إعلان

بروفايل| محمد نجيب.. قائد الثورة الذي "دفنوه حيًا"

01:43 م السبت 22 يوليه 2017

محمد نجيب قائد الثورة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ندى الخولي:

في مذكراته التي حملت عنوان "كنت رئيسًا لمصر"، قال الرئيس المصري الراحل، محمد نجيب "تمنيت أن يعاملوني لحظة التخلص مني كما عاملت الملك فاروق الفاسد".

لم يستمر اللواء أركان حرب محمد نجيب، في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية، حتى تاريخ عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعيدًا عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة؛ ما أضفى على حياته جانبًا مظلمًا استطرد في الحديث عنه كثيرًا في مذكراته لاحقًا.

تفاقم إحساس نجيب، بالظلم الذي تعرض له على مدار حياته، في قوله "شطبوا اسمي من كتب التاريخ فلم يصدق أطفالي أنني كنت رئسياً لمصر"، وأكد "رفعت المطابع اسمي من كافة الكتب.. شطبوا اسمي من التاريخ.. زوروا التاريخ.. بل وحاولوا أن يتعاملوا معي كأنني لم أوجد ولم أولد وكأنني كذبة أو خرافة أو إشاعة".

بدأ الرئيس الراحل، الكتابة في منزله بضاحية المرج، إذ كان يتأمل حياته في هذا المكان الذي حددت فيه إقامته منذ 14 نوفمبر 1954، وتبين له أن العمر كاد ينقضي وقد تجاوز السبعين.

في مقدمة كتابه "كلمتي للتاريخ"، يقول "وجدت أن في صدري كلمات لا يصح أن تمضي معي دون أن أقولها لأبناء مصر جيلاً بعد جيل.. فكرت ثم قررت أن أقول (كلمتي.. للتاريخ) لا شيئ فيها غير الصدق؛ لأني لا اطلب اليوم من الحياة شيئًا. وإني لأذكر بالشكر كل من ساهم في معاونتي ومساعدتي في إخراج هذه الكلمة إلى عالم النور. وأرجو ان تكون (كلمتي.. للتاريخ) سراجاً يبدد الظلام، لتظهر الحقيقة لأبناء مصر".

ولنجيب عدة مؤلفات، منها رسالة عن السودان 1943، مصير مصر (بالإنجليزية) 1955، كلمتي للتاريخ 1975، كنت رئيسًا لمصر ( مذكرات محمد نجيب 1984).

ولد محمد نجيب يوسف، في 20 فبراير عام 1901 بالخرطوم من أب مصري وأم سودانية. وكان الأخ الأكبر لتسع أبناء. عاش مع والده البكباشي بالجيش المصري يوسف نجيب حتى عام 1917 حين حصل على الثانوية العامة.

التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة.

لم يكن السودان بالنسبة لنجيب مجرد ارتباط عائلي وعاطفي، بل كان ايمانًا بأهميته وضرورته لمصر. لم يكن مجرد فصل من حياته وإنما هو أيضًا فصل من حياة مصر، على حد قوله.

يقول الرئيس الراحل في مذكراته "إنني بالرغم من كوني مصرياً، ولست سودانياً، إلا أنني أشعر بحنين لهذه الأرض التي ترعرت فيها ونشات عليها ورويتها بدماء أجدادي".

حصل نجيب، على شهادة الباكلوريا عام 1923، والتحق بكلية الحقوق، ورُقي إلى رتبة ملازم أول عام 1924، وكان يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعبرية، بحسب المنشور عنه على موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

وفي عام 1927، كان محمد نجيب أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ثم دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931واشترك في القتال ضد القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية عام 1943.

رُقي ثانيةً إلى رتبة القائم مقام (عقيد) في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكمًا إقليميًا لسيناء، وفي عام 1947 كان مسئولا عن مدافع الماكينة في العريش، ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام 1948.

اشترك في حرب فلسطين عام 1948 من خلال معارك القبة ودير البلح. وأصيب في حرب فلسطين 3 مرات.

رقي إلى رتبة اللواء في 9 ديسمبر 1950، و ُرشح وزيرًا للحربية في وزارة نجيب الهلالي لكن القصر الملكي عارض ذلك بسبب شخصيته المحبوبة لدى ضباط الجيش.

انتُخب رئيسا لنادي الضباط في يوليو 1952، واختار الضباط الأحرار اللواء محمد نجيب ليكون قائدًا للثورة لما كان يتمتع به من شخصية صارمة في التعامل العسكري وطيبة وسماحة في التعامل المدني.

تولى الرئاسة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وشكل أول حكومة للثورة في سبتمبر 1952، وأعلن الجمهورية في 18 يونيو 1953.

تم عزله من رئاسة الجمهورية في فبراير 1954، وتُوفى في 28 أغسطس 1984 عن عمر يناهز 83عامًا.

في 24 سبتمبر 2007، تم افتتاح متحف خاص لمحمد نجيب في القرية الفرعونية يضم مقتنياته وعدد كبير من الصور.

واليوم، رفع الرئيس عبد الفتاح السيسي، العلم المصري، على قاعدة محمد نجيب العسكرية، في مدينة الحمام غرب الإسكندرية، والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

فيديو قد يعجبك: