قلاع الوادي الجديد: شبكة دفاعية لحماية طرق التجارة القديمة (صور)
كتب : مصراوي
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
الوادي الجديد - محمد الباريسي:
في الصحراء الغربية، حيث كانت طرق القوافل التجارية عرضة للهجمات، أقيمت شبكة دفاعية محكمة ضمت، بحسب الخبير الأثري بهجت أبو صديرة، مدير آثار الوادي الجديد السابق، أكثر من 15 قلعة وحصنًا. معظم هذه المنشآت، التي تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية، لا تزال جدرانها السميكة من الطوب اللّبِن شاهدة على تاريخ ممتد من الحماية والإمداد.
حصون المراقبة على الطريق الشمالي
يوضح "أبو صديرة" أن سلسلة الحصون تبدأ بـ "قصر الجب" الروماني، الذي شُيّد على تبة مرتفعة على بعد 45 كيلومترًا من مدينة الخارجة.
وُظف الحصن كنقطة مراقبة ومنارة إرشاد، وكان يمثل آخر مصدر للمياه في المنخفض. وقد تم بناؤه من الطوب اللّبِن بجدران بلغ سمكها 2.5 متر، ودُعمت أركانه بأبراج دائرية، وكان يتألف من ثلاثة طوابق تضم ست غرف مقببة لحامية الجنود.
بدوره، يشير الأثري محمد إبراهيم، مدير الآثار المصرية بالوادي الجديد، إلى "قصر السميرة" الذي يقع على بعد كيلومترين فقط ويعود للقرن الرابع الميلادي. يقع الحصن على درب الأربعين، وتبلغ مساحته 14 مترًا مربعًا بارتفاع 7 أمتار.
ويؤكد "إبراهيم" أن "الجب" و"السميرة" بُنيا كـ"توأمين دفاعيين" على الأرجح في القرن الخامس الميلادي، وأعاد الجيش التركي استخدامهما لاحقًا.
دمج الدفاع بالدين
لم تقتصر وظيفة هذه المواقع على الجانب العسكري. فبحسب "إبراهيم"، يحمل "قصر الغويطة" سمات دفاعية وطقسية معًا، حيث احتوى داخله على معبد مكرس لآلهة طيبة.
ويكمل الأثري محسن جابر، مفتش آثار الخارجة، الصورة بالإشارة إلى "قصر دوش"، وهو معبد بطلمي تم تحصينه بقلعة رومانية في القرن الأول الميلادي، و"قصر الزيان" القريب منه، وهو معبد لثالوث طيبة بُني بطلميًا وتم توسيعه في العصر الروماني.
حاميات عسكرية ومراكز إدارية
ويضيف "جابر" أن الشبكة الدفاعية تكتمل بمواقع مثل "قصر البرموني"، وهو قلعة رومانية مربعة مؤرخة بالقرن الثالث الميلادي، و"دير المنيرة"، وهي مستوطنة من القرن الرابع الميلادي.
ويوضح أن هذه المواقع استُخدمت كحاميات عسكرية ومراكز إدارية صغيرة ضمت بجانبها منشآت دينية ومخازن، لتؤكد أن وظيفتها كانت تشمل إدارة الموارد وإسناد الطرق.
خيط واحد يربط التاريخ
يختتم "جابر" حديثه بأن كل هذه المواقع يجمعها خيط تاريخي واحد هدفه إحكام السيطرة على أطراف مصر الغربية وتأمين خطوط الحركة والإمداد.
ويؤكد أن اختيار مواقع البناء على تلال مرتفعة، واستخدام الطوب اللّبِن والأبراج الركنية والغرف المقببة، حقق مزايا دفاعية وتخزينية في آن واحد، بينما تكشف الأنظمة المائية الجوفية عن مستوى هندسي متقدم.