إعلان

"ارسم أوضتك".. مُبادرة فنية تحول غرف البيوت في العزل الصحي إلى "براح"

01:30 م الإثنين 13 أبريل 2020

مُبادرة فنية تحول غرف البيوت في العزل الصحي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي

لم يكن يعلم الفنان التشكيلي محمد خضر وهو يُقيم معرضه "ترانزيت" العام الماضي، مُسجلًا لحظات الإنتظار التي يمر فيها الإنسان بحياته في المطارات والشوارع، أنه سيمر بتجربة مشابهة لكنها أكثر فرادة؛ وهي إقامته في منزله الصغير في مدينة فلورنسا الإيطالية ضمن سياسة الحجر الصحي التي تتخذها دول العالم، منعًا لانتشار فيروس كورونا المستجد، تلك التجربة التي يمرّ بها الآن جعلته يؤمن أكثر بأن الفنان "خياله سابق الحدث".

1

لم يشعر خضر بالملل من بقائه داخل المنزل كما شعر آخرون بذلك، حيث يقول "محستش بأي غربة في العزل أو حظر التجول"، ففي رأيه أن الفنان كما يحتاج للاحتكاك بالمجتمع والسفر "هو محتاج للعزلة حتى يكون منتج"، فبقاء الفنان وحيدًا تُعطيه الفرصة لهضم ما استوعبه عن الحياة، لذا نتج عن تلك الفترة مُبادرة أطلقها باسم "ارسم أوضتك".

اختار خضر الغرفة تحديدًا لأنه رغب في توصيل رسالة؛ أن الفنان لا ينعزل وأنه بأقل امكانيات وأضيق حيز يستطيع أن يبدع، وبالفعل أثبتت وجهة نظر خضر صحتها، حيث لبى فكرة التحدي الفنان أحمد أمين، والفنان التشكيلي محمد توفيق الذي نشر المبادرة على مجموعة "ارسم"، والتي يتابعها أكثر من 130 ألف عضو "ودا اللي ساعد في انتشار الفكرة".

العديد رأى المبادرة على مجموعة الفيسبوك من بينهم آية اسماعيل وشهد العباسي، تحمست الفتاتان للفكرة، حيث تقول شهد "أنا بحب أوضتي جدًا وبقضي فيها وقت كتير في الحظر أو قبله، عشان كدا حبيت أشارك".

2

تجلس آية في المنزل منذ يوم 26 فبراير فقد تأجل امتحان لديها "ومن وقتها مش بنزل خالص"، تعتبر الغرفة أيضًا بالنسبة لآية هي أكثر مكان تقضي وقتها فيه، وقررت الاشتراك في التحدي بثلاث رسومات لغرفتها، إحداها عبارة عن مجسم لغرفتها صنعته من عيدان الخشب "وواحدة لشكل أوضتي الحقيقية".

3

أما الثالثة فهي غُرفة رسمتها آية مُحلقة بخيالها، وعبر تطبيق خاص بالرسم "autodesk sketchbook" كوّنت الفتاة فضاء الغرفة من النجوم وبهاء الليل الساحر.

ولما تحمست شهد للاشتراك بالمسابقة قامت مُسرعة بتصوير غرفتها عبر الزاوية التي سترسم منها، وكانت المرة الأولى التي تقوم فيها بالرسم من منظور، مُظللة إياها بقلم الحبر.

4

يعتبر الرسم بالنسبة لشهد وآية هواية يُحبان قضاء أوقات فراغهما معها، فلازالت شهد في مرحلة الثانوية العامة، أما آية فتدرس الطـب، واستمر شغفها بالرسم منذ الطفولة وحتى الآن.

5

كانت المبادرة بالنسبة لخضر باب مفتوح على تجارب مختلفة "جميل مشاهدة التفاصيل الصغيرة اللي يقدر يصنعها الفنان، أربع جدران ومكان محدود لكن يحمل كم لا نهائي من الإبداع"، حتى أنه شطح بخياله وسأل نفسه سؤال "ماذا لو حبسنا 100 شخص في غرف متشابهة لمدة أسبوع؟"، كان خضر على يقين أن تلك الغرف ستتحول لأرواح مشابهة لأصحابها، كما فعلت آية وشهد، فغرفهما تحمل ما يُحبّانه، ويفسر ذلك خضر "الإنسان يصنع مكانه ويعيش فيه ويضيف إليه"، أما عن حالة خضر فلا يتعلق بالأماكن بسبب سفره الدائم، فهو يستكمل الدراسات العليا الآن في إيطاليا، معزولًا داخل شقة صغيرة بفلورنسا "وأشعر أني معزول بمرسمي الكبير في القاهرة، أمارس حياتي الطبيعية، وأرسم يوميًا وأتواصل مع الأسرة والفنانين".

فيديو قد يعجبك: