إعلان

رحلة داخل "الكانيون الملون" وكهوف النواميس الأثرية في سيناء -صور

كتب : رضا السيد

11:45 ص 18/11/2025

تابعنا على

تعد منطقة "الكانيون" الملون من أشهر المناطق السياحية التي تقع فى محمية طابا بجنوب سيناء، وإحدى المناطق السياحية الطبيعية الساحرة التي تجذب آلاف السائحين من مختلف جنسيات العالم، خاصة من محبي سياحة البيئة والمغامرة، وسياحة التخييم داخل الصحراء.

قال عبد العاطي صلاح، مرشد سياحي بجنوب سيناء، إن منطقة "الكانيون" من أجمل المناطق الصحراوية على مستوى مصر وليس بجنوب سيناء فقط، لكونها تقع في محمية طابا التي تعد محمية صحارى وتراث طبيعي، مؤكدا أنها من الأماكن المفضلة لدى السياح الوافدين لجنوب سيناء، لامتيازها بثراء وتنوع الحياة البرية النادرة من نباتات وطيور إلى جانب المناظر الطبيعية البديعة كينابيع المياه العذبة والعيون، إضافة إلى التراث التقليدى للبدو المقيمين.

النواميس ومواقع الإنسان الأول في قلب المحمية

وأوضح عبد العاطي، أن المنطقة تشتهر بمواقعها الأثرية التي يرجع تاريخها لنحو 5000 عاما، و تُوجد بها النواميس وهى مساكن ومقابر الإنسان الأول فى سيناء ومن أقدم مباني مسقوفة بالأحجار في العالم.

وأشار إلى أن المحمية تتميز بالتكوينات والتركيبات الجيولوجية البديعة من كهوف وممرات جبلية متعددة، مع وجود شبكة من الأودية وتكثر بالمحمية الأخاديد والفوالق والفواصل المتقاطعة بين الصخور والتي تُعرف "بالكانيونات"، ويتخلل هذه الأخاديد تلال من الرمال الناعمة تًسمي "بارخانات"، ومن أشهر هذه الأخاديد كانيون سلامة، وكانيون عراضة والكانيون الأبيض والكانيون الأحمر وغيرها، وجميع هذه الكانيونات تجذب السائحين من محبي رحلات السفاري لما فيها من مناظر طبيعية رائعة، وأحيانًا بعض المغامرات مثل النزول من أعلى هذه الأخاديد بالحبال أو عن طريق السلالم.

وأضاف أنه يوجد بالمنطقة أيضا وادي جماليات وادي بيوتي، وهو واحد من أجمل الأماكن في سيناء خاصة ومصر بل والعالم أجمع، ويقع الوادي علي نحو 30 كيلو من مدينة طابا، وتبدأ الرحلة داخل الوادي بالوقوف في نقطة البانوراما وهي عبارة عن تل صلب من الحجر الرملي والشعاب المرجانية المتحجرة يصل ارتفاعه نحو 1100 متر فوق مستوى سطح البحر، وفي مواجهة هذا التل تل آخر أسود اللون به بقايا "اللافا" والحمم البركانية التي تكونت من ملايين السنين.

وتابع : بعد هذه الوقفة ينطلق السياح إلي الوجهة التالية الكانيون الملون ذلك الأخدود البديع الذي يقطعه السائحون في مدة تتراوح بين 45 إلى 60 دقيقة في مغامرة صحراوية لا تُنسي، يصل طول هذا الكانيون نحو 350 متر، وهو مقسّم إلي ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يُعرف بالكانيون الضيّق، والثاني هو الكانيون المرجاني، والثالث يُطلق عليه الكانيون الكراميللي، وعند مدخل الكانيون الأول يقف السائحون في طابور طويل الواحد تلو الآخر حيث لا يسمح اتساع هذا الجزء الأمامي من الكانيون إلا بمرور شخص واحد فقط، وفي وضع جانبي نظرًا لأنّ سعة المكان في هذا الجزاء تتراوح من 10 إلى 25 سنتيمتر، "بالكاد موضع الأقدام"، أمّا حائطا الكانيون فيتراوح ارتفاعهما من متر ونصف عند المدخل إلي 6 أمتار في المنتصف وهذا الجزء من الحجر الرملي ورديّ اللون، ويمتاز بكثرة حفرة ومغاراته في كلا الجانبين مما يعطي الفرصة للاستراحة والتقاط الأنفاس.

الشعاب المرجانية السوداء في الجزء المرجاني

وأكد أن هذا الجزء يعد بداية الجزء الثاني من الكانيون المرجاني وهو عبارة عن أخدود به بقايا شعاب مرجانية تكتسي باللون الأسود، ويمكن رؤيتها على جانبي الكانيون، وهذه الشعاب دليل كبير علي أنّ شبه جزيرة سيناء كانت في زمن جيولوجي قديم تغمرها مياه البحر إلى أن انحسرت المياه عن شبه الجزيرة منذ ملايين السنين فترسبت الرمال والصخور فوق هذه الشعاب المرجانية إلي يومنا هذا.

وأشار إلى أنه بعد انفراج الجزء المرجاني من الكانيون قليلًا يبدأ

الجزء الثالث الكانيون الكارميللي، وهى التسمية الدعائية التي أطلقها منظمو الرحلات السياحية لهذا الكانيون، وفي هذا الجزء يغلب على شكل حوائط الكانيون اللون الكارميللي وهنا تلعب الفانتازيا دور كبير في إضفاء لمسة من المتعة والإعجاب بالمكان الذي تكثر به الأشكال والرسومات الطبيعية المتنوعة كالوجوه البشرية والحيوانات والطيور وغيرها من المناظر، فالطبيعة هنا تبدو وكأنها نحّات أو فنان تشكيلي بارع يرسم بريشته، أو ينحت بيديه أجمل اللوحات التي تتباين في الرؤي من سائح لآخر، كل حسب خياله وأفقه.

كما أشار إلى هذا الجزء من الكانيون تحديدًا يعتمد على امتلاك السائح لحاسّة فنية، لأنّ هذه الأشكال قد تتغير ملامحها بعض الشئ بسبب تعرض المكان لعوامل التعرية من أمطار وسيول تنحر الصخور وتجرف الأرض، أو رياح وأتربة تخفي معالم هذه المناظر.

الصعود إلى "مغارة العشّاق"

وتابع: بعد الخروج من الكانيو ينفرج الوادى قليلًا ليبلغ عرضه من 3 إلى 5 أمتار في مسافة طولها نحو 130 متر د، ويصل بعدها السائحون إلي شجرة سيّال يستريحون تحتها، وفي هذه الأثناء يقوم أحد أبناء قبيلة اللحيوات التي تُشرف على تنظيم الرحلة بإعداد الشاي المُضاف إليه عشبة الحبق الشهيرة التي تضفي على المشروب الساخن نكهة مميزة تظهر آثارها علي وجوه السائحين الذين يرددون في نفس واحد هل من مزيد؟.

ولفت إلى أن بعد استجماع قواهم يبدأ السائحون في الصعود إلى قمة الجبل حيث تنتظرهم مغارة "العشّاق" وهي عبارة عن ممر ضيق أشبه بالنفق طوله قرابة 20 متر وعرضه يتراوح من 20 إلى 80 سنتيمتر ، وارتفاعه يتراوح من 50 إلى 100 سنتيمتر، وبالرغم من حرارة الجو إلا أنّ النفق يبدو وكأنه مكيف هواء طبيعي، حيث يجري به تيار هواء ونسيم يضفي على المكان جو من الشاعرية والرومانسية تؤكدها الشموع التي تضيء المغارة المظلمة في وضح النهار، بعد ذلك يعود السائحون إلى السيارات وهم يُودعون المكان على أمل اللقاء من جديد.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان