إعلان

عزيزة السيناوية.. حكاية سيدة بدوية ضربت أروع الأمثلة في حرب أكتوبر (صور)

كتب : رضا السيد

11:21 ص 03/10/2025

تابعنا على

جنوب سيناء - رضا السيد:

في رحلة استعادة سيناء إلى حضن الوطن، تتجلى ملاحم البطولة في قصص أبناء القوات المسلحة وأبناء البدو الذين ساهموا بجهودهم وتضحياتهم قبل الحرب وأثناءها وبعدها، ليكتبوا صفحات مشرقة من الوطنية والصمود.

ولعبت السيدة السيناوية دورًا بارزًا خلال هذه المعركة لتؤكد أن الوطنية تجري في دماء جميع المصريين دون النظر إلى العرقية. وفي الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر.

وخلال السطور التالية نستعرض بطولات إحدى السيدات البدوية التي ضربت أروع الأمثلة في البطولة، مؤكدة أن المرأة المصرية مستعدة للتضحية من أجل الوطن بكل بسالة وشجاعة. وهي المجاهدة عزيزة جمعة عواد، من قبيلة القرارشة بمدينة طور سيناء، والتي تبلغ من العمر 60 عامًا.

وقالت المجاهدة عزيزة جمعة، إن مصر مرت بفترة عصيبة خلال احتلال سيناء، وكانت هذه الفترة تستوجب تعاون الجميع لاستعادة كل شبر من أرض سيناء إلى السيادة المصرية، كي يرفع كل مصري رأسه أمام العالم. وأضافت أن بدو سيناء كانوا خلف القوات المسلحة أثناء التحضير للحرب وأثناء المعركة، وما زالوا معهم لحماية الحدود الشرقية.

وأوضحت "عزيزة" أن السيدة البدوية لعبت دورًا هامًا في معركة النصر، مؤكدة أنها تربت في أسرة مجاهدة سقط منها شهداء وأسر بعضهم، فالأب كان مجاهدًا وصديقًا للرئيس الراحل عبد الناصر، وعمها وأخواتها كانوا فدائيين، لذا تعلمت الوطنية منذ صغرها ولم تتردد لحظة في المشاركة في المعركة الحاسمة.

وأكدت "عزيزة" أنها لم تتجاوز الـ15 عامًا عندما طلب منها ابن عمها توصيل رسالة للقوات المسلحة، فرحَت كثيرًا لكونها ستسير على درب قبيلتها المجاهدة، ولم تتردد في اقتحام عالم المخاطرة. وخلال نقل الرسالة فوجئت بوجود لجنة تفتيش من العدو، لكنها تمكنت من إخفاء الرسالة في فمها، مستغلة معرفة العدو بأن السيدات البدوية لا يتحدثن مع الغرباء، ونجحت في أول مهمة لها.

وأضافت "عزيزة" أن هذه التجربة كانت دافعًا لها لتصبح إحدى المجاهدات، واستمرت في توصيل الرسائل بين المجاهدين البدو والقوات المسلحة، رغم مرورها بلحظات صعبة، منها رحلة عبر البحر على قارب كادت أن تغرق فيه بسبب الدوار، لكنها أصرت على إيصال الرسالة.

وأشارت "عزيزة" إلى أن أختها "جليلة" وبنات عمومتها كنّ شريكات في الكفاح، مؤكدة أن الجهاد لم يكن حكرًا على الرجال، بل شاركت فيه النساء رغم العادات الصارمة، ليكون الهدف النبيل تحرير سيناء.

وعن والدها الشيخ جمعة عواد، قالت "عزيزة"، إنه كان مجاهدًا شجاعًا، فتح بيته للمجاهدين والجنود، ونقل الجنود الذين تاهوا بعد نكسة 1967، وقدم معلومات للقوات المسلحة عن طبيعة سيناء، وغرس الوطنية في أبنائه وشجعهم على القيام بدورهم الوطني.

ولفتت "عزيزة" إلى أن عائلتها كلها كان لها دور في معركة النصر، وأن كل بيت في سيناء ولد فيه مجاهد ضحى بدمائه من أجل عودة سيناء لمصر.

جدير بالذكر أن الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، حرص على تكريمها خلال الاحتفالية التي نظمتها المحافظة بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، لتكريم أسر الشهداء والمجاهدين.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان