هل وقع من النبي ﷺ ذنب كما يتوهم البعض؟.. عالم بالأوقاف يوضح
كتب : محمد قادوس
الدكتور إبراهيم المرشدي
أوضح الدكتور إبراهيم المرشدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن النبي محمد ﷺ قد عصمه الله تعالى من الذنوب صغيرها وكبيرها، وأن ما ورد في قوله تعالى: "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" لا يُفهم منه أن الرسول ارتكب ذنوبًا، بل المقصود أن الذنب وقع عليه من قومه، وليس منه هو.
وقال العالم بالأوقاف، إن النبي ﷺ أوتي جوامع الكلم ومفاتيح البلاغة، وكان أفصح الناس قولًا وأصدقهم عبارة، مشيرًا إلى أن بعض الناس قد يسيء الفهم فيظن أن الحديث أو الآية تشير إلى ذنب من النبي، وهذا غير صحيح.
وأضاف المرشدي، خلال حلقة برنامج "لغة الحديث"، المذاع على قناة" الناس" المعصوم صلى الله عليه وسلم لم يرتكب ذنبًا قط، وإنما الذنوب هنا تعني ما وقع عليه من قومه من أذى ومعاندة.
وبيّن عالم الأوقاف أن اللغة العربية والبلاغة النبوية تكشف هذا المعنى بوضوح، حيث يمكن للمصدر أن يُنسب للفاعل أو للمفعول به.
واستشهد بآيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح" في إشارة إلى ظلم وقع من الإنسان، وقوله: "ولمن انتصر بعد ظلمه" في إشارة إلى ظلم وقع عليه.
وأشار أيضًا إلى ما رواه الإمام مالك في الموطأ عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ غضب حينما قال له أحد الصحابة: "وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"، فقال ﷺ: "إني لأعلمكم بالله وأخشاكم له"، أي نافياً أن يكون قد وقع في ذنب، وإنما يبين أنه أشد الناس خشية وطاعة لله.
وأكد المرشدي، على أن النبي ﷺ كان دائمًا مع أمر الله حيثما دار، وأنه لم يخالف أمر ربه قط، بل كان قدوة في الطاعة والعبادة، مستشهدًا بموقفه في فتح مكة حين قال لقومه الذين آذوه: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء".
هل الصحابة معصومين من الخطأ؟
قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إنه في اعتقادنا كمسلمين إنه لا عصمة لأحد من الخطأ إلا الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أنه بعد سيدنا النبي محمد لا يوجد أحد معصوما من الخطأ.
وأضاف نبوي، خلال لقائه في إحدي الحلقات المذاعة على فضائية "الناس": مفيش حد معصوم بعد سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى الصحابة غير معصومين من الخطأ وممكن يقعوا في الخطأ عادى، فهم بشر مثلهم باقي البشر".
واستكمل: "تلاقى حد دلوقتي بيقولك هم الصحابة اللي نقلوا لنا الأحاديث النبوية ممكن يكونوا أخطأوا أو أحد منهم وضع حديث مكذوب، نقول له لأ، في فرق بين الخطأ والعدالة، هو لا يستطيع أن يكذب على رسول الله، وعنده عدالة في نقل الأحاديث النبوية".
هل الأنبياء سيحاسبون يوم القيامة؟
قال الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامية في رده على عرضه مصراوي عليه، أن الأنبياء جميعًا عليهم الصلاة والسلام معصومون من كبائر الذنوب ومعصومون أيضا في التبليغ عن الله تبارك وتعالى.
وأضاف علي، أن الصغائر فقد تقع من الأنبياء أو من بعضهم، ولكنهم إذا وقعوا في شيء منها لا يقَرون عليها، بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها، فيبادرون بالتوبة منها، وقد يقع منهم الخطأ أحيانًا في تدبير الأمور الدنيوية، وهذا ما ذهب إليه أكثر أهل العلم.
وأوضح الداعية أن جماهير العلماء ذهبوا إلى أن الأنبياء والمرسلين لا يُحاسبون يوم القيامة ، وأنهم إذا كانوا لا يُسألون في قبورهم فهو يعني أنه لا حساب عليهم ، وأنهم أولى ممن يدخل الجنة من غير حساب ، من المسلمين.
وأما ما ورد من عمومات فهي إما للكفار ، أو أنهم سيُسألون عن أقوامهم هل بلغوهم رسالة الله تعالى أم لا ، وليس هذا سؤال توبيخ وتقريع ، بل هو لإقامة الحجة على من خالفهم .
قال القرطبي رحمه الله: قول الله-تعالى-" فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ" دليل على أن الكفار يحاسَبون ، وفي التنزيل" ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ" وفي سورة القصص" وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ "يعني : إذا استقروا في العذاب ، والآخرة مواطن : موطن يُسألون فيه للحساب ، وموطن لا يُسألون فيه ، وسؤالهم تقرير وتوبيخ وإفضاح ، وسؤال الرسل سؤال استشهاد بهم وإفصاح ، أي : عن جواب القوم لهم ، وهو معنى قوله" لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ".
وقال ابن كثير – رحمه الله - :"وقوله ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ) الآية ، كقوله تعالى ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) القصص/ 65 ، وقوله ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ) المائدة/ 109 ، فالرَّبُّ تبارك وتعالى يوم القيامة يسأل الأمم عما أجابوا رسله فيما أرسلهم به ، ويسأل الرسل أيضا عن إبلاغ رسالاته ، ولهذا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) قال : يسأل الله الناس عما أجابوا المرسلين ، ويسأل المرسَلين عمَّا بلَّغوا"
فسؤال الأنبياء إنما هو سؤال حجة على الذين أرسلوا إليهم، وليس سؤال توبيخ، فالأنبياء لا يحاسَبون يوم القيامة، بل يكونون حجة على قومهم، وهذا هو معنى الآية.
اقرأ ايضًا
أمين الفتوى: الخاطب لا يملك أي سلطة شرعية على خطيبته.. طاعتها لوالديها فقط
بعد تحذير الزراعة.. أمين الفتوى: قتل الحيوانات الضالة حرام شرعًا ويجوز بشرط
ما الأفضل: تأخير صلاة العشاء في جماعة أو تأديتها مع جماعة أولى بالمسجد؟.. الإفتاء توضح
هل فعلًا السِّحْر موجود وله تأثير على الناس؟.. أمين الفتوى يكشف