قصة الأشقاء الثلاثة في شقة سيدي بشر.. مرض وعزلة تنتهي بمأساة
كتب : محمد البدري
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
الإسكندرية – محمد البدري:
قال مصدر مسؤول بمديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، إن الإدارة تلقت بلاغًا بشأن وجود 3 أشقاء يعانون من اضطرابات ذهنية داخل شقة سكنية بمنطقة سيدي بشر، وعلى الفور تم إرسال أخصائي نفسي من الإدارة لفحص الحالة ميدانيًا.
وأوضح المصدر أن الفحص أظهر أن الأشقاء الثلاثة يعانون من أمراض عقلية مزمنة، وليسوا من ذوي الإعاقة الذهنية، وهو ما يجعلهم خارج نطاق اختصاص مؤسسات التثقيف الفكري التابعة للتضامن.
وأضاف المصدر أن الأخصائي نبه على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية لإيداعهم مستشفى الأمراض العقلية المختصة، وذلك عن طريق النيابة العامة، باعتبارها الجهة المخولة قانونًا بإصدار قرارات الإيداع في مثل هذه الحالات.
وأكد أن المديرية تتابع البلاغ وتنسق مع الجهات المعنية وفقًا لما يتيحه القانون، مشددًا على أن مؤسسات الرعاية التابعة للتضامن غير مؤهلة لاستقبال حالات الأمراض العقلية التي تتطلب إشرافًا طبيًا متخصصًا.
وفاة أحد الأشقاء بعد يومين من الاستغاثة
وكان سكان برج المعز رقم 31 بسيدي بشر قبلي، وجهوا استغاثة للجهات المعنية لإنقاذ الأشقاء الثلاثة الذين كانوا يعيشون بمفردهم داخل شقة سكنية، دون طعام أو شراب أو رعاية طبية، عقب حبس والدتهم التي كانت تعاني من اضطرابات نفسية وأشعلت النار في إحدى شقق العقار والمصعد، ما تسبب في تلفيات جسيمة.
وأكد الأهالي وفاة أحد الأشقاء الثلاثة داخل الشقة بعد يومين من تداول الاستغاثة، وذلك عقب تدهور حالته الصحية، وسط حالة من الحزن والقلق على مصير الشقيقين الآخرين.
شهادات الجيران
وفقًا لشهادات سكان العقار، فإن الأشقاء الثلاثة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين، ويعانون من أمراض نفسية وجسدية مزمنة.
يوضح "محمد نور" أحد السكان، أن الأشقاء ظلوا محبوسين داخل الشقة لأيام دون طعام أو شراب أو أدوية، وإن سلوك أحدهم العدواني حال دون تدخل الأهالي بشكل مباشر.
وقال: "حاولنا التواصل مع المسؤولين لنقلهم إلى مستشفى المعمورة للطب النفسي، لكن لم نتمكن من الوصول لحل، أبلغنا الجهات المختصة، وتواصلنا مع مستشفيات ودور رعاية، ولكن لم يتم استقبالهم."
وأشار إلى أن أحد الأشقاء كان يقوم بتكسير الحوائط، واعتدى أكثر من مرة على سيدات داخل العقار، مما أثار مخاوف السكان من استمرار وجودهم دون إشراف طبي، مؤكدًا في الوقت ذاته حرص الأهالي على سلامتهم وسلامة المحيطين بهم.
مطالبات بالرعاية
وطالب سكان العقار بسرعة نقل الشقيقين المتبقيين إلى مستشفى متخصص أو دار رعاية مؤهلة، حفاظًا على حياتهم وصحتهم النفسية والجسدية، مع التأكيد على أهمية إيجاد حل يضمن سلامتهم في إطار الإجراءات القانونية والطبية المعمول بها.