إعلان

قلعة رشيد.. حكاية حصن قايتباي الذي كشف سر الحضارة المصرية - صور

كتب : مصراوي

03:08 م 07/09/2025

تابعنا على

البحيرة - أحمد نصرة:

على ساحل مدينة رشيد، تقف قلعة قايتباي شاهدًا على تاريخ طويل من الحروب والصمود، ومسرحًا لاكتشاف أثري غيّر مجرى دراسة الحضارة المصرية القديمة، حين ظهر بين جدرانها حجر رشيد الشهير الذي كان مفتاحًا لفك رموز اللغة الهيروغليفية.

بني السلطان المملوكي الأشهر قايتباي القلعة عام 886 هـ – 1478 م، لتكون حصنًا في مواجهة الغارات الصليبية التي استهدفت سواحل مصر والشام، ولسد أطماع الدولة العثمانية الناشئة، فصممها على هيئة سور خارجي مستطيل تدعمه 4 أبراج ركنية شبه دائرية، يتوسطها برج رئيسي يضم مسجدًا صغيرًا، وغرفًا للقيادة ومساكن للجنود ومخازن للذخيرة.

اكتشاف غير عادي

عندما دخل الفرنسيون القلعة عام 1799، أطلقوا عليها اسم "حصن سان جوليان"، وأثناء أعمال الترميم والتحصين عثر الضابط "بوشار" على حجر رشيد، المصنوع من الجرانوديوريت الأسود، بارتفاع 113 سم وعرض 75 سم وسمك 27.5 سم. هذا الحجر الذي حمل نصوصًا بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، كان السبب في فك أسرار الحضارة المصرية القديمة.

الحفائر تعيد المشهد

الأثاري أحمد حبالة، مدير آثار رشيد، يروي أن أعمال الحفائر التي أُجريت عام 1985 داخل القلعة، أسفرت عن العثور على 15 قطعة جرانيتية مزخرفة بنقوش ورسوم فرعونية، كانت قد جرى إعادة استخدامها في البناء، بعد أن جُلبت من معابد مدينة "بولبتين" القديمة، يقول حبالة: "لو لم يكتشف الفرنسيون حجر رشيد في أواخر القرن الثامن عشر، لكان قد ظهر حتمًا ضمن هذه المكتشفات".

أحجار تحمل التاريخ

الدكتور محمود درويش، الباحث الأثري، وأحد المشاركين في عملية الترميم عام 1985 يؤكد أن القلعة تضم بين جدرانها كتلًا حجرية ورخامية فرعونية استُخدمت كدعائم للمدخل الرئيسي وأرضيات الأبراج ومزاغل الدفاع، وأن هذه القطع توثق حلقة تاريخية نادرة من تداخل العمارة المملوكية مع شواهد الحضارة المصرية القديمة.

القلعة في خطر

ورغم أهميتها التاريخية، تواجه القلعة اليوم مخاطر عديدة. يوضح حبالة: "القلعة تعاني من ارتفاع المياه الجوفية، وزيادة عمليات نحر البحر، فضلًا عن انخفاضها عن مستوى الأراضي المحيطة، وهو ما يجعلها مهددة بالانهيار".

ويضيف: "نحتاج إلى مشروع شامل لرفع المبنى من على سطح الأرض، عبر تصميم هندسي لتدعيمه بأعمدة فولاذية، وإعادة بناء بعض طوابقه لجعلها أكثر متانة"، مناشدًا منظمة اليونسكو تبني هذا المشروع لما تمثله القلعة من تراث عالمي فريد، ولأنها المكان الذي خرج منه مفتاح أسرار الحضارة المصرية.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان