إعلان

3 متاحف توثق 150 عامًا من تاريخ قناة السويس (صور)

10:24 م الأربعاء 20 نوفمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسماعيلية – محمد عوض:

وسط مدينة الإسماعيلية تطل فيلا الدبلوماسي الفرنسي فردينان ديليسبس، صاحب امتياز حفر قناة السويس، لتصبح أحد ثلاث متاحف تضم مقتنيات القناة التي يُحتفل هذا الشهر بمرور 150 عامًا على افتتاحها أمام الملاحة الدولية.

على بعد 10 أمتار من فيلا ديلسبس يخضع مبنى إدارة قناة السويس الآثري للترميم ليكون أكبر متاحف القناة، ومن المنتظر أن يفتتح رسميًا منتصف العام المقبل، حسبما أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، الأحد الماضي.

المبني أنشأ عام 1862 ليكون مقرًا إداريًا لشركة قناة السويس العالمية، وشهد عملية التأميم عام 1956، ثم تحول إلى مبنى للحزب الوطني الديمقراطي في السبعينيات من القرن الماضي، مع نقل إدارة القناة لمقرها الجديد، وعادت ملكيته لقناة السويس في يناير 2011، وحل الحزب الوطني.

يقول تقرير هندسي عن شركة المقاولون العرب المسئولة عن ترميم المبنى، إن أحد أسباب تهالك المبنى قلة أعمال الصيانة، واستخدامه من أكثر من جهة، وتعرض أجزاء منه للحريق.

ويعمل أخصائيو الترميم على إعادة حالة المباني الخشبية إلى أصلها، حيث استمد الطراز المعماري من التراث الإسلامي والفرنسي، في استخدام الأخشاب والمظلات الخشبية والقرميد الملون، بحسب كتاب وصف عمارة القرن التاسع عشر والعشرين الصادر عن المركز الثقافي الفرنسي.

وخلال احتفال هيئة قناة السويس بمرور 150 عامًا على افتتاحها، أهدت جمعية أصدقاء ديلسبس الفرنسية نموذجًا مصغر للسفينة الملكية التي عبر على متنها الملكة أوجيني، إمبراطورة فرنسا، والخديوي إسماعيل، وفردينان ديلسبس، قناة السويس، في افتتاح القناة عام 1869.

يأتي تجهز قاعات متحف قناة السويس الجديد لاستقبال مقتنيات أصلية لرؤساء الهيئة السابقين، ووثائق الحفر، والمخاطبات الرسمية، وإهداءات من جمعيات فرنسية.

الزائر لمدينة الإسماعيلية قد ينتظر افتتاح المتحف، لكن يمكنه مشاهدة فيلا ديلسبس المطل على الحدائق الفرنسية الشهيرة حاليًا باسم "حدائق الملاحة"، حيث تحتفظ الفيلا برونقها كأنها بنيت قبل شهور، رغم أنها من أوائل المنازل في المدينة.

مقر سكن ديليسبس في الإسماعيلية أوفر حظًا في الاهتمام، بعكس تمثاله الذي كان يقف على مدخل قناة السويس الشمالي بمدينة بورسعيد ونقل إلى مخازن ورش ترسانة بورفؤاد، بعدما أنزل من على قاعدته عقب قرار التأميم والعدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956

متحف الرئيس الأول لقناة السويس يضم غرفة نومه والتي مازالت تحتفظ بوضعها الأصلي والستائر وورق الحائط الأصليين، وتتسم طريقة فرشها بالبساطة، وعندما تحتم توسيع البناء لتحويله لمقر إداري يستقبل الضيوف المميزين للشركة، دارت في البداية مجادلات حول عدم إحداث تغييرات بالمنزل الأصلي حفاظًا على قيمته التاريخية، ورضوخًا لضغط الاحتياجات لجأ أخيرًا مجلس الإدارة إلي توسيع المنزل وأضيف إليه جناحًا جديدًا عام 1902، ومنذ تأميم القناة عام 1956 أغلق المبنى ويفتح فقط أمام الزيارات الرسمية من مؤسسات فرنسية وجمعية أصدقاء ديليسبس التي تنظم رحلات سنوية للإسماعيلية.

في مدينة بورسعيد يقع ثالث متاحف القناة، في مبنى كان يستخدم مقراً للقنصلية الفرنسية، أصبح بعدها بيتًا تسكنه الراهبات العاملات في الكنيسة الفرنسية والمدرسة الملحقة بها، لكنه يشتهر بأنه استراحة للملكة أوجيني، في حفل الافتتاح، كما أن الشارع الموجود به المتحف أطلق عليه اسم "أوجيني"، ولكن في السجلات الرسمية يسمى الشارع بـ"صفية زغلول".

تختلف معروضات المتحف عن متحف فيلا ديلسبس بالإسماعيلية، حيث أنه يضم قطع أصلية من مقتنيات رسمية لفترة العمل لأول رئيس للهيئة، فيما يضم متحفه بالإسماعيلية مقتنياته الشخصية حيث كان يسكن وزوجته.

المبني المخصص له المتحف من أقدم المبان في مدينة بورسعيد، حيث أنشأ قبل افتتاح القناة للملاحة، ويقول المؤرخ ضياء القاضي، إن مبنى المتحف كان أقدم قنصلية في بورسعيد وكانت لفرنسا، ونصبت أمامها ثلاث منصات خصصت لملوك وأمراء وكبار شخصيات دول العالم الذين حضروا حفل افتتاح قناة السويس، ووصف "القاضي" المبني في كتابه موسوعة بورسعيد، بأنه مبنى خشبي من طابقين، شهدت ساحته جزءًا من فعاليات افتتاح القناة، وكانت شرفاته تطل على فنار بورسعيد القديم الذي كان ينير مدخل القناة أمام السفن العابرة.

المبني مازال يحتفظ بطرازه الخشبي، حيث خضع لعملية ترميم للحفاظ على شكله الأساسي، وأحدثت لجنة الترميم تطويرًا في أسقف الحجرات لتركيب إضاءات جديدة وتكييف مركزي.

ويقول إن فكرة المتحف بدأت عام 1998 عندما تقدم بطلب لرئيس هيئة قناة السويس وقتها الفريق أحمد علي فاضل، بإنشاء متحف تاريخي لقناة السويس، واقترح تخصيص هذا المبنى.

يتكون المتحف من طابقين، الأول يضم لوحات وأثاث كان يستخدمه أول رئيس لهيئة قناة السويس الفرنسي فرديناند ديلسبس، ومنحوتات أهمها تمثال من المرمر لـ"ديلسبس" كمجسم صغير لتمثاله الذي كان على مدخل قناة السويس وأزاله فدائيو بورسعيد بعد حرب العدوان الثلاثي على المدينة عام 1956.

خصص المتحف قاعة كاملة لعرض تاريخ قناة السويس من خلال مجسمات بها مؤثرات صوت وضوء، بداية من أول ضربة معول في قناة السويس، وأعمال الحفر بالسخرة، ثم الافتتاح الأسطوري للقناة بحضور ملوك العالم، والحروب التي مرت بها القناة، وأعمال تطهير المجري الملاحي بعد حرب أكتوبر، ومراسم الافتتاح الثاني للقناة عام 1975.

فيديو قد يعجبك: