إعلان

الأولى على الثانوية العراقية لـ"مصراوي": "أي نجاح ما بيهون الحرب"

01:29 م الأحد 06 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - فايزة أحمد:

الجيش العراقي في الشمال يعلن استعداداه لاستعادة "تلعفر" من تنظيم "داعش" الذي استولى عليها منذ ثلاث سنوات خلت، زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر في وسط بغداد، يطالب بإشراف الأمم المتحدة على الانتخابات البرلمانية، وسائل الإعلام تتداول استغاثة لفتاة ألمانية تريد العودة لبلادها عقب انضمامها للتنظيم بالعراق، بينما كانت الطالبة "آمنة رضا" في الجنوب بمحافظة "النجف" على وجه الخصوص تترقب معرفة نتيجتها بالشهادة الثانوية بمزيد من القلق والتوتر.

حاول أبناء خالة "آمنة" عبثًا تخفيف هذه اللحظات عنها باصطحابها إلى زيارة ضريح "الحسين"، تلك العادة التي حرصت عليها قبل وأثناء وبعد بدء امتحاناتها، وفي طريق عودتهم إلى المنزل تلقى زوج خالتها اتصالًا هاتفيًا تسبب في انفراجة أساريره، ليتلفت إليها قائلًا: "مبروك آمنة الأولى على العراق".

زغاريد ومباركات وعناق انهال على "آمنة" الذي ألجم الخبر لسانها "ما كنت مصدقة النتيجة وضليت ساكتة"، إلى أن وصلت منزلها لتجد احتفالًا من نوعٍ آخر "لما أرجعنه للبيت كان خواتي مزينات البيت ومشتريات حلويات.. فلما دخلت صرن يرشنها عليّ.. وكلنا بقينا نبكي ونضحك و نقفز.. كانت لحظات كتير حلوة".

99.9% مجموع ما حصلت عليه "آمنة"، نتيجة مجهود كبير ساعدها فيه أسرتها المكونة من خمسة أفراد والذين حرصوا على توفير أجواء هادئة لها داخل المنزل "كانوا دائما يتكلمون بصوت هادي والتلفزيون دائما صوته واطي، وكانوا يساعدوني بالدراسة لما احتاج شيء".

منذ أن بدأت الطالبة التي تصغر أختيها، الدراسة هذا العام، كان لديها هدفًا واحدًا وضعته نصب أعينها "هدفي واحد أبقى من الأوائل والحمد لله طلعت الأولى على العراق"، لكنها لم تُفصح لأحد عن هذا الهدف "خليته بداخلي لأنه ممكن يسبب لي غرور اذا أتكلم عنه والحمد لله حققته".

كان لبعد "النجف" عن الحرب الدائرة بباقي محافظات العراق، أن يساعد طالبة مدرسة "القمة الأهلية المشتركة"، على التحصيل بكثافة برغم صعوبة الدراسة "بفضل القوات الأمنية قدرت استثمر كل وقتي بالدراسة طول السنة حتى وإني رايحة للمدرسة بالسيارة، وحبيت الدراسة وأحببت نفسي بيها".

استغلت الطالبة التي تبلغ من العمر (18عامًا) الأمن الذي يعم مسقط رأسها في التركيز في التفاصيل وطرح العديد من الأسئلة على المعلمين الذين كانوا دائمًا حريصين على الإجابة على هذه الأسئلة؛ لثقتهم بها وبذكائها الذي ظهر من خلال "كنت دقيقه جدًا في دراستي وأهتم بالتفاصيل وأحرص على فهمي لكل المعلومات".

اختلفت في كل شيء عن زملائها، لكنها اشتركت معهم في حالة الفتور التي كانت تنتابهم من آن إلى آخر خلال العام الدراسي، الأمر الذي جعلها تتبع حِيل عدة من أجل التغلب عليها "دائما كنت أغير مكان دراستي لكي تتجدد نفسيتي، وكنت باستمرار أردد لنفسي إنني أحب الدراسة والمواد لحد ما صرت ما أشعر بالملل منها".

بالرغم من أن "آمنة رضا" لم تستطع تنظيم وقتها بشكلٍ دقيقٍ، إلاّ أنه كان هناك شيئًا واحدًا يجعلها عازمة على النجاح وتحقيق هدفها، وهو ما يحرزه الجيش العراقي من انتصارات خلال معاركه ضد "داعش"، تلك المعارك التي تابعتها عن كثب منذ يومها الأول "طبعًا كنت متابعة؛ لأن هذا وطني وروحي.. والحمد لله قدروا يحررون الموصل".

تستعد "آمنة" للالتحاق بكلية "الطب" بجامعة الكوفة، لطالما حلمت بهذا منذ الصغر "بصراحة لأنها أعلى كلية، واني أحب أتعلَّم عن جسم الإنسان والمعجزات اللي الله خلقها به"، لم تتوقف أسبابها للالتحاق بهذه الكلية عند هذا الحد وإنما "فضلًا عن أني أريد أن أرفع علم العراق في كل مكان بروح وبتفوق فيه.. وإن شالله بقدر أخدم بلدي".

لدى "آمنة" شعورًا مختلطًا تجاه العراقيين الذين قدموا التهاني والمباركة على نجاحها، في ظل ما يعانوه من حرب ضروس في الوقت الراهن "كنت بتمنى أن نجاحي يهون على كتير ناس المعاناة"، لكنها على يقين "ما أتصور شيء يهون على أم ابنها انقتل ومتدري وين جثته أو على أيتام فقدوا أبوهم شهيد بالجبهة أو على ياللي خسر أيده أو رجله أو صار به شظيه أثناء الحرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان