إعلان

مكسب وزيارة للأولياء.. مصطفى يبيع "الأراجوز" في مولد الرفاعي

03:04 م الخميس 21 فبراير 2019

مصطفى عراقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

كان عدد الخيم المنصوبة بجانب مسجد الرفاعي بالقاهرة يزداد، تمهيدا للاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد الرفاعي التي تحل بعد ساعات، بين الزحام وأمام السيارات المارة، رفع مصطفى عراقي دُمية خشبية تُشبه "الأراجوز"، يضغط عليها بأصابعه فتصفق يداها مُصدرة صوتا مُحببا للأطفال، فمنها يتكسب صاحب السبعة وستين عاما رزقه، يدور بها الموالد القاهرية، يُسعد بها الصغار، وتسعد نفسه بزيارة "الأوليا".

يعيش والد الأربع بنات في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية. تغيرت حياته قبل 30 عاما، إذ اعتاد العمل كحلواني في أحد المحلات، قبل أن يُصاب بمرض عُضال في الاثنى عشر، ما اضطره للبحث عن وظيفة أيسر؛ وقتها تذكر عراقي حُبه القديم للدُمى الخشبية "كنت وانا صغير نفسي يبقى عندي واحدة بس مكنتش بعرف أشتري"، تعلم من صنّاعها الطريقة، وشق سبيله لعملها منزليا، فيما تساعده بناته.

"قماش وخشب ومشبك حديد ولزق وكور بلاستيك ونبدأ نشتغل"، يحكي عراقي أن اللعبة لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة لصناعتها، يقص الأب القماش، يُعطيه لإحدى بناته لتلصقه حول الأراجوز ثم تتركه ليجف، فيما يستكمل هو المهمة "بقفل اللعبة بعدهم"، لا تتجاوز تكلفة الدمية الواحدة 7 جنيهات، لذا يبيعها عراقي بعشرة جنيهات فقط.

في الموالد يجد عراقي نفسه. منذ سنوات طوال يبيع بضاعته في الشرقية، لكنه قرر قبل أكثر من عشرة سنوات أن يطوف القاهرة "اكتشفت إن زيارة الأوليا حلوة وفيها بركة واهو منها بقابل ناس جديدة". في الموالد، يتعلم صاحب السبعة وستين عاما الكثير "الناس هنا بتيجي تنبسط فلما ست تفاصلني في تمن اللعبة ومعاها ابنها مش برضى أمشيه زعلان"، يضحك البائع قائلا "السعر القليل فيه بركة".

بين مولد السيدة زينب، الحسين، الرفاعي والسيدة نفيسة يبيع عراقي بضاعته، يمكث عادة ليلة المولد الأخيرة داخله، لكنه لا ينسى زيارة المقامات "الواحد لما بيدخل جوة روحه بترتاح شوية وبينسى الهم"، لا يتعامل الأب مع العمل أنه مصدر رزق فقط "بعرف ناس جديدة".

على مدار الثلاثين عاما، لم تخذل المهنة عراقي "هي اللي فاتحة بيتي ومجوز بيها بناتي التلاتة"، مازال صاحب الأراجوز يمتلك أحلاما عديدة "نفسي أجيب الدنيا لبناتي"، يخص بالذكر ابنته الصغرى التي تستعد للزواج "هي الوحيدة اللي والدتها توفت قبل ما تفرح بيها، فانا بشتغل عشان أجيب لها كل حاجة كويسة".

فيديو قد يعجبك: