استراتيجية ترامب الجديدة.. تحول أمريكي من المساعدة إلى النفوذ في أفريقيا
كتب : مصراوي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
مصراوي
صدرت الاستراتيجية الوطنية الجديدة للأمن القومي للولايات المتحدة، مُعلنةً تحولًا في نهج واشنطن تجاه أفريقيا، مع تركيز خاص على شراكات انتقائية — تشمل إثيوبيا — وعلى مبادرات منع النزاعات في منطقة القرن الأفريقي الأوسع.
الوثيقة التي أصدرها البيت الأبيض ووقّعها الرئيس دونالد ترامب، تقترح استخدام أدوات دبلوماسية واقتصادية وأمنية جديدة لتعزيز المصالح الأمريكية في القارة. وتشدد على ضرورة الابتعاد عن عقود من العلاقات القائمة على المساعدات، والانتقال نحو انخراط قائم على التجارة والاستثمار.
وجاء في الوثيقة: "لفترة طويلة للغاية، ركزت السياسة الأمريكية في أفريقيا على تقديم المساعدات، ولاحقًا على نشر الأيديولوجيا الليبرالية. ينبغي للولايات المتحدة بدلًا من ذلك أن تسعى لبناء شراكات مع دول مختارة للتخفيف من الصراعات، وتعزيز علاقات تجارية متبادلة المنفعة، والانتقال من نموذج المساعدات الخارجية إلى نموذج الاستثمار والنمو القادر على استغلال الموارد الطبيعية الوفيرة والإمكانات الاقتصادية الكامنة في أفريقيا".

وتحدد الاستراتيجية فرصًا للمساعدة في معالجة الصراعات النشطة، مثل النزاع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وكذلك السودان. كما تشير إلى ضرورة منع نشوب أزمات جديدة في القرن الأفريقي، مع تسمية العلاقات المتوترة بين إثيوبيا وكل من الصومال وإريتريا. وقد تصاعدت التوترات خلال الأشهر الأخيرة مع سعي إثيوبيا، الدولة الحبيسة، للحصول على منفذ إلى البحر الأحمر، وهو ما تعارضه بشدة حكومات الجوار ومصر.
وتضع الأولويات الجديدة لواشنطن قطاعي الطاقة والمعادن الاستراتيجية ضمن أبرز مجالات الاستثمار الأمريكي في أفريقيا، مع الإشارة إلى مكاسب تجارية ومنافسة جيوسياسية في الوقت نفسه. وتدعو الوثيقة إلى تعزيز التعاون مع "الدول القادرة والموثوقة" التي تفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية، خصوصًا في مجالات الطاقة النووية، والغاز البترولي المُسال، وتقنيات الغاز الطبيعي المُسال.
كما تحذر الوثيقة من التهديدات المستمرة التي تشكلها الجماعات المسلحة ذات التوجه الإسلامي، لكنها تشدد على ضرورة تجنب "أي وجود أو التزامات أمريكية طويلة الأمد" في القارة. وتضيف الوثيقة: "حتى نضمن بقاء الولايات المتحدة أقوى وأغنى وأكثر نفوذًا ونجاحًا في العالم لعقود قادمة، نحتاج إلى إستراتيجية متماسكة ومركّزة لكيفية تعاملنا مع العالم".

وأصدرت إدارة ترامب هذا الأسبوع استراتيجيتها الوطنية للأمن القومي التي طال انتظارها، حيث تسجل الوثيقة الجديدة سياسات الإدارة التي تنتقد حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، وتؤكد على تعزيز النفوذ الأمريكي في نصف الكرة الغربي. وتشير المبادئ الواردة فيها — التي ركزت على سياسة عدم التدخل ومبدأ "أمريكا أولًا" — إلى تحول حاد مقارنة بإستراتيجية الأمن القومي لعام 2022، التي كانت تركز على دور الولايات المتحدة في تعزيز الديمقراطية والحفاظ على السلام ضمن النظام العالمي القائم.