إعلان

هل فقد الذهب صفة "الملاذ الآمن" وتحول إلى أصل للمضاربة؟ وائل النحاس يوضح

كتب : أحمد الخطيب

05:19 م 14/12/2025

الذهب

تابعنا على

أثار بنك التسويات الدولية بعض المخاوف بعد أن أكد في تقريره خروج الذهب من نمطه التقليدي كملاذ آمن ليصبح أقرب إلى أصل مضاربة، بعد أن قاد المستثمرين الأفراد الموجة الأخيرة من ارتفاع أسعار الذهب.

وأكد الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي خلال حديثه مع "مصراوي" أن الارتفاعات المتسارعة في أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة لا تعكس تحولًا حقيقيًا في دوره التاريخي كملاذ آمن أو كاحتياطي استراتيجي للدول، بقدر ما تمثل عملية منظمة لصناعة سوق مضاربي واسع، يتم تغذيته بأجندات اقتصادية وإعلامية محددة، وعلى رأسها الأجندة الصينية، بما أدى إلى تغيير سلوك الذهب داخل الأسواق العالمية

وأوضح النحاس أن الحديث المتداول عن اتجاه البنوك المركزية لاستبدال الدولار بالذهب في احتياطياتها لا يستند إلى منطق اقتصادي، واصفًا هذه الطروحات بأنها تصريحات معدة للاستهلاك الإعلامي فقط، ولا تعكس واقع حركة الاحتياطيات العالمية.

وأشار إلى أن الصين، التي يروج لدورها كمحرك أساسي لهذا التحول، كانت تمتلك احتياطيات نقدية قاربت 3.2 تريليون دولار، في حين لا تتجاوز قيمة حيازاتها من الذهب ما بين 300 و350 مليار دولار، أي نحو 10% فقط من إجمالي الاحتياطي، متسائلًا عن إمكانية تغطية النسبة المتبقية في ظل محدودية المعروض العالمي من الذهب.

وأضاف أن إجمالي الذهب المستخرج منذ بداية التاريخ لا يسمح له بأن يكون بديلًا حقيقيًا للدولار أو أساسًا لنظام احتياطي عالمي، لافتًا إلى أن احتياطي الولايات المتحدة من الذهب، الذي يتجاوز 8300 طن، لا تتعدى قيمته تريليونًا وربع التريليون دولار، وهو رقم لا يتناسب مع حجم الاقتصاد العالمي أو احتياجات السيولة الدولية.

صناعة سوق وليس تحولًا في القيمة

وأكد الدكتور وائل النحاس أن ما يجري حاليًا هو عملية متعمدة لصناعة سوق للذهب، وليس إعادة تقييم لدوره كملاذ آمن، موضحًا أن الهدف هو تحويل الذهب من وعاء لحفظ القيمة إلى سلعة قابلة للمضاربة والتداول المكثف

وأكد أن هذه الاستراتيجية تستهدف توسيع سوق الذهب من نطاقات محدودة إلى سوق يستوعب عشرات المليارات من الدولارات، بحيث يصبح الذهب أصلًا ماليًا نشطًا يتفاعل مع الأخبار والتوقعات وأسعار الفائدة، وليس مجرد أداة تحوط في أوقات الأزمات

الصين تقود المضاربات لا الاحتياطيات

وأشار النحاس إلى أن الصين تلعب دورًا محوريًا في قيادة الارتفاعات العالمية لأسعار الذهب، ليس بدافع زيادة الاحتياطي الاستراتيجي، وإنما في إطار استراتيجية تجارية تهدف إلى السيطرة على سوق الذهب عالميًا

وأوضح أن الصين تسعى إلى إنشاء منصة تداول كبرى للذهب لتصبح إحدى البورصات الرئيسية على مستوى العالم، إلى جانب التوسع في المشغولات الذهبية عيار 24، وقيادة هذا القطاع عالميًا، مؤكدًا أن الصين لا تتعامل مع الذهب كمخزون ساكن داخل الخزائن، بل كأصل يجب تشغيله اقتصاديًا

وأضاف أن التوسع في الذهب عيار 24 يستهدف شريحة واسعة من المستهلكين ويفتح سوقًا جديدًا ينافس الألماس، لافتًا إلى أن الصين اعتادت دخول المساحات الاقتصادية غير المستغلة بدلًا من مزاحمة اللاعبين التقليديين

وأكد الدكتور وائل النحاس أن القفزات القياسية في أسعار الذهب لا يمكن اعتبارها تحركات طبيعية، بل جاءت نتيجة تغذية إعلامية مكثفة صنعت حالة من الزخم المصطنع داخل السوق

وأشار إلى تداول أخبار غير مؤكدة عن إفلاس شركات ودخولها السوق لشراء كميات ضخمة من الذهب، وأحاديث عن تحويل أموال سياسية إلى المعدن النفيس، وتقارير عن مشتريات صينية شهرية مبالغ فيها، إضافة إلى تسريبات عن صفقات سرية لبنوك مركزية وصناديق سيادية لشراء مئات الأطنان، موضحًا أن هذه الأخبار تُستخدم بالتوازي مع التلاعب بتوقعات أسعار الفائدة لجذب السيولة نحو الذهب

اقرأ أيضًا:

بعد توسع البنوك المركزية في شراء الذهب.. خبراء يوضحون مصير الدولار

تحذير دولي: الذهب لم يعد ملاذا آمنا لهذا السبب

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان