها الشاب السوداني يحمد ربه لأن الأسرة لم يمسسها سوء "للأسف خسرنا أرواح بسبب الكارثة"، يدفع عن نفسه التفكير في المستقبل، يشعر بثقل في قلبه لأن منزله الذي تربى فيه فُقد في غمضة عين "لم يعد لأهل المنطقة مأوى، لا نعرف ماذا سيحدث الأيام التالية لأن حتى هذه اللحظة لا تزال المياه تغمر قريتنا".

يحاول غبوش التخفيف عن أسرته "المسألة صعبة ومازلنا مصدومين من فقدان المنزل"، ورغم أن صاحب الـ28 ربيعًا يعمل مصورًا فوتوغرافيًا لكنه لم يقوَ حتى هذه اللحظة على تصوير ما جرى "شعرت بغصة شديدة حينما رأيت وضع قريتنا، لم أستطع نفسيًا تجاوز ذلك".

العام الماضي اختبر غبوش التجربة المريرة مع الفيضان؛ فاضت روح 62 شخصًا إلى بارئها، فيما تسبب الفيضان بأضرار لنحو 200 ألف شخص في 15 ولاية حينها، لكن بعد ما عايشه الشاب السوداني هذه الأيام يقول إن الأمر كان أخف وطأة "لم يكن بنفس الحجم رغم أننا خسرنا جزء كبير من منزلنا أيضًا، لكن أنا وجيراني استطعنا نقل بعض ممتلكات المنازل "أخرجت بعض الأثاث، لم نفقد كل شيء وقتها لكن هذه المرة سلبنا الفيضان كل شيء".

2

لا يدري الشاب السوداني وأهل قريته ما العمل خلال الفترة المقبلة لكنهم يأملون أن تتحرك الحكومة لمنحهم أماكن بديلة عن منازلهم المفقودة "هناك منطقة سكنية بعيدة عن مُحيط النيل، نرى أن الحل الوحيد منحنا منازل هناك لأننا نحتاج لمأوى، لكن حتى الآن لم يعدنا أحدًا بشيء".

فيديو قد يعجبك: