إعلان

عضو "كنائس زويلة" لمصراوي: إبراز رحلة العائلة المقدسة يُعزِّز السياحة الدينية

08:31 ص الجمعة 24 يونيو 2022

المهندس مينا إبراهيم وليام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إسلام لطفي:

أشاد المهندس مينا إبراهيم وليام، عضو مجلس كنائس زويلة الأثري، باهتمام الدولة بالكنائس الأثرية في الفترة الماضية، والتسهيلات التي يشهدونها في الموافقات على بناء وترميم الكنائس.

وقال في حوارٍ لـ"مصراوي"، إنَّ الكنائس الأثرية ومسار العائلة المقدسة في حاجة إلى الاهتمام بشكل أكبر من الإعلام، لإظهاره إلى العالم أجمع وزيادة السياحة الدينية، خاصة أنَّه يتعلق بالحج المسيحي.

وأكد أن الكنائس الأثرية جزء من الحضارة المصرية وشاهدة على الحضارة وتحكي جزء كبير من التاريخ، وإلى نص الحوار..

أهمية الكنائس الأثرية

• الكنائس جزء ديني أساسي لدى المسيحيين.. فما أهمية الأثرية منها من وجهة نظرك وهل تحمل العديد من الأسرار عن التاريخ؟

- الكنائس الأثرية جزء من الحضارة المصرية وجزء ديني أساسي في الديانة المسيحيَّة، لأن طقس الصلاة يجب أن يكون داخل الكنيسة، وبدأت تُبنى بدءً من القرن الرابع الميلادي في مصر، وفق قرار الملك قسطنطين، وقبل ذلك لم يكن هناك كنائس وكانوا يصلون في بيوت أو قاعات أو ملحقات بأماكن معينة، وكان يوجد مغارات وأديرة قبل ذلك، والكنائس الأثرية كثيرة مثل كنيسة العذراء بحارة زويلة.

والاهتمام بالكنائس الأثرية هو جزء رئيسي من الاهتمام بآثار مصر، حيث يوجد داخل الكنيسة مزارات دينية ويوجد أمور تاريخية، ونجد أنها شاهدة على الحضارة المصرية كلها.

ومثلًا كنيسة العذراء مريم في حارة زويلة، نجد أن بها أجزاء أثرية، وتحكي من العصر الفرعوني مرورًا بالعصر الإغريقي والروماني والقبطي والإسلامي، والفن الموجود بها من أيقونات وتحف خشبية ونجف ونظام إضاءة يحكي الحضارة.

والأقباط في مصر موجودين وممتدين حتى في اللغة، واللغة القبطية هي جزء من اللغة الفرعونية أو المصرية القديمة ويتحدث بها الأقباط حتى الوقت الحالي في الممارسات الدينية، وشيء طبيعي أن جزء من التاريخ الفرعوني ظاهر في الأشكال والنقوش وكل شيء داخل الكنيسة.

الاهتمام بالكنائس الأثرية في مصر

• وما مدى حاجة الكنائس الأثرية للاهتمام في الوقت الحالي؟

- في الوقت الحالي بدأت الدولة تهتم أكثر بترميم الكنائس، خاصة التي على مسار رحلة العائلة المقدسة ورممت نقط كثيرة منها، وقد تصرف الدولة بشكل مباشر أو بأموال من اليونيسكو أو غيرها، وأحيانًا تُعطي موافقات ويتم الترميم على نفقة الكنيسة، والأهم في الأمر أن الموافقات ليست صعبة سواء الخاصة بالترميم أو البناء.

مسار رحلة العائلة المقدسة

• كثير من الناس لا يعرف مسار العائلة المقدسة.. كيف بدأت ؟

- الرحلة بدأت عندما ظهر الملاك للقديس يوسف النجار وهو الذي كان يرعى العذراء مريم والسيد المسيح وهو طفل صغير، وقال له إنه يأخذ الصبي ووالدته ويهرب إلى أرض مصر، لأنَّ الملك هيرودس في ذلك الوقت في فلسطين، كان يُريد قتل المسيح، وأصدر فرمانًا بقتل جميع الأطفال، واستجاب القديس يوسف وأخذ العذراء مريم وبدأوا رحلتهم إلى أرض مصر وهذا يُعتبر درسًا هامًّا في المسيحية.

واختاروا مصر لأنَّها كانت دولة عظيمة في ذلك الوقت، وفيها خير كثير ويعملون أنَّهم عند ذهابهم إليها سيجدوا طعامًا وشرابًا بشكل كبير ودولة قوية ولها جيش، ويعلمون أنهم سيعيشون بأمان.

وكان في مصر يهود كُثر في هذا الوقت ويستطيعون الاختباء بينهم لأن لهم الملبس واللغة والشكل ذاته، فالرومان الذين يبحثون عنهم لا يعلمون ضبطهم، بالإضافة إلى أن مجيئهم مصر ضروري حتى تتحقق النبوات في العهد القديم.

والعائلة المقدسة كان مسارها في مصر كلها، بدءً من سيناء وتأخذ مصر ذهابًا وعودة، حتى وصلت إلى الصعيد وأخذت في رحلتها مسلكين إمَّا الركوب على حمار أو دابة، وإمَّا بمركب واستخدام نهر النيل، ومن ضمن الأمثلة أنه في منطقة زويلة، أتت العائلة من المطرية وارتاحت في زويلة ومرّت على منطقة بابليون بمصر القديمة ثم المعادي، وكل ذلك كان عن طريق نهر النيل.

والرحلة كانت شاقة جدًا سواء في السفر من فلسطين إلى مصر بركوب الحمار أو الدابة، ويسلكون طريق النيل وفيه صعوبة، لدرجة أنه قيل إنه كان هناك لصوص حاولوا سرقة العائلة المقدسة في صحراء سيناء أكثر من مرة، والنقط التي زارتها العائلة المقدسة لها مزارات هامة.

كيفية إبراز رحلة العائلة المقدسة

• وكيف يُمكن إبراز مسار العائلة المقدسة بشكل أكبر لجذب السياحة الدينية؟

- الدولة اهتمّت وبدأت تطويره لكن يجب الظهور أكثر على المستوى العالمي، وكان الفاتيكان قد أقرَّ الرحلة وأنها تتبع الحج المسيحي، وإلقاء الضوء عليها بشكل أكبر، والمسئولين يحاولون ذلك، لكن الإعلام له دور مهم في ذلك، وحتى يعرف العالم التفاصيل كافة، يحتاج إلى تركيز الإعلام أكثر مما هو عليه في الوقت الحالي.

والسياحة الدينية يُمكن ربطها بمسار العائلة المقدسة، ويكون لها شأن ديني أعلى خاصة أنَّ كلها ستكون في أماكن أثرية، والزائر بذلك يُشاهد ناحية دينية وفي الوقت ذاته يزور أثر.

اكتشاف أثري حديث في كنيسة مريم العئراء بزويلة

• أعلنت كنيسة العذراء مريم في زويلة مؤخرًا توصلها لاكتشاف أثري.. كيف حدث ذلك؟

- الاكتشاف الأثري كان عن طريق الصدفة، لأنّ المكان كان عبارة عن غرفة تستخدم كافتيريا لكن عندما حدث رفع معماري دقيق للكنيسة، تبيَّن وجود فراغ في هذه المنطقة وتزامن ذلك مع احتفالات عيد دخول السيد المسيح أرض مصر، وعند تنظيف المكان ظهرت الفتحة وكان المكان ممتلئ بالمياه قديمًا وكأنه هدية من الله، وأبلغنا وزارة السياحة والآثار وأرسلوا مندوبين، وكان شيء جيد أنه هدية للكنيسة لمسار العائلة المقدسة والدولة والسياح والمصريين يزورونها.

الاهتمام بالاكتشاف الأثري الجديد

• وكيف تهتموا بهذا الكشف الأثري بشكل أكبر لجذب مزيد من السياح؟

- هذا الكشف الأثري عبارة عن صهريج مياه، وله علاقة برحلة العائلة المقدسة وهذا يُعطي له اهتمام أكبر، والكنيسة بها مغارة وبئر، وزارتها العائلة المقدسة وهي تعتبر نقطة رئيسية، ووجود صهريج يعود إلى العصر الروماني، حيث استخدمت العائلة من ماء هذا الصهريج كأي أم وغسلت ملابس العائلة المقدسة والسيد المسيح من هذه المياه، وألقتها في بئر صرف في المكان بجوار الصهريج.

لذلك اتضحت لنا الرؤية بعد أكثر من 2000 عام، أن الكنيسة بها مياه كثيرة وتخرج من الجدران وهي هشة ومن المفترض أنها تدمر بمنتهى البساطة والسهولة بسبب المياه، لكن بَرَكَة العذراء تكمن في أن الماء يخرج من الحوائط في سلام وهدوء دون إحداث أذى، وهذه معجزة إنشائية بكل المقاييس، ويستحيل أن حوائط هشة تخرج منها المياه ولم تقع.

فيديو قد يعجبك: