إعلان

بعد أيام من الجوع والعزلة.. حكاية 3 أشقاء في شقة بسيدي بشر تنتهي بمأساة

كتب : محمد البدري

06:18 م 31/08/2025

بعد أيام من الجوع والعزلة.. حكاية 3 أشقاء في شقة ب

تابعنا على

الإسكندرية - محمد البدري:

شهدت منطقة سيدي بشر قبلي شرق الإسكندرية مأساة إنسانية هزّت مشاعر الأهالي، بعدما توفي أحد 3 أشقاء كانوا يعيشون في عزلة تامة داخل شقة سكنية، وسط معاناة من أمراض عقلية ونفسية مزمنة، دون رعاية أو إشراف طبي، وذلك بعد يومين فقط من استغاثة سكان العقار بالجهات المعنية لإنقاذهم.

- بلاغ عاجل وتدخل التضامن

وكشف مصدر مسؤول بمديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، أن الإدارة تلقت بلاغًا بشأن الحالة، وعلى الفور تم تكليف أخصائي نفسي بفحص الوضع ميدانيًا.

وأوضح المصدر أن الفحص أظهر أن الأشقاء الثلاثة لا يعانون من إعاقة ذهنية، وإنما من اضطرابات عقلية مزمنة، وهو ما يجعلهم خارج اختصاص مؤسسات التثقيف الفكري التابعة للتضامن.

وأشار المصدر إلى أن الحل القانوني الوحيد يتمثل في إيداعهم مستشفى الأمراض العقلية المختصة بقرار من النيابة العامة.

وأكد المصدر أن المديرية تتابع الموقف بالتنسيق مع الجهات المختصة، مشددًا على أن مؤسسات الرعاية التابعة للتضامن غير مجهزة للتعامل مع حالات الأمراض العقلية التي تحتاج إلى إشراف طبي متكامل.

- مأساة تتفاقم.. ووفاة أحد الأشقاء

وكان سكان برج المعز رقم 31 بسيدي بشر، قد ناشدوا المسؤولين بسرعة التدخل لإنقاذ الأشقاء الثلاثة الذين تركوا بلا طعام أو علاج عقب حبس والدتهم في وقت سابق، بعدما أشعلت النار داخل العقار وتسببت في تلفيات جسيمة.

غير أن المأساة تصاعدت بوفاة أحد الأشقاء الثلاثة داخل الشقة بعد يومين فقط من تداول الاستغاثة، وسط حزن شديد بين الجيران وقلق على مصير الشقيقين المتبقيين.

- شهادات الجيران: "محبوسين بلا طعام ولا دواء"

يروي "محمد نور"، أحد سكان العقار، أن الأشقاء الثلاثة تجاوزوا الخامسة والثلاثين من العمر، ويعانون من أمراض نفسية وجسدية منذ سنوات، مضيفًا:

"ظلوا محبوسين لأيام دون طعام أو شراب أو دواء، لكن سلوك أحدهم العدواني منعنا من التدخل المباشر لمساعدتهم."

ويؤكد "نور" أن محاولات الأهالي للتواصل مع مستشفيات ودور رعاية لم تنجح، مشيرًا إلى أن أحد الأشقاء كان يعتدي على السكان ويكسر الجدران داخل الشقة، مما جعل الوضع أكثر خطورة.

- مطالب عاجلة

وطالب سكان العقار بسرعة نقل الشقيقين المتبقيين إلى مستشفى متخصص أو دار رعاية مجهزة، حفاظًا على حياتهم وسلامة المحيطين بهم، مع ضرورة وضع آلية واضحة للتعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية التي تقع بين حدود المسؤولية الطبية والقانونية.

تبقى مأساة الأشقاء الثلاثة جرس إنذار يفتح ملفًا شائكًا حول مصير مرضى الاضطرابات النفسية والعقلية في المجتمع، ممن يعيشون بلا رعاية أو إشراف طبي متخصص.

وبينما فقدت الأسرة أحد أفرادها بالفعل، تتجدد المطالب بسرعة التدخل لإنقاذ الشقيقين المتبقيين، في انتظار قرار حاسم من الجهات المعنية يضمن لهما حياة كريمة ورعاية آمنة تحفظ لهما إنسانيتهما.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان