كأس مصر
المقاولون العرب

المقاولون العرب

- -
17:00
الترسانة

الترسانة

دوري المؤتمر الأوروبي
أوليمبياكوس

أوليمبياكوس

- -
22:00
فيورنتينا

فيورنتينا

كأس مصر
طلائع الجيش

طلائع الجيش

- -
20:00
بورفؤاد

بورفؤاد

جميع المباريات

إعلان

معايشة.. في ممرات التتش.. المستحيل يخشى رؤيتهم

11:00 م الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

ملعب مختار التتش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- علي البهجي:

تصوير- أحمد طرانة - محمود أبو ديبة:

على بعد كيلومترات من ملعب مختار التتش بالجزيرة، تحتاج فقط لنصف ساعة أو أكثر سيرا على الأقدام لتخطي تلك المسافة، رأيت وجوها تعرفهم من الوهلة الأولى كانوا يقفون هناك ما بين حاملا لشعار ناديه وآخر متلفحا بـ " كوفية" المجموعة رغم حرارة الجو، فأكتوبر لم يغادر بعد والبرد لم يدخل لنهار شوارع القاهرة حتى الآن.

القرار اصبح صعبا إما الذهاب لعملك او المضي في رحلة "الدخول لممرات التتش" مع تلك الأعداد التي لا حصر لها، صوت ما بدخلك يدفعك للسير معهم دون تفكير الأغاني والحماس أفيون أطلقوه في الأجواء، اصاب كل تنفسه للدخول في مجموعتهم، التي تتخذ الوصول لملعب التتش قبل حول الساعة الثالثة هدفا لها.

مع حول الساعة الثانية ظهرا حاولت التوجه لملعب مختار التتش، متخذا شارع التحرير بداية ، على مقربة من محطة مترو البحوث ووصلوا لمحطة "الأوبرا" الطريق كان مزدحما ما بين المشجعين الذاهبين لملعب مختار التتش، السيارات الخاصة والحافلات عيناك تراها ثابتة من بطيء الحركة، ولذلك كانت فكرة الذهاب للتش مستقلا احد الحافلات فكرة غير جيدة، إذا المترو ربما يكون هو الأنسب، لكن على الفوز اتذكر ان الأمر سيكون أكثر صعوبة اسفل الأرض، لذلك كان القرار الذهاب سيرا على الأقدام.

الرحلة

جماهير الأهلي

في الرحلة القصيرة التي استغرقت نصف ساعة من السير على الأقدام بين المشجعين المتجهين إلى ملعب مختار التتش، رأيت مشهدا ربما يكون مكررا للجماهير الحمراء، لكن بنكهة مختلفة، فالفريق سيغادر بعد ساعات متجها إلى المغرب، لخوض إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا وموقفة صعب للغاية، لكن تلك الوجوة وما رايته على محياهم يخشى المستحيل الاصطدام بهم، فقد أتوا من كل حدب وصوب لشحن اللاعبين قبل موقعة السبت.

الشوارع تكاد تكتسى بلون واحد، رافعين الرايات عاليا مرددين أغانيهم بانتظامم ودون توقف، تجد نفسك دون سابق انذار تردد معهم بصوت همهمة لا يسمعه سواك، عدوى التشجع دخلت إلى الحافلات، فما بين مندهش من الأجواء وغير ما صدق أن مباراة كرة قدم تفعل بكل هذه الأعداد ما تفعله، وحزب أخر يرى أن لا جدوى من كل هذا وكان لا يجب عليهم المكوث في بيوتهم وانتظار تحقيق المستحيل.

الوصول لملعب التش

ملعب التتش

اقتربت من حطة مترو " الأوبرا" وهي الأقرب لخروج جماهير الأهلي القادمة عبر الانفاق، مشهد لا تراه كثيرا، يخرجون كأسراب الجراد في مجموعات في تدافع منظم خارج المحطة قاصدين ملعب التتش، مع كل فوج تنتظر أن يكون الأخير تجد أن البقية الباقية القادمة لا يستطع احد التكهن بموعد توقف خروجها.

انتظرت بضع دقائق في ذهول تام من المشهد، متى يكف هذا المخرج عن ارسال هؤلاء الشباب للشارع المؤدي للتتش، اذا لا جدوى من الانتظار علي الآن الذهاب إلى ملعب مختار التتش، لحجز مكان متقدم لمتابعة المران.

بضع دقائق تفصلنا عن الوصول للثالثة عصرا، وأمام البوابة الرئيسة وجدت ما كنت أخشاه، في تلك اللحظة مشهد كأنك دخلت في بحيرة من البشر وفي أخر المشهد بوابات النادي قد صفدت أمام تلك الأعداد، جاءت الأخبار سريعا أن البوابات قد أغلقت بعد امتلاء مدرجات التتش عن اخرها ولا وجود لقدم.

الأمل يتبدد

جماهير الأهلي

رأيت على وجوه الكثيرين نظرات الخيبة بعدما شعر البعض أن أمل الدخول لملعب التتش يتبدد، لا أعلم من أين أتوا لكن بالتأكيد ليس جمعيهم من العاصمة، شعور اليأس بدأ يسيطر عليهم، بعض كلمات الهزيمة اصدرها احدهم لزميله:" مش قولتلك مش هندخل، كان لازم نيجي من بدري".

يواصل نقده لزميله:" ايه العمل دلوقتى ، انا همشي عشان الحق اروح، واضح اننا لو قعدنا هنا لبكره مش هندخل التتش"، ليرد صاحب فكرة الحضور ويعلوه الثقة في النفس :" اتقل هندخل يعني هندخل، احنا مش جايين كل المشوار ده وفي الاخر ما ندخلش".

معركة البوابات

جمهاهير الأهلي

الوقت يمر والأعداد تتزايد أمام البوابات، رغم انصراف البعض، وكل له أسبابه في عدم إكمال الرحلة، حرصت على عدم المغادرة او الدخول كصحفي للتعرف على مصير تلك الحشود، هل سترحل كما فعل البعض أم تتمسك بأخر بصيص أمل للدلوف إلى ملعب التتش، اخيرا استجاب الأمن لصوتهم وفتح الأبواب أمام الحشود لكن دون تنظيم، الجماهير تسارعت على الدخول لتدهس كل ما يقف أمامه، وكأنهم لا يرون سوى هدف الواحد وهو الدخول لملعب التتش.

في ممرات التتش

جاهير الأهلي

انت الآن في ممرات التتش، اصبحت قريب بضع سنتيمترات من نجومك المفضلين، صوتك يخترق الجدار الفاصل بينك وبينهم، بالتأكيد هم يسمعونك الآن، الهتاف يمليء الأرجاء دون توقف، لم يعد هناك موضع لقدم داخل ملعب التتش، لذا على البقية الباقية محاولة ايجاد ثغرة في ممرات التتش لرؤية المران.

الأجواء غير صالحة لإقامة المران، محاولات أمن النادي السيطرة على الموقف اصبحت لا تجدي بعد دخول الجماهير بالالأف لمدرجات التتش، ليكون القرار في النهاية إلغاء المران بعد نزول الجهاز الفني واللاعبين لأرض الملعب والتأكد من صعوبة خوض التدريبات.

المغادرة

جماهير الأهلي

قرار إلغاء المران انتشر بين الجميع كالنار في الهشيم، لكنه لم يطل إلا قلة من الجماهير، ليقرر البعض المغادرة والانصراف والحزن يكسو الوجوه، لكنه لا يملك أي شيء فقد حضر وحاول ورفع صوته بالهتاف لكنه لم يكتب له رؤية مران الفريق كما توقع.

ظلت أعداد كبيرة في المدرج وفي ممرات ملعب التتش واستمرت في الهتاف وترديد الأغاني والمطالبة بالعودة من المغرب بالبطولة، لارضاء كل من حضر.

قررت أيضا المغادرة لكن اصطدمت بشاب عشريني أثناء الخروج من بوابة النادي، رحله وصوله إلى الملعب ربما يكون منها الكثير داخل المدرج، فالشاب اخبرني بنبره حزينه أنه قصد القاهرة منذ الصباح للوصول والحصول على مكان في الخط الأمامي للمشجعين لكنه لم يتمكن من ذلك في النهاية، رغم انه قام بدوره في ممرات التتش كما اخبرني، فلم يكف عن الهتاف كغيره، فهؤلاء كما قال لي قبل انصرافه " نحن شباب.. المستحيل يخشى رؤيتهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان