إعلان

وزراء ومثقفون عن افتتاح متحف نجيب محفوظ: "حلم وتحقق" (صور)

03:00 ص الإثنين 15 يوليو 2019

كتب- محمد عاطف:

وسط ترقب ثقافي دام لأكثر من 12 عامًا، افتتح متحف الأديب الكبير نجيب محفوظ، والذي بدأت فكرته عام 2006، عقب وفاته، ومطالبة عدد من كبار الكتاب والمثقفين، بإنشاء متحف يخلد ذكرى أديب نوبل في المنطقة التي نشأ فيها وترعرع في كنفها، وأثرت على منتجه الأدبي طوال حياته وهي منطقة الجمالية والحسين.

وافتتحت وزير الثقافة، ووزير الآثار، أمس الأحد، متحف ومركز "إبداع نجيب محفوظ"، بتكية أبو الدهب بحي الأزهر، بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب وقيادات وزارة الثقافة وعلى رأسهم الدكتور فتحي عبدالوهاب، رئيس صندوق التنمية الثقافية، والدكتور هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب، والمهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والكاتب يوسف القعيد وعدد من المثقفين والأدباء.

وأعربت الوزيرة في تصريحات خاصة، عن سعادتها بافتتاح المتحف، مؤكدة أنه يعد حدثًا عالميًا مهمًا باعتبار الراحل أحد الفائزين بجائزة نوبل للآداب.

وأشادت بالتعاون المشترك بين الثقافة والآثار وشركة المقاولون العرب لإنجاز هذا المتحف الهام، مؤكدة أن هناك العديد من الجهات أبدت تعاونًا كبيرًا في تسليم ما لديها من مقتنيات خاصة بالأديب الراحل، حتى يمكن أن يعبر المتحف عن رحلته الفنية والإبداعية.

ووصفت الوزيرة، ما حدث بالإنجاز الجديد الذي يضاف إلى سجلات الثقافة المصرية، مؤكدة أن نجيب محفوظ يعد أيقونة الرواية العربية وأن اهتمام الدولة به يأتي من الحرص على قيمنا وحضارتنا وتراثنا وقوتنا الناعمة، قائلة: "لن نكتفي بإنشاء المتحف وإنما سيكون هناك برنامج ثقافي على هامش الافتتاح، للاهتمام بأبناء حي الجمالية والمحافظة من الموهوبين والمهتمين بالشأن الثقافي".

وأكد وزير الاثار، في تصريحات خاصة أن اختيار هذا الموقع متحفًا للأديب العالمي نجيب محفوظ هو اختيار ذكي، لأنه موجود في حارة، مثل الحارة التي أبدع عنها "محفوظ" معظم أعماله.

وأضاف الوزير، أن هذا المتحف كان مغلقًا ومهجورًا والآن أصبح مركزًا للإشعاع الثقافي والفكري: "وسنسعى خلال الفترة المقبلة إلى أن نحول الكثير من الأماكن التراثية التي تملكها مصر إلى منارات ثقافية على غرار هذا المتحف ليصبح لدينا مطاعم تراثية، ومراكز تراثية، ومقاهي تراثية، بدلًا من إغلاق عدد من الأماكن التراثية".

الدكتور فتحي عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، أكد أن متحف نجيب محفوظ سيكون بمثابة مركز إبداع جديد يضاف إلى مراكز الإبداع التي يديرها الصندوق، وبالتالي سيكون له برنامج ثقافي محدد سيعلن عن الجزء الخاص بهذا الشهر يليه برنامج جديد مستقل كل شهر.

وحول تولي الكاتب يوسف القعيد إدارة المتحف، قال عبدالوهاب: "إننا نحمل قيمة كبيرة للأديب يوسف القعيد ولكنه لن يتولى إدارة المتحف وإنما سيكون مشرفًا على النشاط الثقافي للمتحف، ومشرفًا عامًا عليه وعلى تنفيذ كل ما يخدم أهالي المنطقة باعتباره أحد أهم الكتاب الذين رافقو الأديب الراحل".

من ناحيته، قال الكاتب يوسف القعيد، إن افتتاح متحف نجيب محفوظ، يعد حلمًا طال انتظاره لأكثر من 12 عامًا، منذ وفاة الكاتب الكبير، مضيفًا: "لا أعتبر هذا المتحف متحفًا لنجيب محفوظ وإنما هو بقعة للضوء والاستنارة ولكل الأفكار التي أخلص لها أديب نوبل الراحل".

وطالب القعيد، بضرورة فتح الباب الرئيسي للمتحف وهو الباب المواجه لشارع الأزهر، بدلًا من الشارع الخلفي حتى يعرف الجمهور العادي مكان المتحف ويزوره، كما طالب بضرورة أن يتم إقامة أنشطة في الأماكن التي عاش بها نجيب محفوظ في الجمالية وخان الخليلي وزقاق المدق وغيرها من الأماكن، وأن يخرج من القاعات الضيقة غلى الآفاق الرحبة.

فيما أكد الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، أن افتتاح المتحف جاء بعد موافقة اللجان الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية عام 2017، على الطلب التي تقدمت به وزارة الثقافة، لإنشاء المتحف بتكية أبوالذهب.

وقال مصطفى، لقد وقع الاختيار على تكية أبو الدهب نظرًا لقربها من المنزل الذي ولد فيه نجيب محفوظ بحي الجمالية في القاهرة، كما أنه يقع وسط منطقة القاهرة التاريخية التي استوحى منها أغلب شخصيات وأماكن رواياته.

وأضاف أنه بافتتاح المتحف اليوم سيكون الأديب العالمي نجيب محفوظ ضيفًا دائمًا على تكية أبو الدهب، من خلال معروضات المتحف حيث تم تجهيز غرف التكية ووضع فاترينات عرض تضم مجموعة من روائع الأبحاث والدراسات عن أعمال نجيب محفوظ، الأوسمة والشهادات، وبعض متعلقاته الشخصية.

يذكر أن العمل على تأسيس متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ، بدأ عام 2016 وهو يتكون من طابقين الأول به قاعات للندوات، مكتبة سمع بصرية، مكتبة عامة، مكتبة نقدية تضم أهم الأبحاث والدراسات عن أعمال نجيب محفوظ، أما الثاني فيضم جناحًا للأوسمة والشهادات التي نالها الراحل، وآخر لمتعلقاته الشخصية مع بعض الأوراق بخط يده وقاعة المؤلفات التي تضم جميع أعمال أديب نوبل بطبعاتها القديمة والحديثة إضافة إلى الأعمال المترجمة، فضلًا عن قاعة للسينما وعدة قاعات أخرى تحمل أسماء الحارة - رثاء - أحلام الرحيل - أصداء السيرة - تجليات ونوبل.​

فيديو قد يعجبك: