فخار وتربة محروقة.. كيف يُستدل على أثرية أي منطقة؟ - صور
كتب : أحمد نصرة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
تحديد ما إذا كانت منطقة ما أثرية لا يتم بالحدس أو التخمين، وإنما يعتمد على مجموعة من الأدلة العلمية الواضحة والمعايير، وهي نفس الأسس التي تعمل بها البعثات العلمية المتخصصة في التنقيب.
كشف أحمد حبالة، مدير آثار رشيد، أن الأدلة الأثرية المباشرة تأتي في مقدمة هذه المعايير، وعلى رأسها اللقى الأثرية مثل قطع الفخار، والأواني الحجرية، والأدوات المعدنية، إلى جانب النقوش والتماثيل الصغيرة، باعتبارها أقوى دليل مادي على وجود نشاط بشري قديم بالمكان.
وأشار إلى أن طبقات التربة الأثرية تمثل عنصرًا حاسمًا في تحديد الموقع الأثري، حيث تظهر في صورة طبقات مختلفة اللون والصلابة، وتحتوي على بقايا حياة قديمة، وهو ما يُعد علامة أساسية لأي موقع أثري معتمد.
وأضاف مدير آثار رشيد أن البقايا المعمارية، مثل أساسات المباني، والجدران، والآبار، والمقابر، والطرق القديمة، تؤكد وجود استقرار بشري أو نشاط منظم في المنطقة خلال فترات تاريخية سابقة.
وفيما يتعلق بـ الأدلة البيئية والطبيعية، أوضح حبالة أنها تشمل بقايا عظام بشرية أو حيوانية، وحبوبًا نباتية متفحمة، فضلًا عن التغيرات الملحوظة في طبيعة التربة، مثل التربة الداكنة الناتجة عن المخلفات البشرية أو التربة المحروقة التي تحتوي على رماد وفحم.
وأكد أن التقنيات العلمية الحديثة أصبحت عنصرًا أساسيًا في أعمال الكشف، وعلى رأسها المسح الجيوفيزيائي باستخدام الرادار المخترق للأرض، وقياسات المغناطيسية والمقاومة الكهربية، والتي تُستخدم للكشف عن المباني المدفونة دون إجراء حفائر.
كما أشار إلى أهمية المسح الجوي والطائرات المُسيّرة (الدرون) في إظهار المعالم الأثرية المدفونة، من خلال اختلاف ألوان النباتات أو ارتفاعها، أو وجود تغيرات غير طبيعية في سطح الأرض.
وأوضح حبالة أن الأدلة التاريخية تلعب دورًا داعمًا، وتشمل الخرائط القديمة التي توثق وجود تلال أو طرق أو معابد وقرى مندثرة، إلى جانب الوثائق وسجلات الضرائب وكتابات الرحالة والمخطوطات التاريخية التي تشير إلى أسماء أماكن أو أنشطة بشرية قديمة.
وأشار إلى أن الأدلة المقارنة تُعد مكملة لبقية الأدلة، حيث تزيد احتمالية وجود آثار إذا كانت المنطقة قريبة من تل أثري أو مقبرة معروفة أو مدينة تاريخية.
واختتم مدير آثار رشيد حديثه بتوضيح ترتيب الأدلة من حيث القوة، مؤكدًا أن الجمع بين اللقى الأثرية والبقايا المعمارية يمثل إثباتًا شبه مؤكد لأثرية الموقع، يليه المسح الجيوفيزيائي الناجح كإثبات علمي قوي جدًا، ثم طبقات التربة الأثرية كدليل ثابت، بينما تُعد الخرائط والوثائق عنصر دعم إضافي يعزز النتائج الميدانية.