إعلان

"أجل.. طول.. قلل".. حملة لمواجهة الزيادة السكانية على غرار التجربة الصينية

11:18 ص الجمعة 05 مارس 2021

الزيادة السكانية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة:

دعا دكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان السابق، لتبنى حملة إعلامية تحت اسم "اجل _ طول_ قلل" ضمن خطة عمل استراتيجية لتنمية الأسرة المصرية للسيطرة على الزيادة السكانية المتسارعة.

وأشار حسن، أن تلك المبادرة تأتي في إطار استمرار المناقشات المتعلقة بالاستراتيجية القومية لتنمية الأسرة المصرية، واستعراض كافة أبعادها؛ للتوصل إلى تصور نهائي لهذه الاستراتيجية، من أجل تحقيق أهداف الدولة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في تخطيط أشمل لوضع الأسرة المصرية.

وتابع: لابد من مشاركة الخبراء في شتى المجالات لوضع العديد من الاستراتيجيات وخطط العمل التي تتناسب مع المجتمع المصري ويكون لها تأثير وقبول من الشباب وتكون لها تأثير واضح على قضية مصر الراهنة وهى الزيادة السكانية.

وقد اشار الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان السابق وأستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني عن رؤيته فى هذا الصد، مشيرا أنه من الممكن إعادة النظر في السياسات السكانية في التجارب الدولية الناجحة لأخذ ما يتناسب مع ثوابت الأسرة المصرية.

واذا اعدنا النظر في التجربة الصينية نجد أن السياسات السكانية في الصين تطورت عبر حملات أربعة، الأولى بين عامي 1956 – 1958، والثانية بين عامي 1962 -1966، والثالثة عام 1971، وكانت الحملة الثالثة تحت شعار" أجل طول قلل" بمعنى تأجيل الزواج ليكون في أواخر العشرينات، وإطالة الفترة بين إنجاب الأطفال، وإنجاب عدد قليل من الأطفال في حدود طفلين للأسرة، والرابعة وهى حملة "أسرة الطفل الواحد"، حيث تم إصدار قانون السكان وتنظيم الأسرة في عام 2001 ، ولجأت الصين إلى تطبيق حوافز إيجابية وأخرى سلبية لتفعيل القانون وضمان تأثيره ، والحملة الرابعة هي الحملة الوحيدة الموجودة في دائرة الضوء والتي يتم الاستشهاد بها على عدم ملائمة التجربة الصينية في مصر .

وتابع: ونحن ندرس التجارب الدولية الناجحة في مواجهة المشكلة السكانية، كتجربة "الصين"، نحرص على الاستفادة منها في مواجهتنا للمشكلة السكانية في مصر، بما يتوافق مع ثقافتنا، فالمجتمع المصري له من عاداته وتقاليده وثوابته الدينية التي ترفض فكرة "تحديد النسل" أو "الإجهاض" كوسائل لتنظيم الأسرة، وهي من الوسائل التي استخدمتها الصين في مواجهة المشكلة السكانية.

لكن فى المقابل هناك الحملة الثالثة التي أشرنا إليها والتي استخدمتها الصين في مواجهة المشكلة السكانية في فترة السبعينات وهي حملة " أجل، طول، قلل " ، وهذه الفكرة لا يوجد ما يمنع من تطبيقها في مصر وإطلاق حملة بهذا المعنى خاصة للشباب، الذين أبعث إليهم هذه الرسالة، وهى تأجيل الزواج، حتى تكون قادراً على تحمل مسئوليات الزواج وما بعده، ولا تتعجله وأنت لا تستطيع، فلابد أن يكون لديك قدرة مالية ونفسية تعينك على هذه المسئولية، بدلاً من أن تُدان لغيرك حتى تتزوج، فيتحول الزواج إلى همٍ كبير، ونرى كثير من حالات الطلاق التي تحدث في العام الأول من الزواج بسبب أمور كهذه، وبالتالي فإن عملية تأجيل الزواج للشاب تساعده على أن يكون مستعداً ولديه القدرة المالية والنفسية، كذلك الأمر بالنسبة للفتاة، فتأجيل الزواج بالنسبة لها يمكنها من حقوقها المشروعة في المجتمع كالحق في التعليم والحق في تنمية قدراتها، وكذلك الاختيار الواعي لشريك الحياة دون إجبار، إضافة إلى الحق في ضمان تكافؤ الزواج وبناء علاقة أسرية سوية، هذا بخلاف تزايد المخاطر الصحية للفتيات المتزوجات في سن مبكر، حيث يكثر الإجهاض ومشاكل الحمل والولادة بين الفتيات المتزوجات فى سن مبكرة، بالإضافة إلى ازدياد نسب الطلاق للمتزوجين في سن صغير ، لأن زواج القاصرات جريمة مكتملة الأركان في حق فتيات قبل بلوغهن السن الإنساني والقانوني وهى ظاهرة اجتماعية في منتهى الخطورة وهو زواج الفتيات دون السن القانوني (أقل من ثمانية عشر عام).

أما الرسالة الثانية للشباب التي استفدناها من التجربة الصينية، هي " طول "، أي إطالة الفترة بين إنجاب الأطفال، أو ما يسمى بــ" المباعدة "، فالمباعدة تعطى الأبناء الوقت الكافي للرعاية والتنشئة السليمة، وتخفض من وفيات الأطفال الرضع والأمهات، وتخفض أيضاً من معدلات التقزم والسمنة والأنيميا والتوحد، بالإضافة عدم إنهاك المرأة جسدياً ونفسياً، فالأب المزارع الذى ينجب 7 أطفال يطبق نظرية المباعدة أثناء غرس النباتات ولا يطبقها في الإنجاب ويجعل بينهما مسافة ليحصل على محصول جيد فيما بعد، بينما إذا وضع النباتات بجوار بعضها تكون النتيجة أن الثمرة تكون ضعيفة والمحصول ضعيفاً، كما أن المرأة التي تحمل بشكل متكرر فهى بذلك تظلم أربعة أشخاص، الأول وهو الطفل الرضيع لأنه بعد حدوث الحمل الجديد تتوقف عن إرضاعه، الثاني هو الأم نفسها، فمعروف أن الحمل رحلة مهلكة لمدة تسعة شهور يسحب من رصيد جسم المرأة من الفيتامينات والمعادن ومن ثم يصبح جسدها ضعيفا هزيلاً، الشخص الثالث وهو الجنين الجديد لأنه جاء إلى جسد منهك تعبان فيكون أكثر عرضه للولادة المبكرة، والشخص الرابع هو الزوج، فهذا التعب الذى تتعرض له الزوجة تجعلها غير قادرة على رعاية زوجها وإعطائه حقوقه، فيتحول بوجهه إلى زوجة أخرى ينجب منها نفس العدد، وندور في نفس الدائرة المفرغة.

والرسالة الثالثة وهي " قلل "، أي إنجاب عدد قليل من الأبناء مثل طفلين فقط، فهذا يساعدك على أن تربى أبناءك تربية جيدة في التعليم والأخلاق والصحة والاتزان النفسي، فالغرض هو أن تنجب أبناء في حالة من الاستقرار والطمأنينة والفهم والرقي، أفضل من أن تنجب كثير من الأبناء، فأن تترك أبناءك أغنياء خير من أن تتركهم فقراء يسألون الناس إلحافا.

فيديو قد يعجبك: