إعلان

من داخل "عين الأسد".. شهادات حول هجوم كاد يشعل حربا بين واشنطن وطهران

01:40 م الثلاثاء 02 مارس 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

وكالات:

سلّطت شبكة "سي بي إس" الضوء على الغارة الجوية الأمريكية التي تم تنفيذها ليلة الخميس ضد الميليشيات المدعومة من إيران، باعتبارها أحدث فصول علاقة واشنطن السامة التي توارثها الرئيس الأمريكي جو بايدن عن سلفه دونالد ترامب، مع إيران، مُشيرة إلى أن البلدين كانا قاب قوسن أو أدنى من الدخول في حرب بشكل خطير قبل 13 شهرًا.

وقالت الشبكة الأمريكية في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الحرب التي كادت أن تندلع بدأت بضربة أمريكية بطائرة مُسيّرة قتلت قاسم سليماني، أقوى جنرال إيراني، وانتهت بهجوم صاروخي باليستي إيراني على القوات الأمريكية في العراق. وكان هذا أكبر هجوم صاروخي باليستي على الإطلاق ضد الأمريكيين.

وعرضت "سي بي إس" مشاهد حصرية توثّق لحظة سقوط الصواريخ الإيرانية على قاعدة "عين الأسد" الجوية في العراق، قبل أكثر من عام، إثر اغتيال سليماني قرب مطار بغداد.

وأشارت إلى رسالة سجّلها الرائد في الجيش الأمريكي، آلان جونسون، لابنه، جاء فيها: "مرحبًا يا صديقي. إذا كنت تشاهد هذا الفيديو، فقد حدثت بعض الأشياء السيئة لوالدك الليلة الماضية، لذلك أريدك أن تكون قويًا، من أجل والدتك. اعلم دائما أنني أحبك. وداعًا يا صديقي".

قبل تسجيل هذه الرسالة، أخبره ضابط مخابرات أن لديهم معلومات بأن إيران تعد 27 صاروخًا باليستيًا متوسط المدى وأن هدفهم هو تسوية قاعدة "عين الأسد" الجوية المترامية الأطراف على بعد حوالي 120 ميلًا غرب بغداد، "وقد لا ننجو"، بحسب مقابلات أجراها برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية.

ووفق التقرير، كان هذا الهجوم بمثابة أول دلالة للرد على مقتل سليماني بطائرة مُسيّرة قبل 6 ليال، وبالتحديد في 3 يناير 2020، والذي بدأ بتحريك الصواريخ الباليستية، حيث كانت القوات الأمريكية تراقب ذلك عن كثب.

وسارعت اللفتنانت كولونيل في سلاح الجو، ستاتشي كولمان، ورفاقها بإخلاء أكثر من 50 طائرة وألف جندي قبل سقوط الصواريخ. لكن القاعدة كانت لا تزال بحاجة إلى أن تكون مأهولة، "ما زلنا بحاجة إلى أن نكون قادرين على القيام بمهمتنا. لذلك كان القرار الأول هو تقسيم فريقنا على أساس القدرة القتالية".

وأرسل اللفتنانت كولونيل، تيم جارلاند، الذي كان يقود كتيبة من الجيش في قاعدة عين الأسد، معظم جنوده إلى الصحراء، ليشاهدوا الهجوم، إذا حدث، من مسافة آمنة.

قال: "كان هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يرغبوا في المغادرة. كانوا يريدون تحمل العبء، والمشاركة في الخطر".

ومن مقره في ولاية فلوريدا، حاول قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، توقيت الإخلاء بشكل صحيح.

وأوضح:"إذا ذهبت مبكرا، فإنك تخاطر بمشكلة أن العدو سيرى ما قمت به ويعدل خططه".

راقب الإيرانيون قاعدة عين الأسد من خلال شراء صور مثل تلك التي التقطتها الأقمار الصناعية التجارية. انتظر ماكنزي حتى بعد أن قامت إيران بتنزيل صورتها الأخيرة لهذا اليوم، حيث رأوا طائرات على الأرض وأشخاصا يعملون، ولم يروا عمليات الإخلاء.

وقال ماكنزي: "أعتقد أنهم توقعوا تدمير عدد من الطائرات، وقتل عدد من أفراد الخدمة الأمريكية".

وبعد ساعات قليلة من تسجيل جونسون، انهمرت صواريخ باليستية إيرانية، بالفعل على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق حيث كان يتمركز ألفا جندي أمريكي.

وبينما كانت الصواريخ الباليستية التي كانت تحمل رؤوسا حربية ويزن كل واحد منها ألف باوند، لم يكن بإمكان الأميركيين الذين وقعوا في مرمى النيران أن يفعلوا شيئا سوى الركض أو البحث عن غطاء للحماية.

كان جونسون يختبئ في ملجأ صمم لحماية القوات من الرؤوس الحربية الأصغر التي تزن 60 رطلًا فقط، فضلا عن أن قاعدة عين الأسد لم يكن لديها أي نظام لصد الصواريخ الباليستية.

أدت الانفجارات إلى اندلاع النيران التي كانت تصل إلى المخابئ، بحسب جونسون الذي أكد أن المخبأ لم يوفر أي حماية من ذلك.

وكانت الساعة تشير إلى الواحدة و34 دقيقة صباحا، عندما سقط أول صاروخ.

ومع قدوم صاروخ ثان بدأ جونسون ورفاقه يجرون من جديد بحثا عن مخبأ، واصفا صوت الصاروخ كأنه "مثل قطار شحن يمر إلى جانبك".

يصف جونسون هذه اللحظات "كنا ستة أشخاص نركض تجاه المخبأ التالي في محاولة للنجاة بحياتنا.. وما أن وصلنا إليه، أدركنا أن هناك حوالي 40 شخصا يحاولون حشر أنفسهم في هذا المخبأ الذي صمم لحوالي عشرة أشخاص فقط. كنا ندفع بعضنا بعضا من أجل أن يسعنا القبو".

وقالت كولمان "كانت أفضل المخابئ هي ملاجئ الغارات الجوية التي بنيت في عهد صدام حسين، لكن لم يكن هناك ما يكفي منها".

أطلقت إيران ما مجموعه 16 صاروخا تلك الليلة، من ثلاثة مواقع، سقط 11 منها في قاعدة عين الأسد، فيما أخطأت خمسة صواريخ أهدافها.

وكان الرقيب جون هينز، قائد القوات الجوية، وفريقه الأمني خارج عربتهم المصفحة عندما سقطت الصواريخ الأولى، واصفا الأمر بأنه كان "مثل شروق الشمس فورا".

ويقول: "رميت الهاتف، وركضت نحو سيارتي. وبمجرد حدوث هذا التأثير، أدى الضغط الخلفي المتولد عن انفجار أحد الصواريخ إلى إغلاق أبوابنا، ثم رأيت سحابة من التراب، ثم النار".

من جانبه، كان ماكينزي، يتابع الهجوم من غرفة صغيرة في مقره في فلوريدا، حيث يمكنه التواصل مباشرة مع الشخصين الوحيدين الذين هم أعلى منه في سلسلة القيادة، "أحضروا وزير الدفاع، وبعد ذلك بقليل أحضروا الرئيس إلى هذه المحادثة".

استمرت الصواريخ لـ 80 دقيقة، لم يقتل فيها أحد.

وعندما أشرقت الشمس، قام الناجون بمسح الأضرار.

أصيب كيلتز بارتجاج في المخ لمدة أسبوعين، ويقول واصفا وضعه حينها: "كأن شخص ما ضربني على رأسي بمطرقة مرارا وتكرارا".

أما جونسون، فيعاني حتى اليوم من صداع بسبب "طنين رهيب في الأذنين".

وشخص الأطباء العسكريون أكثر من 100 إصابة في الدماغ.

وقال هينز: "بدا وكأنه مشهد من فيلم حيث يتم تدمير كل شيء من حولك، ولكن لم يقتل أحد.

فيما قالت كولمان: "ما زلت لا أدري كيف نجونا، لكن يد الله كانت معنا وهي التي حمتنا وهي التي أدت إلى عدم حدوث وفيات، ولا حتى إصابات خطيرة".

ووصف ماكينزي الليلة بأنه "كان هجوما بالتأكيد لا يشبه أي شيء رأيته أو خبرته من قبل، واعتقدت أن تكلفة ذلك ستكون مرتفعة للغاية".

وأشار إلى أن هذا الهجوم جعلهم يعلمون أن صواريخ إيران دقيقة إلى حد كبير، خاصة وأنهم أطلقوها على مدى كبير".

وفي حالة عدم إخلاء القاعدة من الطائرات وكثير من الجنود الأمريكيين، قبل الهجوم الإيراني، قال ماكنزي "أعتقد أننا ربما كنا فقدنا 20 أو 30 طائرة وربما فقدنا ما بين 100 إلى 150 أمريكيًا"، مشيرا إلى أن عدم مقتل أي أمريكي أدى إلى تفادي نشوب حرب مع إيران.

كانت إيران في حالة تأهب لضربة أمريكية محتملة وبعد ساعات أسقطت بالخطأ طائرة ركاب أوكرانية، معتقدة أنها قاذفة أميركية. مات 176 شخصًا بريئا تماما، ما جعلها تدفع حتى الآن ثمن هذا الخطأ الكبير.

فيديو قد يعجبك: