إعلان

بالوثائق.. تاريخ جرس سان سابا الأثري وكنيسته بالإسكندرية

01:52 م الخميس 18 يوليه 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

أعاد قرار وزارة الآثار الخاص بترميم جرس كنيسة سان سابا بالإسكندرية، الاهتمام بتلك القطعة الأثرية التي يقدر عمرها بنحو 181 عاما، وسط تضارب في معلومات متداولة حول تاريخ الجرس وحقيقة تصنيفه بالأضخم من نوعه على مستوى العالم.

ويستعرض مصراوي خلال السطور التالية، في معلومات موثقة، جانبا من تاريخ الجرس الأثري وكنيسة سان سابا التي تحويه وحقيقة تصنيفه كأثقل أجراس العالم وفقا لخبراء وباحثين في هذا السياق.

هدية من إمبراطور روسيا

وفقا لمعلومات حصل عليها مصراوي من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، يرجع تاريخ صناعة الجرس الأثري إلى 25 يونيو 1838، وصنعه الجنرال الروسي الكمدار ميخائيل سيمنا في عهد امبراطور روسيا نيقولا الأول، والذي أهداه إلى مصر في عهد محمد علي باشا لوضعه في كنيسة الروم الأرثوذكس بالإسكندرية.

وبحسب ما ذكرته وثيقة قطاع آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، يزن الجرس 3 أطنان وهو عبارة عن ناقوس مخروطي الشكل كبير الحجم من النحاس القوي ارتفاعه مترين وقمته من أعلى على شكل تاج ويزخرف الجرس وحدات زخرفية دائرية تفصل بينها خطوط بارزة والنقوش الزخرفية تمثل أشكال للنباتات وأخرى هندسية بجانب نقش تخيلي لأحد الملائكة، بالإضافة إلى كتابات بارزة باللغة الروسية تشير إلى صاحب الإهداء وتاريخ الصناعة.

أضخم جرس في العالم

رغم ما تداولته بعض وسائل الإعلام من معلومات عن جرس سان سابا بوصفه أثقل جرس كنيسة في العالم نظرا لوزنه البالغ 3 أطنان، إلا أن ذلك لم يكن دقيقا، إذ ذكر موقع history of bells"" المعني بتاريخ الأجراس الشهيرة وتصنيفاتها، قائمة بأثقل أجراس صنعت في العالم وتراوحت أوزانها بين 65 طن إلى 327 طن.

ووفقا للقائمة التي وثقها الموقع استحوذت كل من روسيا والصين ومينمار على أكبر عدد من الأجراس الأثقل في العالم، وعلى رأسها جرس Dhammazedi الكبير وهو أثقل جرس صنع في التاريخ وصنع مدينة ميانمار في 5 فبراير 1484 بأمر من الملك دمازيدي من هانثاوادي بيجو، ويبلغ وزنه 327 طن، إلا أنه تعرض للغرق في نهر بورما بعد سرقته ومحاولة نقله.

وتحتفظ روسيا حاليا بأثقل جرس على مستوى العالم وهو"Tsar Bell" ، المعروف باسم جرس القيصر الثالث، والذي صنع في عام 1735، وهو موجود حاليًا في الكرملين بموسكو أحد أكثر الوجهات السياحية شعبية في المدينة.

تاريخ "سان سابا" يبدأ من القرن السابع الميلادي

قال الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التراث بالمعهد العالي للسياحة، نقيب المرشدين السياحيين السابق إن كنيسة "سان سابا" تعد أحد أقدم الأماكن الدينية في الإسكندرية ويرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي، كما تعد المقر البابوي الأول لطائفة اليونان الأرثوذكس في المدينة قبل أن تتحول من دير إلى كنيسة، حتى انتقل المقر البابوي الحالي إلى مكان مجاور قرب منطقة محطة الرمل بالمحافظة.

وأضاف "عاصم" في تصريح خاص لـ مصراوي أن سبب إهداء الجرس الأثري من إمبراطور روسيا إلى المقر البابوي اليونانية يرجع إلى العلاقة الوطيدة بين الكنيسة الروسية والكنيسة اليونانية على مر التاريخ خاصة وأنهم يتبعون نفس المذهب الديني، كما شهدت العقود الماضية العديد من علاقات الود من مراسلات وإهداءات بين الجانبين.

وأوضح أن سبب عدم تعليق الجرس في أحد أبراج الكنيسة يرجع إلى ثقل وزنه الذي حال دون ذلك، مشيرا إلى عدد من المحاولات لتعليقه وقت وصوله للإسكندرية إلى أن ذلك لم يكن متاحا هندسيا حتى تم الاحتفاظ بالجرس في ساحة الكنيسة.

وأشار إلى أن كنيسة سان سابا تعرضت للعديد من الترميمات على مدار عقود حتى تم نقل المقر البابوي الذي كان جزء منها، مع الحفاظ على مبنى الكنيسة التاريخي كما جرى نقل أهم المحتويات التي تخصها ومن بينها المكتبة الخاصة بالكنيسة إلى المقر البابوي الجديد، كما كانت الكنيسة شاهدة على عدد من الأحداث التاريخية من أبرزها بداية الاحتلال الفرنسي.

وثيقة بريطانية عمرها 100 سنة تصف الكنيسة

مصراوي واصل البحث بمطالعة أجزاء من كتاب "الإسكندرية تاريخ ودليل" الذي كتبه الروائي والصحفي البريطاني إدوارد مورغان فورستر، قبل 100 عام، ووفقا للكتاب أوضح "فورستر" أن الكنيسة أنشئت في بداية القرن السابع الميلادي وتحديدا في عام 615 ميلادية، محل معبد أبوللو، بينما ترجع مبانيها القائمة إلى عام 1687، وبها روح العالم القديم التي يندر وجودها في الإسكندرية.

"عمود القديسة كاترين"

وذكر الروائي البريطاني في كتابه، أن حرم الكنيسة يضم في أحد جنباته محراب سانت كاترين بالإسكندرية بالإضافة إلى كتلة من الرخام يقال إنها جزء من العمود الذي استشهدت عليه القديسة، بينما يقع في صحن الكنيسة 8 أعمدة قديمة منحوتة من الجرانيت فيما يقع محراب آخر في حرم الكنيسة خاص بالقديس جورج وبجواره طاولة يرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي.

وكنيسة القديس سابا من الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس في مصر والقديس سابا ولد عام 532 ميلادية وهو قديس تنسّك في فلسطين على يد القديس أفتيموس، بينما تتميز الكنيسة بالعمارة اليونانية وأهم ما يميزها الجرس الشهير المسجل كأثر منذ عام 1997.

يشار إلى ان محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، أعلن بدء أعمال الترميم والصيانة الشاملة للجرس الأثري في كنيسة سان سابا بمنطقة محطة الرمل، الذي يقدر عمره بنحو 181 عاما، وذلك من خلال متخصصين في الترميم تابعين للوزارة.

وقال متولي في تصريح صحفي، إن الصيانة تجرى تحت إشراف مفتشي آثار منطقة وسط الإسكندرية وبالتنسيق مع مسئولي كنيسة سان سابا، مضيفا أن الجرس الأثري مسجل في عداد الآثار القبطية منذ 27 يوليو 1997 كحيازة خاصة، ويقع في الفناء الخارجي للكنيسة قرب البوابة الرئيسية حيث جرى وضعه على منصة رخامية حديثة.

فيديو قد يعجبك: