إعلان

فوق أكبر دار عبادة أثري.. أموات سوهاج يزاحمون الفراعنة بمقابر أخميم

01:55 م الأحد 03 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد:

على الرغم من إصدار محافظ سوهاج الأسبق، اللواء محسن النعماني منذ حوالي 7 سنوات قرارًا بمنع الدفن بمقابر أخميم وإنشاء مقابر جديدة للأهالي بحي الكوثر بدلاً منها تمهيدًا للكشف عن الآثار الهائلة والمعابد الموجودة أسفل المقابر إلا أن واقع الأمر الحالي وهو السماح للمواطنين بالدفن دون التشديد على منعهم، وإنشاء موقف للسيارات بمنطقة الكوم الأثرية، بتكلفة 675 ألف جنيه.

ويعتبر المؤرخون أن معبد رمسيس الثاني الموجود أسفل مقابر أخميم أكبر دار عبادة في العالم، وهو ما ثبت بالفعل من خلال الجزء الذي تم اكتشافه من المعبد منذ عدة سنوات، حيث يشكل تمثال ميرت آمون في ضخامته أكبر تمثال لملكة في العالم حيث يبلغ طوله 11.5 متر ووزنه حوالي 30 طنا، ولكن يبقى الجزء الأكبر من المعبد مدفون تحت مقابر أخميم، وفي انتظار شارة البدء في الكشف الأثري بناءً على القرار الحاسم الذي يُعلي مصلحة البلاد ليخرج معبد رمسيس الثاني كأهم اكتشاف أثري في صعيد مصر إلى النور.

ومنذ عام 1981 وهو تاريخ اكتشاف تمثال "ميرت أمون" أثناء حفر أساسات معهد أزهري بالمنطقة وخطط الكشف عن باقي أجزاء معبد رمسيس الثاني تذهب مع الريح، خاصة أن الجزء الأكبر من المعبد وغيره من المعابد والتماثيل تقع تحت مقابر أخميم التي تبلغ مساحتها حوالي 10 أفدنة، وتكلفت الدولة حوالي 150 مليون جنيه لإنشاء مقابر بديلة بحي الكوثر لأهالي مركز ومدينة أخميم لدفن موتاهم فيها والانتهاء عن الدفن في المقابر القديمة إلا أن ذلك لم يتم بشكل جاد ونهائي حتى الآن، رغم دفن العديد من عائلات أخميم موتاهم بالمدافن الجديدة، وكأنه يوجد من يريد أن يستمر الدفن بالمقابر ولا ينتقل الدفن لحي الكوثر.

ودائمًا ما تضبط شرطة السياحة والآثار والأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج العديد من العصابات أثناء البحث والتنقيب عن الآثار بمنطقة المقابر بأخميم، خاصة أن هذه العصابات يوجد من بينهم أشخاص من مختلف فئات المجتمع.

مصدر بمنطقة أثار سوهاج قال لـ "مصراوي" إن مدينة أخميم تخضع لقانون الآثار رقم 117 لسنة 1983، والذي يحظر القيام بأي أعمال إنشائية وحفر أساسات لمنشآت بدون ترخيص، وبدون إشراف من المجلس الأعلى للآثار، مضيفًا أن ذلك القرار جاء على خلفية أنه أثناء حفر أساسات لمعهد أزهري بالمنطقة والتي كانت تستخدم كمقلب للقمامة ظهر أجزاء من أكتاف تمثال، وتم إيقاف الحفر، بعدها تم استخراج التمثال الذي تبين أنه يخص ميرت آمون ابنة الملك رمسيس الثاني.

وأشار إلى أن الاكتشاف أكد أن المعبد بناه الملك رمسيس الثاني والذي يعتبر مقر إقامة له وتقرباً للإله "مين"، لافتاً أنه تم الكشف أيضاً عن عدة تماثيل بالمنطقة للملك رمسيس، ومنها تمثال إله الحسن والجمال عند الإغريق "فينوس" وهو تمثال مقطوع الرأس، كما أن هناك أجزاء من كنيسة قديمة في الجزء الجنوبي للمعبد لم يتم الكشف عنه.

محمود إمام، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم قال إن الموقف الذي يتم إنشائه بتكلفة 675 ألف جنيه ليسع 200 سيارة أجرة ويشمل كافيتريا ودورة مياه بمنطقة الكومة هو عبارة عن تاندات وأعمدة يمكن فكها وتركيبها في أي وقت، مضيفًا في حالة احتياج المنطقة يمكن نقل الموقف لأي مكان آخر، وعن آخر المستجدات في عمليات الدفن التي تتم في مقابر أخميم من عدمه وعدم السماح للمواطنين بالدفن فيها ودفن الموتى بحي الكوثر تمهيدًا لعمليات الحفر واكتشاف الآثار الموجودة أسفل المقابر قال إن محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم، شكل لجنة من حكماء تضم العديد من الشخصيات الاجتماعية والتنفيذية لإقناع الأهالي بعدم الدفن في المقابر القديمة.

من جانبه قال جمال عبدالناصر، مدير عام الآثار بسوهاج إن أخميم تضم العديد من المقابر والمعابد والاكتشافات الأثرية المهمة وخاصة أسفل مقابر أخميم، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" أن تمثال رمسيس الثاني والذي يظهر أجزاء بسيطة منه والكائن أسفل مقابر أخميم يعتبر أضخم تمثال لرمسيس الثاني من الحجر الجيري على مستوى الجمهورية، حيث يبلغ وزنه حوالي 600 طن.

وأوضح "عبدالناصر" أنه لا يمكن البدء في البحث والتنقيب عن الآثار المتنوعة الموجودة أسفل مقابر أخميم إلا إذا تم منع الدفن فيها وذلك حفاظًا على حرمة الموتى، مع نقل الرفات المتواجدة بالمقابر، مشيراً إلى أنه لا يمكن البحث والتنقيب إلا بعد منع الدفن في المقابر بعامين، وذلك لقدسية المقابر وحرمة الموتى، وتابع أن وزارة الآثار ليست مسئوليتها منع الأهالي من الدفن في المقابر، وإنما مسئولية الأجهزة التنفيذية بالمحافظة.

ولفت مدير عام آثار سوهاج إلى أنه إذا تم منع الدفن في مقابر أخميم وتمت عمليات البحث والتنقيب عن الآثار المقررة سوف تصبح أخميم ضمن المزارات الأثرية العالمية، خاصة أنه بالتتبع لما كتبه الرحالة والمؤرخون عن الآثار الموجودة بأخميم ثبت بالفعل، وذلك بعد الكشف عن تمثال ميرت آمون ابنة الملك رمسيس الثاني والقريبة جداً من المقابر، وهو ما يجعل وقف الدفن بمقابر أخميم والكشف عن آثارها ضرورة ملحة، حتى تصبح سوهاج على الخريطة السياحية العالمية.

وأخيراً يبقى معبد رمسيس الثاني حبيس لعنة الفراعنة تحت مقابر أخميم في انتظار صدور قرار حاسم من محافظ سوهاج بالتنسيق مع وزارة الآثار بمنع الدفن في المقابر وهو ما يراه العديد من الأهالي انتهاكا لحرمة موتاهم.

فيديو قد يعجبك: