إعلان

يوم المعركة .. كيف سعت إسرائيل لتغيير قواعد اللعبة ضد حماس؟

04:22 م الأحد 15 يوليه 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

يوم طويل من غارات إسرائيلية؛ هي الأوسع منذ حرب صيف 2014 على أهالي غزة المُحاصرين داخل القطاع، فالاحتلال قرر أن يُصعّد هجماته بعدما فشل في ردع الفلسطينيين المناضلين على حدود غزة منذ بداية مسيرات العودة في نهاية مارس الماضي، والتي لم تنقطع حتى الآن.

لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ترى أن المواجهات الحالية بين حماس وإسرائيل، لا تنذر ببداية حرب جديدة في قطاع غزة، بل أنه يبدو كمجرد محاولة إسرائيلية لإحداث تغييرًا في قواعد اللعبة في الجنوب.

وشنت إسرائيل سلسلة طويلة من الهجمات العنيفة ضد قطاع غزة، مُستهدفة مواقع عسكرية للفصائل الفلسطينية، وردت الفصائل بعشرات الهجمات الصاروخية ضد بلدات ومستوطنات إسرائيلية في محيط القطاع، ليستمر القصف المُتبادل منذ فجر السبت وحتى المساء.

فيما سارت مصر في التدخل لوقف القصف، وأدت المفاوضات غير المباشرة من خلالها إلى إعلان وقف إطلاق النار من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، والذي وافقت عليه إسرائيل أيضًا.

وقالت صحيفة "هآرتس" من خلال تحليل للكاتب عموس هاريل، إن وقوع عدد قليل نسبيًا من الخسائر في الضربات الإسرائيلية على غزة، وقيام حماس بتوجيه معظم صواريخها على مناطق حول غزة، يدل على أن الجانبين ما زالا يضعان حدودًا لأنفسهما، الأمر الذي يحول في الوقت الحالي تدهور الأمر إلى مواجهة عسكرية أوسع.

وأضاف أن هذا التدهور يعتمد أيضًا على عدد الإصابات، التي ستزداد مع تصاعد الضغوط على القادة من الجانبين للموافقة على اتخاذ المزيد من الإجراءات الهجومية.

وفي مساء السبت، أصيب ثلاثة إسرائيليين، بعد سقوط صاروخين داخل مستوطنة سديروت إلى الشرق من شمالي قطاع غزة، ردًا على استمرار قوات الاحتلال في استهداف مواقع ومناطق مدنية في قطاع غزة منذ الليلة الماضية، أسفرت عن استشهاد طفلين وإصابة 15 آخرين.

وقال المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، البريجادير رونين مانيليس، إن الغارات انصبت على كتائب القسام في بيت لاهيا شمالي القطاع، حيث تم استهداف معسكرات تدريب ومخازن أسلحة ومنشأة لإنتاج الوسائل القتالية.

وتعد هذه الأحداث جزءًا من التصعيد الذي بدأ في نهاية مارس مع احتجاجات حماس في نهاية الأسبوع على طول السياج الحدودي لقطاع غزة. منذ ذلك الحين لم يكن هناك أي تهدئة حقيقية في الصدامات بين الجانبين.

وخلال الشهرين الماضيين، تسببت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة في استشاطة غضب الإسرائيليين، بعد أن تسببت تلك البالونات في نشوب عدد كبير ومتفرق من الحرائق في المستوطنات التي وصلت إليها، كما أن الاحتلال حاول أن يجد وسيلة لإيقافها لكنه لم يستطع، ولذلك اعتبرت نقطة احتكاك رئيسية بين الجانبين.

وأكدت "هآرتس" أن الحرائق التي سببتها الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تسببت في حالة إحباط إسرائيلية، بعد أن أصبحت تتسبب في حوالي 20 حريقًا في الأسبوع، ورغم أنها لم تقتل أحد إلا أنها تسببت في شعور المُستوطنين بالمناطق الحدودية حول غزة بعدم الأمان، كما أنها أضعفت صورة حكومة نتنياهو بأنها قادرة على مواجهة التهديدات الإرهابية، بحسب تحليل الصحيفة.

وأشارت الصحيفة، إلى انه عندما حاول الجيش الإسرائيلي وقف الحرائق عن طريق ضربات جوية عقابية على مواقع تابعة لحماس، ردت الحركة الفلسطينية بنيران صاروخية وقذائف هاون، وهو أمر تكرر أربع مرات منذ نهاية مايو الماضي، ما يعني أن حماس نفسها تجاوزت نهجها السابق.

توازن الردع

وأكدت الصحيفة أنه بعد ان أعلنت حماس مسؤوليتها عن الصواريخ التي أُطلقت على المستوطنات الإسرائيلية، تحاول إسرائيل أن تكسر "توازن الردع" الجديد، من خلال هجومها المُكثّف على مدار 24 ساعة.

وأوضحت أنه حينما أُصيب نائب قائد كتيبة مدرعة مصفحة، بشظايا قنبلة يدوية أُلقيت عليه في تظاهرات الفلسطينيين الجمعة الماضية على السياج الحدودي، هاجم الجيش الإسرائيلي في صباح اليوم التالي موقعُا استُخدم في صناعة الطائرات الورقية وتوزيعها على المتظاهرين.

كما أن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت أنفاق هجوم بالقرب من الحدود على الجانب الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل بناء حاجز نفق من المقرر أن يتم بناءه في العام المقبل، على حد قول الصحيفة.

وفي وقت مبكر من صباح السبت، بعد أن ردت حماس بإطلاق وابل واسع من قذائف الهاون والصواريخ، ضربت القوات الجوية مرة أخرى - نحو 40 هدفًا في القطاع.

وكان من أهم الضربات التي شنتها إسرائيل على غزة، لمقر قيادة كتيبة حماس في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والتي دُمرت بالكامل، لكن يبدو أن المبنى كان خاليًا حيث لم تقع أية إصابات أو قتلى، فيما شنت قصفًا على مبنى المتعدّد الطوابق في مخيم الشاطئ، زعمت إسرائيل أنه استُخدم كمنشأة تمارين تابعة لحماس للبقاء في الأنفاق، لكن وسائل إعلام فلسطينية أكدت أنه مبنى مُهمل يقع وسط حي سكني.

ولفت التحليل الإسرائيلي، إلى ضبط النفس من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرًا على أن حماس أطلقت صواريخ وقذائف هاون من مناطق تصل إلى 10 كيلومترات (6 أميال) من الحدود؛ أي أنها 107 ملليمتر، وليست أسلحة أكبر وأطول مدى، لذلك؛ أصابت سديروت ومستوطنات أخرى حول غزة بنيران كثيفة، لكن حتى الآن لم تقصف حماس مدن كبرى؛ كبئر السبع وأشدود وعسقلان.

وقف التصعيد

أرجعت إسرائيل وقف التصعيد إلى رغبة حماس في إنهاء الجولة الحالية، وأكدت حماس وقف إطلاق النار، بعد أن قضى مسؤولون مصريون ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة، نيكولاي ملادينوف، يوم السبت بأكمله في محادثات مع الجانبين، محاولة تهدئة الأمور.

وقالت الصحيفة إن مصر ضغطت على حماس لوقف إطلاق الصواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية، قائلة إنها إذا استمرت، فإن رد إسرائيل يمكن أن يكون شرس ويؤدي إلى تدهور عام.

وأضافت أن إسرائيل تنتظر أن ترى إذا كانت حماس جادة في فرض موقفها الجديد من التهدئة على نشطاءها وعلى المستوى الشعبي في القطاع وعلى الفصائل الفلسطينية المختلفة.

وفي ظروف مماثلة في الماضي، كانت هناك حاجة إلى "هدنة" لبضع ساعات -وأحيانًا يوم أو يومين- لبدء سريان وقف كامل لإطلاق النار، وتطالب إسرائيل حماس بأن تتعهد بوقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وأيضًا وقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقتين، لكن من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستنفذ هذا الطلب.

من جهتها؛ تتوقع حماس إطلاق سراح عشرات الفلسطينيين الذين اعتقلهم إسرائيل للمرة الثانية، في الضفة الغربية عام 2014، بعد إطلاق سراحهم في عملية تبادل أسرى "جلعاد شليط" التي جرت عام 2011، برعاية مصرية.

وتؤكد الصحيفة، أن عدم إحراز تقدم بشأن هذه المسألة، يُعد عقبة رئيسية في اتفاق من شأنه أن يمنح تدابير إغاثة كبيرة إلى غزة.

ووسط ترنح ذلك الاتفاق، تبدو المفاوضات حول اتفاق أوسع نطاقاً في طريق مسدود، خاصة وسط ما يتعرّض له القطاع من أزمات اقتصادية وإنسانية تفاقمت مؤخرًا، تضغط على الفلسطينيين لمواصلة الاحتجاجات على السياج الحدودي، وتؤكد الصحيفة أن "قادة حماس يدركون أن استمرار الاحتجاجات يمكن أن يتسبب في حرب قد تلحق أضرارًا أكثر ما سببته حرب غزة في 2014".

فيديو قد يعجبك: