إعلان

طبيب أطفال المنيا: واجهنا قاتلًا كيميائيًا لا يظهر بالتحاليل (فيديو وصور)

كتب : مصراوي

11:34 م 24/07/2025 تعديل في 25/07/2025

الدكتور محمد إسماعيل عبد الحفيظ

تابعنا على

المنيا - جمال محمد:

بعد أسابيع من الغموض الذي أحاط بالمأساة، بدأت خيوط لغز الوفيات المتسلسلة لستة أطفال أشقاء في محافظة المنيا تتكشف. إذ أشارت مصادر طبية رفيعة المستوى إلى فرضية قوية بأن سبب الوفاة هو التسمم بمادة كيميائية نادرة شديدة الخطورة، لا يوجد لها ترياق معروف عالميًا حتى الآن، مما يفسر عجز الفرق الطبية عن إنقاذهم.

كشف الدكتور محمد إسماعيل عبد الحفيظ، أستاذ علم السموم بكلية الطب في جامعة المنيا والمشرف المباشر على الحالتين الأخيرتين، أن الأعراض التي ظهرت على الأطفال، وكذلك على والدهم الذي لا يزال يتلقى العلاج، تتطابق مع التسمم بمادة "كلورفينابير" (Chlorfenapyr).

وأوضح، في لقاء أجراه مع مصراوي، أن هذا الاستنتاج جاء بعد مشاورات مكثفة مع خبراء السموم في جامعتي الإسكندرية وعين شمس، ومقارنة الحالة بحالات نادرة سابقة.

وأكد الدكتور إسماعيل أن واحدة من أكبر تحديات هذه القضية كانت عدم القدرة على كشف المادة السامة في التحاليل المخبرية التقليدية للدم، وهو ما يتماشى مع خصائص "الكلورفينابير".

وأضاف: "على مدار أكثر من 35 عامًا في مهنة الطب، لم أشهد حالة بهذه الغرابة والتعقيد، حيث كانت الوظائف الحيوية للضحايا تبدو مستقرة في البداية قبل أن تتدهور بشكل مفاجئ ومميت، بدءًا باضطراب في ضربات القلب وانتهاءً بتوقف تام لعضلة القلب".

تسلسل الأحداث المأساوي

بدأت المأساة بوفاة أربعة أشقاء تباعًا، وسط شكوك أولية حول إصابتهم بالتهاب السحائي، وهي الفرضية التي استبعدتها وزارة الصحة لاحقًا في بيان رسمي لعدم تطابق الأعراض. ورغم نقل الشقيقتين المتبقيتين، رحمة (12 عامًا) وفرحة (14 عامًا)، إلى المستشفى تحت الملاحظة الدقيقة، إلا أنهما لحقتا بأشقائهما الواحدة تلو الأخرى، على الرغم من خضوع إحداهما لعمليات غسيل كلوي متخصصة في أسيوط.

ما هو سم "الكلورفينابير"؟

"الكلورفينابير" هو مبيد حشري وآكاري (مبيد للعناكب) يُستخدم في الزراعة لمكافحة مجموعة واسعة من الآفات. تكمن خطورته في آلية عمله الفريدة؛ فهو لا يهاجم الجهاز العصبي مباشرة كمعظم المبيدات، بل يعمل على تعطيل عملية إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم (Mitochondria)، مما يؤدي إلى فشل خلوي شامل وموت الأنسجة، وهو ما يجعله قاتلًا صامتًا يصعب رصده وعلاجه.

وفيما تستمر التحقيقات الرسمية لتحديد مصدر تعرض الأسرة لهذه المادة، أشار أستاذ السموم، في حديثه لمصراوي، إلى أن وجود المبيدات الحشرية في منازل المزارعين بالقرى أمر شائع، مرجحًا أن يكون التعرض قد حدث عن طريق الخطأ.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت في وقت سابق استقرار الوضع الصحي العام في القرية وخلوها من أي أمراض وبائية بعد فحص عينات متعددة من المياه والمنازل.

اقرأ أيضاً...

"فرحة" ماتت.. القصة الكاملة لرحيل ستة أشقاء صغار فى المنيا -صور

الحزن ينهش جسد والد أطفال المنيا.. ونقله لمستشفى أسيوط

بيان جديد من الصحة بشأن واقعة وفاة 5 أطفال بالمنيا

"رحمة" تلحق بأشقائها الأربعة.. تسلسل زمني لمأساة هزت المنيا

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان