4 مبشرات صاحبت ميلاد النبي ﷺ.. يكشف عنها علي جمعة
كتب : علي شبل
الدكتور علي جمعة
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عن بعض البركات والمبشرات التي صاحبت مولد النبي الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال فضيلة المفتي الأسبق: لقد صاحبَ ميلادُ النبيِّ سيدِنا محمدٍ ﷺ بركاتٌ ومبشِّراتٌ أصابتْ من حوله في زمانه، ونرجو أن تتنزَّل على محبِّيه ومتبعيه في زماننا هذا بركاتٌ ونفحاتٌ في ذكرى مولده الشريف، الذي كان نورًا ورحمةً من ربِّ العالمين على خلقِ الله أجمعين.
ورصد جمعة، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، 3 مبشرات لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وعي:
1- بركتُه على قومِه
تمثَّلت في الكشف عن بئر زمزم، التي طُمِرَت قبل ميلاده بسنين عديدة، فكانت قريشٌ تتحمَّل خلالها المشاقَّ في حمل الماء وجلبه إلى الحرم وما حوله، خاصةً في موسم الحجيج الذي تفِدُ فيه قبائل العرب وزوّارُ البيت، وكانت هذه المهمّة تُسمّى "السقاية".
حتى رأى عبدُ المطلب جدُّ النبي ﷺ رؤيا وهو نائم في الحجر تأمره بحفر زمزم، وفيها تحديدٌ لمكانها الذي دُفنت فيه عند منحرِ قريش.
وفي ذلك ربطٌ بين إسماعيلَ بنِ إبراهيم ومحمدٍ بنِ عبد الله عليهما السلام؛ فإسماعيلُ ظمِئَ وهو صغير، فالتمست له أمه ماءً فلم تجده، فتفجَّر عند قدمه ماءُ زمزم، فكان بدايةَ أمرِه، وكذلك فإن محمدًا ﷺ كان بدايةً أخرى لهذه البئر المباركة، فكان مولده بركةً على قومه.
2- بركتُه على أبويْه
كان للنبي محمدٍ ﷺ بركةٌ على أبويه إسماعيلَ بنِ إبراهيم وعبدِ الله بنِ عبد المطلب؛ فقد كانت نجاتُهما من الذبح بإذن الله بمعجزةٍ، وذلك حتى يخرج من نسلِهما رسولُ الله، سيدُ الخلق.
فدى الله تعالى إسماعيلَ بذبحٍ عظيم، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: 107].
وكانت نجاةُ عبد الله من الذبح آيةً أيضًا، حيث كان سيُذبح في وفاء عبد المطلب بنذره، فألهم اللهُ القبائلَ أن تُفديه بمائة ناقة.
فلما كبر وتزوّج آمنةَ بنتَ وهبٍ، أنجبا محمدًا عليه الصلاة والسلام، فهو ابنُ الذبيحين.
ولم يلبثْ أبوه عبدُ الله أن تُوفِّي بعد أن حملتْ به آمنةُ، وترك هذه النسمة المباركة، ودُفن بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار، وكأن القدر يقول له: قد انتهت مهمّتُك في الحياة، وهذا الجنينُ الطاهر يتولّى اللهُ عز وجل بحكمتِه ورحمتِه تربيتَه وتأديبَه وإعدادَه لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.
3- بركتُه على الكعبةِ المشرفة
في عامِ مولده الشريف أتى أبرهةُ الحبشيُّ منتقمًا من العرب، وحالفًا أن يهدم لهم بيتهم المعظَّم الكعبة، وسار بجيشٍ جرّارٍ بكلِّ العتاد الممكن، وأحضر معه فيله لأجل هدم البيت.
فجاء عبدُ المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة والتحرُّز في شعفِ الجبال والشعاب، ثم قام عبدُ المطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفرٌ من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده.
وجاء أبرهة وتهيّأ لدخول مكة، وهيَّأ فيله وعبّى جيشه، فبرك الفيل، فضربوه ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه فأبى، فأدخلوا محاجنَ لهم في مراقِه ليقوم فأبى، فوجَّهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجَّهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى مكة فبرك.
فأرسل الله تعالى عليهم طيرًا من البحر أمثالَ الخطاطيف، مع كلِّ طائرٍ منها ثلاثةُ أحجارٍ يحملها: حجرٌ في منقاره، وحجران في رجليه، أمثالُ الحِمّص والعدس، لا تُصيبُ منهم أحدًا إلا هلك، وليس كلُّهم أصابت، فخرجوا هاربين يبتدرون الطريقَ الذي منه جاءوا.
وقد نزلت بشأن هذه الحادثة سورةٌ باسم *الفيل* تذكِّر قريشًا بفضلِ الله عليهما ورحمتِه.
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل: 1–5].
4- بركتُه في بيتِ أبي طالب
لما مات عبدُ المطلبِ جدُّ النبي ﷺ – وكان قد عهد إلى أبي طالبٍ برعاية ابنِ أخيه محمدٍ ﷺ – وكان أبو طالبٍ رجلًا فقيرًا وله أولادٌ كُثر، ولا يكادون يشبعون جميعًا من طعام، فلما كفلوا رسولَ الله ﷺ بينهم صارت البركةُ في بيتهم وفي حياتهم وفي كلِّ شيء، حتى الطعام.
وأحسَّ أبو طالب ببركة محمدٍ ﷺ، فكانوا لا يأكلون إلا وهو بينهم، لأنهم حينئذٍ فقط يأكلون ويشبعون ويفيض الطعام عليهم.
وفي حادثةٍ أخرى، لما أقحطت مكة سنةً من السنين وواجه الناسُ جفافًا شديدًا، أهرع الناسُ إلى أبي طالبٍ يطلبون منه أن يستسقيَ لهم، فأمرهم أن يأتوه بابن أخيه محمدٍ ﷺ، فأتوه به وهو رضيعٌ في قماطه، فوقف تجاه الكعبة، وفي حالةٍ من التضرع والخشوع أخذ يرمي بالطفل ثلاث مراتٍ إلى أعلى ثم يتلقّفه، وهو يقول:
«يا رب، بحقِّ هذا الغلامِ اسقِنا غيثًا مُغيثًا دائمًا هطْلًا».
فلم يمضِ إلا بعضُ الوقت حتى ظهرتْ غمامةٌ من جانب الأفق، غطّت سماء مكة كلَّها، وهطل مطرٌ غزير كادت معه مكة تغرق.
فأنشد أبو طالبٍ قائلًا:
وأبيضُ يُستسقى الغمامُ بوجهِه * يَلوذُ به الهلاكُ من آلِ هاشمِ
وأصبـح فينـا أحمـدٌ في أرومةٍ * حليـمٌ رشيدٌ عادلٌ غيرُ طائشِ
ثمـالُ اليتـامى عصمةٌ للأراملِ * فهُـم عندَه في نعمةٍ وفواضلِ
تقصـر عنـها سـورةُ المتطاولِ * يُوالـي إلهًا ليس عنـه بغافلِ.اقرأ أيضًا:
أمين الفتوى: الخاطب لا يملك أي سلطة شرعية على خطيبته.. طاعتها لوالديها فقط
بعد تحذير الزراعة.. أمين الفتوى: قتل الحيوانات الضالة حرام شرعًا ويجوز بشرط
ما الأفضل: تأخير صلاة العشاء في جماعة أو تأديتها مع جماعة أولى بالمسجد؟.. الإفتاء توضح
هل فعلًا السِّحْر موجود وله تأثير على الناس؟.. أمين الفتوى يكشف