إعلان

أول تعليق من فريق اكتشاف أقدم تمساح في مصر: يعيد رسم خريطة الزواحف القديمة

كتب : محمود عجمي

03:21 م 27/10/2025

تابعنا على

تقرير ـ محمود عجمي:

كشفت دراسة علمية حديثة، قادتها الدكتورة سارة صابر، المدرس المساعد بكلية العلوم جامعة أسيوط وعضو فريق MUVP، عن نوع جديد من التماسيح البحرية القديمة يعود تاريخه إلى نحو 80 مليون سنة، تم العثور عليه في محافظة الوادي الجديد، التي تُعد من أبرز مواقع التراث الأحفوري في مصر.

التمساح المكتشف الذي أُطلق عليه اسم "واديسوكس كسّابي" (Wadisuchus kassabi)، يُعد الآن أقدم أفراد عائلة الديروصوريدات (Dyrosauridae) المعروفة عالميًا، وهي فصيلة من التماسيح البحرية التي نجت من الانقراض الكبير في نهاية العصر الطباشيري، وتنوعت بشكل ملحوظ بعد انقراض الديناصورات، وفقًا لما أوضحته الدكتورة سارة صابر، المؤلف الأول للدراسة.

وأوضحت الدكتورة سارة، في حوار خاص لها مع مصراوي، أن البيئة القديمة في الوادي الجديد، والتي تعود إلى ما قبل 80 مليون سنة، كانت غنية بالحفريات، وتضمنت أنواعًا متعددة من الأسماك والسلاحف والتماسيح والديناصورات. وأضافت أن هذا الاكتشاف تم باستخدام تقنيات التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد (CT)، والتي مكّنت الفريق من الكشف عن تفاصيل تشريحية تُعرض لأول مرة.

وأشارت إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أن النوع المكتشف يحمل صفات تطورية انتقالية بين الأنواع القديمة والحديثة من الديروصوريدات، ما يوضح كيف تمكن من التكيف والنجاة من الانقراض باللجوء إلى البيئة البحرية.

وحول التسمية العلمية، أشارت إلى أن اسم "واديسوكس كسّابي" يحمل دلالات مصرية خالصة؛ فـ"وادي" تشير إلى موقع الاكتشاف في الوادي الجديد، بينما "سوكس" مستوحاة من اسم الإله المصري القديم "سوبك" (Sobek)، إله القوة والخصوبة برأس التمساح. أما "كسّابي"، فهي تكريم لاسم العالم المصري الراحل الدكتور أحمد كسّاب، أستاذ الطبقات والحفريات بجامعة أسيوط، وأحد رواد علم الجيولوجيا في مصر، الذي ألهم أجيالًا من الباحثين.

وبيّنت الدكتورة سارة أن التمساح المكتشف يتميز بسمات تشريحية فريدة، منها خطم طويل جدًا، وأربع أسنان أمامية فقط، وفتحات أنف تقع أعلى الرأس، مما يشير إلى تكيفه مع البيئة البحرية الضحلة وقدرته على التنفس من سطح الماء، ويجعله صيادًا بحريًا متخصصًا في افتراس الأسماك.

وأضافت أن التماسيح القديمة كانت تعيش في بيئات متنوعة، من البحار الضحلة إلى المستنقعات والأنهار، وكانت جزءًا من منظومة بيئية غنية بالكائنات، بعضها عاش في زمن الديناصورات. وأشارت إلى أن التمساح المكتشف ربما كان يتغذى على الأسماك والسلاحف، وربما على الديناصورات الصغيرة، نظرًا لطبيعة فكه الطويل الذي لا يسمح له بافتراس فرائس كبيرة.

واختتمت بالإشارة إلى أن شكل التمساح المكتشف لا يشبه الصورة التي جسدها الفراعنة في تمثال الإله "سوبك"، مؤكدة أن تلك الأنواع كانت قد انقرضت قبل عهد الفراعنة، الذين عرفوا نوعًا مختلفًا يُعرف بالتمساح النيلي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان