إعلان

الحبيب الجفري: عقد المعاهدات مع العدو صُلحًا أو هدنة من مسائل السياسة الشرعية

06:44 م الخميس 20 أغسطس 2020

الحبيب علي الجفري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتب - محمود مصطفى:
قال الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي، رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، إن قرار عقد المعاهدات مع العدو صلحًا كانت أو هدنةً هو من مسائل السياسة الشرعية المكفولة لولي الأمر، وفق ما يظهر له من مصلحة عامة.

وأضاف الجفري في منشور له على صفحته الرسمية "الخميس"، أثق في دولة الإمارات وإرادتها الخير، ولا أثق في العدو الصهيوني والتزامه بالعهود، وأثق على وجه التحديد في أخي الشيخ محمد بن زايد، ثقة مبنية على معرفة عن قرب في المدة التي كنتُ فيها مقيمًا في الإمارات، وأعلم عن اطلاع بجدية اهتمامه لأمر المسجد الأقصى الشريف.

وتابع:" شاهدت مواقف لولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، لا يسمح الظرف ببسطها، ولا التفات لحملة التشويه الممنهجة التي بدأت منذ اختلافه مع بعض التنظيمات والجماعات المتطرفة، ورفضه عبثهم باستقرار بلاده، ثم تدرجت هذه الحملة في التصاعد إبّان مرحلة الثورات، ووصلت إلى ذروتها في السنوات الأخيرة بعد توالي سقوط هذه التنظيمات والجماعات سياسيًا وشعبيًا، في حالة من الاستعمار الموغل في الفجور في الخصومة دون مراعاة لأوّليات دين ولا خُلق ولا مبدأ.

وأكمل: "يُحزنني كلُّ تطبيع جديد، وتشمئز النفس من الحملات والهجوم اللذان تشنّهما جهات كان لهم السبق في التطبيع القديم العتيد، لا سيما ممن أسّس لتحويل التعامل مع هذا العدو من تعاملٍ أساسُهُ النظر في الحق الفلسطيني، أو استرداد أرضٍ مسلوبةٍ إلى تعاملٍ أساسُهُ تثبيتُ حُكمٍ أو توَسُّعِ نُفوذ".

وأضاف:"مهما اضطرت دُولُنا إلى عقد المعاهدات، لِما ترجّح لديها من تحقيق مصلحة عامة، أو دفع ضررٍ محقق، فلا ينبغي جعلُ ذلك ذريعةً للتطبيعِ الشعبي مع العدو وأدواته، وسيبقى الاحتلال عدوًا لنا، ولن يكون مُرحبًا بالمُحْتَلِّ بين ظهرانينا، وسنُربي أبناءنا على أن كل ذرةِ ترابٍ من أرض فلسطين فلسطينية وليس لغير أهلها حقٌ فيها".

وأوضح:" القدس الشريف هي عاصمة فلسطين، والمسجد الأقصى المبارك هو مسرى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، و ثالث أقدس بقاع الأرض، وبذلك فإن الذبّ عن حَرَمِه الشريف ليس واجب الفلسطينيين وحدهم، بل هو واجبٌ على كل مسلمٍ قادرٍ على وجه الأرض، وكل من استخف بواجب الدفاع عنه فهو آثم القلب مطموس البصيرة، وأن يوم التحرير آتٍ لا محالة بإذن الله تعالى".

وذكر رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى الشريف سنة نبوية ثابتة مهجورة طوبى لمن أحياها، وجعل مجاورته أيام الزيارة في فنادق فلسطينية وأكل من مطاعمهم وابتاع من أسواقهم، ونال مع أجر الصلاة في المسجد الأقصى المبارك ثواب الرباط في ساحة أيام الزيارة، وهو أمر سبق تكرار الحث عليه مرارًا في الأعوام الماضية، فإن امتلاء ساحات الأقصى المبارك طوال أيام السنة بالزائرين من أنحاء المعمورة هو عمارة له، وسبب لجعل التعدي عليه أمرًا صعبًا.

ولفت إلى أن الاستمرار في استغلال الحق الفلسطيني، واستمراء توظيف قدسية المسجد الأقصى وساحاته المباركة في النزاعات السياسية بين الأطراف المنقسمة، أو جعلها جزأً من الشعارات الانتخابية الرخيصة، ورفع عقيرتها في الممارسات العدائية الإرهابية، من أهم الأسباب في انطفاء جذوة الاهتمام بهذا الحق لدى شرائح متسعة من الشباب، ونشأة حالة عدم المبالاة بما يطال ثالث أقدس بقاع الأرض من تهديدات.

وأكد الجفري أنه لا سبيل إلى الخروج من كل هذه البلايا إلا بتقوى الله تعالى، وصدق الالتجاء إليه، وتصفية القلوب مما علِقَ بها من أدران، وتزكية النفوس مما عراها من سوء، وتصحيح التوبة، وقوة الالتجاء إلى الله، وانقطاع الرجاء عن غيره، ونفي أوهام امتلاك سواه للحَوْل والقوة والصولة والقدرة والنصرة والعطاء والمنع والضر والنفع، فكل ما سوى الله باطلٌ وهو سبحانه الحق المبين.

واختتم بقوله:"اللهم رُدّنا إليك مردًا جميلًا، ووفقنا لما تعلمه من الحق، واهدنا سُبل الرشاد، واقطع علائق قلوبنا عن التعلّق بمن دونك، واجعلنا من قومٍ تحبهم ويحبونك، واحفظ اللهُمَّ المسجد الأقصى واحفظ المرابطين بسوحه، وأيقظ الأمة من غفلتها عن واجب نصرته، وعجّل بالفرج يا ذا الجلال والإكرام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان