إعلان

الأكبر منذ الربيع العربي.. التظاهرات تشتعل في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة

10:56 م الجمعة 08 مارس 2019

كتب – محمد عطايا:

"سمعت آهاتكم"، لم تنجح تلك الكلمات التي جاءت في رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، منذ أيام، في كبح جماح شعبه، الذي خرج في تظاهرة اليوم، هي الأكبر منذ الربيع العربي.

للجمعة الثالثة على التوالي، يواصل الشعب الجزائري الحشد للتظاهر ضد بوتفليقة لولاية خامسة، بعدما قدمت حملته الانتخابية، أوراقه رسمياً للمجلس الدستوري منذ أيام.

وخرج المتظاهرون اليوم، بالآلاف، مرددين هتافات منها "يا الشهداء ماراناش ملاح"، وتعني (يا شهداء.. نحن لسنا بخير).

ووصفت وكالة رويترز التظاهرات بأنها الأكبر منذ انتفاضات "الربيع العربي" التي عمت دولاً عربية عدة، واعتبرتها تحدياً لحكم الرئيس بوتفليقة الذي تولى السلطة في الجزائر منذ عشرين عامًا.

وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت خدمة القطارات ومترو الأنفاق في العاصمة وعززت من إجراءاتها الأمنية بهدف منع احتشاد الآلاف في هذه التظاهرات.

وطالب عشرات الآلاف من الجزائريين الرئيس الذي شارك في حرب الاستقلال عن الجزائر في الفترة بين عامي 1954 - 1962، بالتنحي عن منصبه.

وحمل المحتجون لافتات كتب عليها "بوتفليقة.. إرحل"، في حين ردد آخرون هتافات بأن الجزائر جمهورية وليست ملكية، وبأن الانتخابات لا يجب أن تجرى قبل إسقاط ما وصفوها بالعصابات.

وقال لطفي دهينة، الباحث في العلوم السياسية الجزائري، إنه يتوقع زيادة الضغط من كل الجهات الداخلية، خاصة بعد إيداع الرئيس ملف ترشحه رسميًا، لافتًا إلى أن الحراك بدأ يأخذ طابعًا أكثر تنظيمًا بانضمام شرائح مجتمعية عديدة على غرار الطلبة والأساتذة والمحامين، مؤكدًا أن الغلبة ستذهب لصالح الأطول نفسًا والأكثر تنظيمًا.

وحول موقف الجيش من التظاهرات الأخيرة، أكد الباحث الجزائري في العلوم السياسية، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن القوات المسلحة مؤسسة من مؤسسات الدولة ومن الطبيعي أن تتخذ موقفًا وسطًا بين المتنافسين في ميدان السياسة.

واستطرد أن الجيش يحاول ضبط الأمور حتى لا تنزلق إلى الفوضى، لافتًا إلى أنه لا يجب أن يدعم أي طرف على حساب الآخر، رغم أن التصريحات الأخيرة للقادة العسكريين تميل إلى صالح الرئاسة، منوهًا في الوقت نفسه بأن الجيش يركز دائمًا على رفض الانزلاق إلى العنف، والتذكير بسنوات الأزمة في الجزائر.

أكد الجيش الجزائري الأربعاء الماضي، التزامه بتوفير الظروف الآمنة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها شهر أبريل المقبل.

وقال نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إن الجيش يعني جيدًا التعقيدات الأمنية التي تشهدها "بعض البلدان في محيطنا الجغرافي القريب والبعيد"، و"يدرك خبايا وأبعاد ما يجري حولنا وما يمثله ذلك من أخطار وتهديدات على بلادنا التي تبقى دوما مستهدفة من أعدائها لأنها محسودة على نعمة الأمن التي يتمتع بها شعبها".

ظهور تاريخي للنساء

شهدت التظاهرات مشاركة غير مسبوقة للنساء الجزائريات اللاتي ارتدين "الحايك"، وهو لباس تقليدي جزائري كانت تلبسه المرأة إبان الثورة الجزائرية ضد فرنسا.

ورددت المتظاهرات "الجزائر بلاد الشهداء والحرائر"، كما استنكرن في لافتاتهن ما وصفنها بـ"عمالة محيط الرئيس لصالح فرنسا".

ورغم الرسالة التي وجهها بوتفليقة أمس للمرأة الجزائرية -والتي اشتملت على عبارات التهنئة- فإن ذلك لم يقنع مئات الآلاف من النساء اللائي نزلن إلى الميادين، للتعبير عن رفضهن استمراره "يوما واحدا زيادة على عهدته الرابعة".

إصابة متظاهرين

ذكرت شبكة "سكاي نيوز"، أنه تم نقل عدد من المتظاهرين في العاصمة الجزائرية، الجزائر، إلى المستشفيات بعد إصابتهم جراء رشقهم بالحجارة.

وأوضحت الشبكة، نقلًا عن مراسلتها، أنه تم إطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين قرب قصر الشعب في العاصمة الجزائر.

وكانت الصحف الجزائرية، ذكرت صباح اليوم، انسحاب رجال الشرطة بسياراتهم بشكل شبه كامل من الساحات الرئيسية، على عكس المسيرات السابقة، في خطوة اعتبرها المحتجون انتصارا للديمقراطية في البلاد.

بوتفليقة يفقد النطق

في الوقت الذي يتظاهر فيه الآلاف من الشعب الجزائري، أفادت قناة "العربية"، من أمام المستشفى التي يقبع فيها الرئيس الجزائري، أن الأخير في وضع صحي حرج جدًا، ولم يغادر المستشفى على الإطلاق.

ونقلت القناة السعودية، عن مصادر طبية تتابع الحالة الصحية لبوتفليقة، أن الرئيس الجزائري البالغ من العمر 82 عاماً يتغذى ويتنفس اصطناعياً، ولا يستطيع النطق إطلاقًا. كما أكدت أنه يصعب إجراء أي عملية جراحية له.

اعتقال معارض

في المقابل، اعتقلت شرطة جنيف السويسرية المعارض الجزائري رشيد نكاز، داخل المستشفى الذي يوجد فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وكان نكاز الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضًا، أثار الجدل والسخرية في الجزائر، الأسبوع الماضي، بعدما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عبر ابن عمه الذي قدم أوراق ترشحه بالفعل.

وقالت الناطقة باسم شرطة جنيف لوكالة فرانس برس جوانا متى: "أؤكد توقيف نكاز الذي يجري الاستماع حاليًا إلى إفادته في مقر الشرطة لأنه تم رفع شكوى ضده بتهمة انتهاك حرمة المستشفى".

فيديو قد يعجبك: