إعلان

بعد موت محترف سباق دراجات.. "شارك الطريق" حملة لتأمين "أصحاب العجل"

03:00 م الخميس 26 ديسمبر 2019

كتب- محمد زكريا:

ككل يوم جمعة، استقل يوسف أسامة دراجته، تحرك من منزله في الجيزة، إلى مصر الجديدة، حيث نقطة التقاء لممارسي رياضة قيادة الدراجات، ليتحرك الجمع نحو العين السخنة عبر "طريق السويس"، لكن مأساة كُتبت في طريق العودة، توفى يوسف، ليشعل موته حملة في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقتها هبة الهرم مع زملاء آخرين في ركوب العجل، متمنين أن تحفظ إجراءات حكومية ومجتمعية حياتهم.

صورة 1

صَدم موت صاحب الـ21 عاما أهله وأقاربه، لكنه نشر ذعرا بين ممارسي تلك "الرياضة"، ومن بينهم هبة، التي رافقت خريج كلية الهندسة في رحلات على نفس الطريق، غير أن القدر كتب لها السلامة في كل مرة، لكنها تريد أن تضمن ذلك 100% مستقبلا، لتعبر عن شعورها ذلك على فيسبوك، وتحكي عما تعرض له يوسف يوم 12 ديسمبر، عندما صدمت دراجته أثناء السير سيارة من الخلف، لتكسر جمجمته وتسبب له نزيف في المخ، أودى بحياته.

صورة 2

تعليقات مفزعة قرأتها هبة على ما كتبت، مئات المشاركات الحزينة والخائفة، ومئات الحكايات عن موت اقترب من كاتب التعليق، لتحضر الفكرة إلى ذهن الشابة، فقررت مع 3 زملاء لها والفقيد، تدشين حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقت هاشتاج: "#شارك_الطريق" و"#فين_حارة_العجل"، وألحقته بمطالبها وزملائها في "رياضة العجل".

صورة 3

لم يكن يوسف متهور، أو هاوي، على العكس تماما، تقول هبة إنه نافس محترفين في نفس المضمار، ونجح هذا العام في قطع 10 آلاف كيلو مترًا على الطريق، لذا استلزم موته في نظر الشابة الوقوف بجدية لحماية أرواح الآلاف، كتبت لمتابعين حملتها: "لما أحسن واحد فينا يحصله كده إحنا ننزل إزاي.. يوسف مات علشان مافيش وعي بثقافة ركوب العجل، مافيش وعي بوجودنا وإن إحنا لينا حق في الطريق.. يوسف مات علشان مافيش حارة عجل".

صورة 4

لكن سعيهم للحل، لم يتوقف عند الفضاء الإلكتروني، خرجت هبة وأصدقاؤها إلى الشارع، علقوا لافتات على السيارات والحوائط تدعو لـ"مشاركة الطريق"، والاحتفاظ بمسافة أقلها متر ونصف بين السيارة والعجلة، وبالطبع سؤالا: "فين حارة العجل؟"، مستشهدة بتلك الخطة الحكومية التي خصصت للأتوبيسات في بعض الأحياء طريقا خاصا "ده حتى الأتوبيس متأمن، أهو أنت راكب صفيحة حمياك، لكن أنا مفيش آمان ليا، محلتيش غير خوذة، وحرص نابع من خوف دايم".

صورة 5

لكن رغم حزن أحسه كل من وصله الخبر، أطلق البعض أسئلة على الشباب، أبرزها: "أنتوا ليه بتنزلوا على الطرق السريعة؟"، لكن الرد عند هبة جاهز وسريع: "إحنا ناس بتركب عجل، بهدف التمرين، عشان كده بيكون ضروري نطلع على طرق فاضية من الزحمة والمطبات لمدد طويل قد تتجاوز ٥ و٦ ساعات.. وده من المستحيل توفيره في طرق داخلية".

صورة 6

في العام 2014، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة، تدعو لاستبدال العجل بالمواصلات والسيارات، وظهر في أكثر من مناسبة يستقل العجلة خصوصا في مدينة شرم الشيخ، لكن هبة لا تعتقد أن المبادرة انعكست إيجابيا على الطريق أو على مستقلي السيارات. ورغم علمها بتلك الطرق حديثة الإنشاء، والتي يخصص لبعضا منها مساحات آمنة للعجل، إلا إنها تقول: "الطرق مش ممهدة حتى الآن، وكمان مسافات أقصر من اللي إحنا محتاجينها".

صورة 7

فيديو قد يعجبك: