خريطة الإسكندرية الشهية.. 4 مطاعم يونانية تحكي قصص زمن الجاليات
كتب : مصراوي
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
تركت الجالية اليونانية بصمات لا تُنسى في الإسكندرية، لكن أكثرها حيوية هو ذلك الإرث الذي يمكن أن تتذوقه اليوم؛ هنا في قلب المدينة وأطرافها لا تزال مطاعم ومقاهٍ يونانية تاريخية تفتح أبوابها، لا تقدم لزوارها طعامًا فحسب بل تجربة سفر عبر الزمن إلى عصر الجاليات الذهبي.
"ديليس".. صانع البهجة رفيق مناسبات الملوك
"ديليس"، كلمة فرنسية تعني البهجة، وهو الاسم الذي اختاره صانع الخبز اليوناني "موستاكس" لمقهى وحلواني خاص به في قلب الإسكندرية، بدأ العمل عام 1907، قبل أن يعلن الافتتاح الرسمي عام 1922.
ويعتبر "موستاكس" أول من أدخل صناعة الآيس كريم بنكهات جديدة إلى مصر، مما منحه تفوقاً كبيراً على منافسيه. جودة منتجاته الأسطورية وصلت إلى أروقة القصر الملكي، ليحظى بشرف إعداد "تورتة" تنصيب الملك فاروق عام 1937، ومن بعدها تورتة حفل زفافه على الملكة فريدة، ليكتسب شهرة عالمية لا تزال تجذب الزوار حتى اليوم.
"سانتا لوتشيا".. ملك المطاعم على أنغام البيانو
يُعد مطعم "سانتا لوتشيا" أحد أبرز المطاعم التي أسسها اليونانيون، حتى نال لقب "ملك المطاعم" منذ تأسيسه عام 1932.
كان المطعم مملوكاً لرئيس الجالية اليونانية "بنايوتي سيوكاس"، وتخصص في تجهيز ولائم العائلة المالكة، وآلت ملكيته إلى حفيده "يني سيوكاس"، الذي أصر على الحفاظ على رونقه الكلاسيكي رغم أعمال الترميم. لا يزال المطعم وجهة للزبائن المميزين الذين يبحثون عن وجبة فاخرة على أضواء الشموع وأنغام عزف البيانو الحي، في تجربة أرستقراطية فريدة.
"إيليت".. ملتقى صفوة الفن والثقافة
رغم مرور قرابة 100 عام على إنشائه، لا يزال مطعم "إيليت" يحتفظ بمظهره الكلاسيكي، اشترته اليونانية الشهيرة "كريستينا كوستانتينو" عام 1953، ليتحول إلى ملتقى للصفوة والمثقفين.
ويتميز "إيليت" بتقديمه للمأكولات اليونانية والشرقية، وبجدرانه التي تشبه معرضاً فنياً دائماً، حيث تزينها لوحات لأساطير الفن مثل بيكاسو وماتيس وبراك، إلى جانب رواد الفن المصريين كسيف وأدهم وانلي وعصمت داوستاشي.
وقد استضاف المكان شخصيات مثل الملكة فريدة، ونجيب محفوظ، وأم كلثوم، وداليدا، ويوسف شاهين، وديميس روسوس، ولا يزال وجهة رئيسية للجاليات الأجنبية والفنانين.
"زفريون".. وليمة بحرية يونانية في أبو قير
منذ نحو 96 عاماً، وعلى شاطئ أبو قير، يقدم مطعم "زفريون" الذي تأسس عام 1929 تجربة مختلفة. يحتفظ المطعم بطابعه الكلاسيكي، وتزين جدرانه لوحات فنية يعود تاريخها لنشأة المكان.
يشتهر "زفريون" بتقديم المأكولات البحرية التي تمزج ببراعة بين تقاليد الطهي السكندرية واليونانية، وتبدأ التجربة من الترحيب الخاص بالزبائن، ثم اختيار الأسماك الطازجة وتحديد طريقة الطهي، لتكتمل بالجلوس في أجواء كلاسيكية من أربعينيات القرن الماضي، مع إطلالة ساحرة على البحر وموسيقى هادئة.