إعلان

بالصور- دير "مصطفى الكاشف".. حكاية أقدم حصن قبطي في الوادي الجديد

01:51 ص الأحد 09 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

دير مسيحي وسط صحراء الوادي الجديد، يحمل اسمًا إسلاميًا، إنه دير "مصطفى الكاشف" الواقع بواحة الخارجة، والذي يرجع عمره إلى القرن السادس الميلادي.

يقع دير مصطفى الكاشف على بعد 7 كيلومترات من مدينة الخارجة في اتجاه الشمال، وتحديدًا نهاية منحدر جبل الطير شمالي مقابر البجوات الأثرية بحوالي 1 كيلومتر، ومبني على مساحة 600 متر تقريبًا.

أكد منصور عثمان، مدير عام منطقة الآثار الإسلامية والقطبية بالوادي الجديد، لــ"مصراوي" أن سبب تسمية الدير أن آخر من كان يعيش به هو جابي "جامع" الضرائب في آخر الفترة العثمانية، وكان اسمه "مصطفى" وسُميّ بالكاشف لأنه كان يعيش في الدير على ربوة عالية، ويكشف مسار درب الأربعين الواصل بين مصر والسودان.
أضاف "عثمان" أن الدير شُيّد على بقايا حصن روماني يرجع للعام الأول الميلادي، حيث كان نقطة دفاع على درب الأربعين، وفي الفترة القطبية شُيّدَ الدير الموجود في القرن السادس الميلادي بالطوب اللبن على ربوة عالية، ويتكوّن من 3 طوابق، الأوّل والثاني منه يضم "قلايات" – "القلاية" هي غرفة معيشة الرهبان – أما الطابق الثالث فيضم كنيسة مشيدة على طراز "البازليكا" وهو طراز معماري قبطي في بناء الكنائس، ولم يتبقى من كنائس الدير إلا الكنيسة الموجودة في الاتجاه الشرقي من الدير.

تابع قائلًا: إن ارتفاع جدران الدير يصل إلى 18 مترًا، وأضيف في الركن الشمالي من الدير مطبخ يضم أفرانًا وآواني فخارية يستخدمها الرهبان، كما أن الدير كان مغطى بمادة "الملاط" وهي تشبه المحارة الحالية ويدخل في مكوناتها الجير الأبيض إلا أن عوامل التعرية أثّرت في الدير خاصة السيول التي شهدتها المنطقة عام 1936 والتي أثّرت بشكل كبير على جميع الآثار بالمحافظة.

وأشار مدير عام منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالوادي الجديد إلى أن الدير يملك مميزات كثيرة تحكي آثار الواحات ومهارة العمارة في اختيار المكان، والذي شيّد على مكان مرتفع يكشف معظم الواحات من خلاله كما أن الدير محصّن من جميع الاتجاهات، وتوجد به بقايا عيون رومانية قديمة، لكنها جفّت حاليًا وكانت تستخدم قديمًا لأغراض الشرب والزراعة لسكان الدير.
لفت "عثمان" إلى أن منطقة الدير كانت منزرعة حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي من خلال أبناء الواحات نفسها بينما كان آخر استخدام لها كسكن في القرن السابع الميلادي.
من جهته قال عبدالعزيز خضر، مدير عام شئون المناطق الأثرية بالوادي الجديد، إن الدير لم يشهد أي حفائر أو دراسات أثرية سوى بعثة فرنسية فقط زارت الدير عام 2005 و2006 ورفعت بعض النقوش القبطية للدير، بينما يحتاج المبنى بشدة لأعمال الترميم، حيث لم تُجرى له أية أعمال ترميم وصيانة منذ اكتشافه.

أكد "عبدالعزيز" أن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمحافظة نجح في وقف التعديات على الدير من خلال رفعه مساحيًا، ووضعه على خرائط وتسجيله كمنطقة أثرية بقرار وزاري عام 1999، إذ أن الدير ضمن 6 مواقع أثرية تعود للعصر القبطي بالخارجة وباريس هي "البجوات – عين جَلال – عين سعف – عين بيشوي" بالخارجة، كنيسة شمس الدين، وجبل طفنيس بمركز باريس".

وتابع قائلًا: إن عدم صيانة الدير ستؤدي في نهاية الأمر إلى وقوع تصدعات أو انهيارات به في ظل بنائه بالطوب اللبن خاصة وأنه يشهد زيارات وفود بعض السياح من المتخصصين في الدراسات القبطية، وليس كل زوار المنطقة حيث أنه يقع في نطاق منطقة البجوات الأثرية، وعلى بعد 7 كم منها والتي يزورها السائح الأجنبي بنفس تذكرة دخول منطقة البجوات، وهي 50 جنيهًا فقط بينما 10 جنيهات للمصريين كما يوجد طريق ممهد لزيارة الدير ولكن لا يشهد زيارات كثيرة.
فيما أكد محسن عبدالمنعم الصايغ، مدير عام الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد، إدراج المناطق الأثرية القبطية والإسلامية في برامج زيارات الوفود السياحية خاصة الأجنبية ومن بينها منطقة دير مصطفى الكاشف بالخارجة في ظل بعدها عن منطقة "البجوات" والتي تمتلك شهرة أكبر من الدير نفسه.

فيديو قد يعجبك: