إعلان

بالصور - نهر النيل فى كفر الشيخ.. هنا التلوث الذي يقتل السمكة وصائدها

04:18 م الأربعاء 15 فبراير 2017

كفر الشيخ - إسلام عمار:

بالماضى كانت خيرات نهر النيل فرع رشيد بنطاق مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، لاتعد ولا تحصى من الأسماك "بلطى- بورى - ثعابين"، وغيرها من الأسماك الفاخرة التى كانت مصدر رزق لأسر صيادين يقتاتون قوت يومهم منه، ولكن فى ظل التغيرات وتهميش الحكومة للصيادين، أصبح نهر النيل شكلًا أو منظرًا طبيعيًا فقط، تتعرض أسماكه للنفوق، ويقتصر فقط على الأسماك البليمي "البلطي الصغير".

رصد "مصراوي" الحالة اليومية لصيادي نهر النيل فرع رشيد بمركز دسوق، عندما التقى بأحد هؤلاء الصيادين يدعى صلاح حجازى رجل يبدو من مظهره أنه يعمل بحرفة الصيد، سرنا على الأقدام من بداية الجهة الخلفية لبنك مصر، المعروفة بتقاطع شركة عمر أفندى، وقطعنا طريق كورنيش نهر النيل لمسافة تخطت حوالى كيلو ونصف متر.

توجهنا مع الصياد إلى معقل تجمع صيادي نهر النيل من أبناء مدينة دسوق، وهى نقطة مرساهم، بمنطقة تسمى "حي الكشلة"، حيث تتجمع بها قوارب عديدة، لا تعمل ولا تتحرك، وقوارب أخرى حدث بها تلفيات ملقاه على شاطئ النهر، وأخرى تعمل يقودها أصحابها بحثا عن الرزق، برفقة زوجاتهم.

"المياه ملوثه وبنموت بالبطئ بسببها وماحدش حاسس بينا.. نفسنا الحكومة بتاعتنا تحس بينا.. مش عارف الدولة ليه مهمشانا".. بتلك الكلمات بدأ نصر عزت حجازي، صياد، حديثه لـ"مصراوى" قائلًا: "أبرز ما يعانيه الصيادين تلوث مياه نهر النيل، كما أن خواص المياه مائل للون الأسود منذ فترة، على غير لونها الطبيعى المعروف، ولى شقيق توفاه الله بسبب سوء حالة المياه بعد تعرضه لمرض الفشل الكلوى بسبب حالة مياه النهر".

وتابع: "منذ 10 أعوام أو أكثر كان نهر النيل يجلب خيرات من الله بأنواع متعدددة من الأسماك، ولكن فى ظل تهميش الحكومة لشكاوى صيادي نهر النيل، من إطلاق مياه مصرف الرهاوى الملوثة فى نهر النيل، قضت تمامًا على الأسماك الفاخرة التي كانت موجودة فى النهر مثل الثعابين والبورى، واقتصر الأسماك على البليمى المعروفة بالبلطى الصغير، وأسماك القراميط بدأت تنقرض هى الأخرى".

وأضاف صلاح حجازي، صياد، أن هناك مشكلة أخرى ظهرت للصيادين لتنضم إلى باقى مشاكلهم، وهى ارتفاع قيمة التأمين على الصياد بمبلغ 26 جنيهًا بدلًا من 12 جنيهًا، ويحصل منهم إجمالى قيمة التأمين بعد ارتفاع القيمة مبلغ 336 جنيهًا، ولكن الاعتراض الوحيد منهم على ذلك أن الصياد لا يتمتع بحصوله على تأمينه فى حالة تعرضه للمرض، "يعنى الحكومة عايزة تاخد مننا وبس وإحنا ماناخدش منها حاجه".

ويشير مسعود حجازى، صياد، إلى أن وقف التراخيص تعد مشكلة أخرى تواجه الصيادين، حيث يوجد مجموعة قليلة صاحبة تراخيص لمزاولة مهنة الصيد فى مياه نهر النيل، والباقى أصبحوا عرضة للحبس والغرامات لعدم حملهم تراخيص، موضحًا أن إدارة المصايد أعلنت عن هذا القرار فقط دون أن تذكر الأسباب.

وأثناء لقاء مراسل "مصراوي" مع الصيادين فى نهر النيل، ظهرت بعض الأسماك بحالة مزرية على سطح المياه، وعندما أخرج أحد الصيادين نوعين منها، كشف أنها تسمى بأسماك الفاتورة تشبه أسماك السردين، وما يلفت للنظر وجود إحمرار واضح، بأحد جانبى سمكة منها، ليؤكد هؤلاء الصيادين أن مياه نهر النيل بها تلوث واضح.

واستكمل محمد عبده، شيخ صيادي نهر النيل بمركز دسوق: "ما يزيد عن 4 آلاف صياد ببندر ومركز دسوق منهم 1800 صيادًا من أصحاب التراخيص يعانون من مشاكل متعددة منها وقف تراخبص مزاولة مهنة الصيد فى النهر منذ عام 2007 من وزارة الزراعة دون ذكر الأسباب، وتجميد 400 رخصة".

وأوضح أنه قدم أسماء 400 صياداً بديلا للمجمدين وفى انتظار الموافقة على منحهم التراخيص، علاوة على تلوث المياه، وانقراض الأسماك من النهر، وغيرها من مشاكل يواجهها هؤلاء الصيادين، مشيرًا إلى أن هناك العشرات من هؤلاء الصيادين هجروا مهنتهم، وتوجهوا للعمل فى المعمار نظراً لندرة الأسماك التى أصبحت مشكلة أساسية فى نهر النيل وتعدد مشاكلهم دون وجود من يهتم بهم.

كما رصد "مصراوي" حالة مرضية لأحد الصيادين ومعيشته على الطبيعة حيث اصطحبنا شيخ الصيادين وتوجهنا لمنزله وتبين أنه آيل للسقوط، والشروخ والتصدعات تحيط به من كل جانب، موضحا شيخ الصيادين أنها معيشة غير آدمية، وصاحب المنزل لا يملك من حطام الدنيا شيئاً والخطر يحاصر أسرته بين الحين واللحظة، كما أنه أحد مرضى المخ والأعصاب، ومع ذلك مهنته الوحيدة الصيد التى لا تعين على مواجهة أعباء الحياة فى الوقت الحالى أو توفير ولو جزء من أدويته.

والحل يعرضه شيخ الصيادين ويطرحه على الحكومة ويتمثل بضرورة اهتمام الثروة السمكية بصيادو نهر النيل، والعمل على وقف إطلاق التلوثات التى تجلب من مصرف الرهاوى، وتحمل معها الأمراض المتفشية، وفى النهاية يحدث انقراض للأسماك مثلما حدث فى السنوات الماضية، ومتابعة الثروة السمكية باستمرار لصيادو نهر النيل، والعمل على متابعة على مياه النهر من خلال عمل اختبارات وتحاليل لتلك المياه، وإطلاق أسماك زريعة فى النهر تعويضا عن الأسماك النافقة.

فيديو قد يعجبك: