إعلان

يارا.. بنت صعيدية مش طالعة من التليفزيون

02:10 م الثلاثاء 22 سبتمبر 2015

يارا جبريل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

خلال الأعوام التي عاشتها ''يارا جبريل'' بالقاهرة تمكنت من صقل شخصيتها، غير أن الحياة كانت حليفتها حينما جادت عليها بمنحة دراسية لمدة عام إلى أمريكا، قبل ذهابها للعاصمة، سنة كاملة قضتها الفتاة القادمة من الأقصر بنيويورك، مكنتها من اختبار كافة المصاعب، لتصبح رهبة العيش بالقاهرة مجرد قشرة تمكنت من نزعها بسهولة.

''أكتوبر.. المعادي.. أكتوبر''

من سكن الجامعة بمدينة السادس من أكتوبر إلى شقة خاصة بالفتيات، هكذا تنقلت ''يارا''، أثناء الدراسة وبعدها، خلال التعلم بجامعة ''6 أكتوبر'' التي أصر أهلها عليها ''عشان كانوا رافضين إني أروح أي جامعة تانية عشان مفيش سكن جمبها''، عاشت الشابة العشرينية لعامين بالسكن الجامعي ''كنت بدفع أول سنة 12 ألف جنيه في السنة، وبعدين 14 ألف''، ذلك في مُقابل غرفة لفردين، بها سريرين ومكتبين ودولابين ومروحة، كذلك ملحق بها دورة مياه خاصة، ويوجد بكل دور تليفزيون للفتيات وثلاجة ''لو حطيت فيها حاجة ممكن تتاخد الصبح''.

في السنة الدراسية الثالثة لـ''يارا'' تأخرت للتسجيل بالمدينة، فاضطرت للبحث عن سكن آخر ''وقتها كانت ليا واحدة صاحبتي ساكنة في المعادي، وأهلها مسافرين''، عاشت الشابة العشرينية بالمعادي لعام كامل، دون دفع إيجار ''كهربا ومية بس''، لكن المقابل الذي وفّرته دفعته لأتوبيس الجامعة ''كنت بدفع 7 آلاف جنيه''. مع نهاية العام قدم شقيق صديقتها، لذا كان عليها البحث عن سكن آخر ''ورجعت تاني أعيش في سكن بنات أدام الجامعة''، كان السكن عبارة عن شقتين أو ثلاثة بالدور الواحد ''كل اوضة فيها بنتين، فيها تكييف وتلاجة والسريرين والحمام بتاعها''.

بعد التخرج عملت ''يارا'' في مجال ''الكول سنتر''، وهو ما يحتاج من الموظف المرونة في مواعيد ''الشيفتات''، فكان من الممكن أن تعود الشابة العشرينية فجرًا، ألفان جنيه تدفعهم ''يارا'' وصديقتها بشقة أكتوبر، لكنها تسكن تلك المرة بعمارة بها أهلى، عودتها المتأخرة تعرضها إلى نظرات مريبة ''مفيش كلام بيتوجه لي، بس نظرات من فوق لتحت، كأني بعمل حاجة غلط''.

''العيلة سند''

تحيط ''يارا'' نفسها دومًا بعائلتها، خاصة والدتها، التي تحدثها بشكل يومي ''هي عارفة حياتي بالتفصيل، وأهلي عارفين نظام شغلي''، القوة التي تستمدها ''يارا'' من نفسها وأهلها تُمكنها من الوقوف أمام المواقف الصعبة التي تتعرض لها كفتاة تعيش بمفردها بالعاصمة، بأحد الأيام ضايقها أحد الشباب القاطن بالشقة المُقابلة ''يضرب جرس ويمشي''، في اليوم الذي تليه كان السمسار، الذي أخبرته ''يارا''، يقف أمام باب شقته محذرًا إياه من التعرض لشقة الفتيات مرة أخرى ''قولتله بص اول وآخر مرة يتخبط علينا الباب بعد كدا هطلب البوليس''، بعدها ''قلّ الاستظراف''.

ترى ''يارا'' أن النظرة إليها كفتاة مغتربة هي النظرة لـ''واحدة مش كويسة''، وغالبًا ما كان يتم التنبيه على الشابة لئلا تخبر أحدًا أنها تعيش بمفردها ''فيه نظرة كدا إنك طالما قاعدة لوحدك يبقى انتي بتعملي حاجة غلط، أو أهلك بايعينك''، أما بالأقصر فالتساؤلات تحيط بوالدها ''انت سايبها عايشة لوحدها ليه، وانت ضامن ترجع البيت امتى''، هكذا هي الأسئلة لكن ''يارا'' تعرف جيدًا أن أهلها يعلمون ب''تفاصيل تفاصيل حياتي''.

يومًا فكرت ''يارا'' بالعودة للأقصر نهائيًا، تلك المرة التي تركت فيها عملها ''والدنيا ضلمت، كنت حاسة إني بزق في حيطة''، أيام ظل يحاوطها إحساس الفشل واللا جدوى فيهم، تُحدث نفسها ''وانتي بتعملي أيه يعني، آخرك بتشتغل في كول سنتر''، في تلك المرة حدّثت والدتها بالرجوع، لكنها أسنتها عن قرارها ''دوسي على نفسك شوية، لو رجعتي الناس فعلا وقتها هتقول عليكي فاشلة ومعملتيش حاجة''.

شهرين جلست فيهما ''يارا'' بشقتها بأكتوبر، فيهما تراجعت عن التفكير السلبي ''طب لو رجعت هعمل ايه، الدنيا هناك واقفة، وانتي بقى عندك 23 سنة يعني هناك أخرتك هتتجوزي وتقعدي''، استمرت ''يارا'' في المعافرة ووجدت عملًا آخر بعدها.

تعوّدت ''يارا'' أن تسافر للأقصر كل ثلاثة أشهر، المسافة الكبيرة لم تشجعها على السفر، كانت وسيلة تنقلتها بين الطائرة ''لو معايا فلوس'' والسوبر جيت والقطار، كذلك آنست للعيش بالقاهرة ''منحة أمريكا خلتني قوية، خلاص اتكتب عليا إن شغلي هنا وأهلي هناك''.

كصعيدية أيضًا تعرضت ''يارا'' لمواقف عدة، يستغرب المحيطين بها ''ازاي أبقى صعيدية وبتكلم عادي''، كما أن أساتذة الكلية أيضًا قللوا منها ''انتي هتعرفي تتكلمي مع الناس''، تقول ''يارا'' :فيه دايمًا قولبة معينة إنك بنت من الصعيد مينفعش تتشتغلي، انتي أكيد لخمة، الناس شايفين التليفزيون بس والصعيد اللي بيشوفوه دا جوة القرى، تُكمل ''انما أنا عايشة في مدينة بنخرج ونيجي وبنلبس جينز عادي''.

خوف حملته بداخلها ''يارا'' في إقامتها بالقاهرة، رغم حديثها الجرئ، إلا أنها ظلت ببعض الخوف ''رغم إني في أمريكا مكنتش خايفة''، فالعيش بأمريكا، كما ترى ''يارا''، لا يوجد شخص يفعل شئ رُغمًا عنه، أمّا بمصر ''هنا في بلادنا كله بيتعمل غصب''.

تابع باقي موضوعات الملف:

في دنيا المغتربات.. ''المعافرة صنعة'' (ملف خاص)

undefined

رحلة 3 بنات من الساحل إلى مدينة ''الزومبي''

2015_9_23_17_15_16_752

حكاية ''منة'' بنت مطروح.. ''كواليس المدينة وسنينها''

2015_9_22_15_42_20_47

من الزقازيق للقاهرة.. اغتراب ''ندى'' وأهلها بلا عودة

2015_9_20_19_27_2_622

رنا وإسراء.. بين ''مرمطة'' دار المغتربات و''نار'' السكن المستقل

1

''سارة''.. من دمنهور للقاهرة ''كعب داير'' يوميا

2015_9_22_13_47_41_245

بنات بحري في المنيا.. ايه اللي رماك على المُرّ؟

2015_9_17_16_37_24_342

القاهرة التي تسكنها ''سارة''.. ''مكنتش على البال''

2015_9_18_13_41_2_584

الروح تدب مطرح ما تحب.. حكاية ''مغتربة'' اسمها ''ندى''

2015_9_23_13_35_15_701

 

فيديو قد يعجبك: