إعلان

رغم معاناتها من ضعف السمع.. حياة مريم مُلونة بـ"الرسم"

01:15 م الثلاثاء 12 نوفمبر 2019

مريم محمد تعاني من ضعف السمع وتقيم معارض للرسم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

لم يمنع ضعف سمع مريم محمد من تنمية موهبتها، أحبّت الفتاة الرسم منذ صغرها، أغوتها درجات الألوان المتنوعة لتستكشف ذلك العالم، شجّعتها والدتها "اشترت لي كراسة رسم وألوان"، وتعلّمت الرسم على يدِ عمتها وزوجها.

كانت قد نشرت مبادرة "صوتك ونس" المعنية بنشر الأمل بين الصم وضعاف السمع، رسومات الشابة مريم، كأحد النماذج المشرفة.

1

عانت مريم من مشكلة فقدان السمع منذ طفولتها، وحتى سنوات عمرها الواحدة والعشرين تُحاول بناء جسر التواصل بينها وبين الناس "ببقى عايزة أفهمهم وهما يفهموا كلامي"، ترتدي الفتاة سماعة الأذن لتُعينها على التواصل، وبالرغم من أنها كانت تتعلم داخل مدرسة خاصة للصم وضعاف السمع في المرحلة الإعدادية "اكتشفت أنهم كانوا بيضحكوا عليّ عشان السماعة"، لأنها كانت الوحيدة التي ترتدي السماعة، بينما البقية يُعانون من الصم، صحيح أنها تضايقت من ذلك، لكنّ مع الوقت صارت سماعة الأذن شيئا عاديا "زيها زي النضارة".

2

وتُعرّف منظمة الصحة العالمية ضعف السمع أنه عدم القدرة على السمع مثل شخص له سمع عادي، وقد يكون فقدان السمع خفيفاً أو متوسطًا أو شديدًا أو عميقًا، وإذا كان الشخص لا يسمع إطلاقًا فهو مصاب بالصمم.

تبدو رسومات مريم ذات الواحد وعشرين عامًا جميلة، ملامح شخصياتها واضحة، وتنبأ عن موهبة تحتاج للرعاية، وهو ما تفتقده، فلا يوجد بمحيطها سوى أهلها الذين شجعوها، لكنّ ذلك غير كافي "بقيت أدور على النت وأطوّر نفسي عشان أوصل لأحسن أداء"، تستخدم مريم في الرسم قلم الرصاص والفحم بدرجاته وألون المياه والزيت وألوان الخشب الباستيل، كما تُحب رسم البورتريه والحيوانات.

3

ووفقًا لإحصائية تابعة للأمم المتحدة فإن عدد الصم والبكم في مصر يبلغ نحو 7.5 مليون نسمة، بينما يصل عدد الصم والبكم في العالم حوالي 360 مليون شخص، أي نحو 5% من سكان العالم.

تخرّجت مريم من مدرسة ثانوية للصم وضعاف السمع، لكنها لم تجد اهتمامًا يُولّى مادة الرسم، ورغم الشغف بداخلها "كانت المدرسة تدخل الحصة وتمسك الموبايل، ودي كانت حاجة بتضايقني ونفسيتي تعبت"، وحتى بعيدًا عن مادة الرسم لم تتعلم مريم جيدًا "كنت بتعلم برة المدرسة وكنت بروح دروس تخاطب عشان أفهم وأعرف أتعامل".

4

بعد انتهاء مريم من الدراسة الثانوية بقريتها "دقادوس"، الواقعة في محافظة الدقهلية، تمنّت إكمال دراستها بكلية الفنون الجميلة، بجامعة المنصورة، غير أن خوف أهلها في السكن بعيدًا منعها من ذلك "خايفين عليا أتصرف ازاي لوحدي"، لكنها تؤكد في حديثها "أنا خلاص مبقتش أخاف زي الأول".

تُحاول مريم التطوير من نفسها طيلة الوقت، ومؤخرًا اشتركت في معرض فني تابع لقصر ثقافة ميت غمر، وسعدت كثيرًا حين حصلت على شهادة تقدير، غير أن أكثر ما يشعرها بالنشوة حين يطلب أحد أفراد عائلتها بورتريه من صنع يديها.

5

رغم ضيق الواقع لكن أحلام مريم مداها السماء، تتطلع الفتاة لأن تصبح مصممة في أي من المجالات الفنية "أزياء أو شنط أو إكسسوارات"، يعترض طموحها العالي عدم وجود فرصة باستثناء "إني أتعلم كروشيه لكن أنا مش عايزة ده".

رغم ما تقابله مريم من تثبيط غير أنها لم تتوقف، حيث تشارك في قصر الثقافة بمدينتها، تقضي أوقاتها في تطوير موهبتها "الرسم بالنسبة لي حياة".

6

فيديو قد يعجبك: