إعلان

المحافظة تتحرك بعد سرقة المقاعد الرخام بحديقة "السوايسة 2" - القصة الكاملة (فيديو وصور)

08:44 م الثلاثاء 14 مارس 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

بدأت أعمال الصيانة والترميم للمقاعد بحديقة "السوايسة 2" الخور سابقا، والتي طالتها يد التخريب وسرقت بعض المصاطب الرخامية المثبتة عليها، وحطموا ما لم يخرج منها سليما، في واقعة غريبة شهدتها السويس.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات لقنوات إخبارية تداولوا صورا ذكروا في المنشورات نصا أنها "لكورنيش السويس القديم، واختفت القطع الرخامية الخاصة بمقاعد الممشى السياحي بعد أشهر من افتتاحه".

مغالطات وتشابه

بعد تداول الصور المنشورة، أنكر البعض صحتها، رغم أنها حقيقية، الأمر يكمن في التعليق المصاحب للصور، إذ ذكرت المنشورات المتداولة أنها لكورنيش السويس القديم، إلا أن أهل المدينة يعلمون جيدا أن الكورنيش المقصود لا يضم أي مقاعد رخامية.

جميع المقاعد المثبتة والموجودة بالكورنيش القديم جرى تنفيذها قبل عقود وهي من الكتل الخرسانية المكسوة بالطوب الفرعوني، والطوب الحراري ليست رخاما، كما أن في كورنيش السويس القديم يفصل سور حديد بين المياه وبين المقاعد، وليس مفتوحة على الماء كما ظهر في الصور.

ممشى النخيل

اتجهت أنظار آخرين إلى ممشى النخيل، وممشى أهل السويس، الأول جرى افتتاحه في أكتوبر الماضي، نفذته إحدى شركات القطاع الخاص بالتنسيق مع المحافظة دون أن تتحمل المحافظة أية تكاليف.

يتطابق تاريخ افتتاح ممشى النخيل زمنيا فقط مع المنشور المتداول، إلا أن موقعه جاء موازيا لطريق بور توفيق، أمام امتداد الكورنيش الجديد، وحديقة وممشى أهل السويس، إلا أن مقاعده بالرخام الأبيض ويد التخريب لم تمسه.

العاملون بالكافيهات والمطاعم المقامة على ممشى النخيل هم أكثر الناس حرصا على مظهره الجمالي.

آخرون قصدوا كورنيش السويس الجديد، وممشى الكورنيش وممشى أهل السويس إذ يلتقيان عند أول الكورنيش، تتشابه المقاعد الرخامية هناك مع الصور المتداولة، لكنها كانت سليمة لم تطلها أيادي التخريب.

مكان الصور

تلك الصور كانت لمقاعد حديقة " السوايسة 2" أو الخور وهي منطقة مفتوحة خضراء، مجاورة للكورنيش، تقع أمام مدرسة جمال عبد الناصر ومركز مصادر التعلم التابع لمديرية التربية والتعليم، بامتداد شارع بورسعيد، على مسافة تزيد عن كيلو متر من المواقع السابق ذكرها، وجرى افتتاح الحديقة في يوليو 2019 أي قبل 3 سنوات نصف وليس أشهرا كما ذكر المنشور المتداول.

الخور

قبل حفر القناة كان كورنيش السويس القديم هو ميناء المدينة، على مسافة قريبة منه أنشأ محمد على باشا قصره الذي كان مقرا لابنه إبراهيم يدير منه حملات الجيش المصري على الحركة الوهابية بالأراضي الحجازية، رست عليه السفن الحربية والتجارية، في ذلك الوقت قبل نحو قرنين من الزمان كان الكورنيش هي نهاية خليج السويس.

يقول أنور فتح الباب مدير إدارة جنوب السويس التعليمية سابقا والباحث في تاريخ السويس، إنه بعد حفر القناة ظلت تلك المساحة مفتوحة على مياه الخليج، خرجت منها رحلات الحجاج على قوارب صغيرة، حتى جرى إنشاء ميناء بور توفيق عام 1922 وأصبح هو الميناء الرئيسي بالمدينة وعتبة الحجاج المسافرين برا وبحرا، قبل إنشاء ميناء سفاجا بعقود.

يوضح فتح الباب أنه خلال عهد اللواء تحسين شنن محافظ السويس الأسبق "1986-1990" جرى فصل تلك المنطقة عن خليج السويس، وأصبحت متصلة بالمجرى الملاحي للقناة عن طريق خريرة مياه تمر أسفل 3 كباري تمثل مانعا لعبور أية عائمات صغيرة، ليتحول الكورنيش القديم إلى مفيض لمياه قناة السويس، بعد أن كان جزءا متصلا بالبحر.

تجميل وتطوير

على الضفة المقابلة للكورنيش القديم، تقع منطقة الخور كانت حتى عام 2018 مكانا للقمامة ومخلفات البناء وغير مستغله ، حتى طالتها يد التطوير نهاية ذلك العام، إذ ضمتها المحافظة في خطة التطوير والتجميل ضمن استعدادات السويس لاستقبال المجموعة الرابعة من كأس الأمم الأفريقية.

في 29 يوليو 2019، افتتح اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس، أعمال تطوير المنطقة لتكون متنفسا لأهالي ضاحية الأنصاري والهويس والمنطقة الخلفية من شوارع الطابية وتل القلزم بحي الأربعين، كانت أعمال التطوير بمشاركة مجتمعية وبتكلفة منخفضة

سرقة الرخام

يقول حسن خليل، موظفا بالمعاش مقيم بمنطقة الأنصاري المواجهة للخور إن المخربين واللصوص خلال الفترة الماضية تناوبوا على سرقة بلاطات الرخام التي استطاعوا رفعها، ساعدهم في تلك التكلفة المنخفضة للتنفيذ، إذ لم تشمل انشاءات المقاعد الرخامية وجود رباطات وحزام لتثبيت الرخام من الأسفل ولا كراسي طوب مدعمة بالأسمنت لزيادة التثبيت، بل اقتصر الأمر في بعض المقاعد على استخدام مادة لحام الرخام فقط كما وضح ذلك في المقاعد التي نزع عنها السطح الرخامي.

وتابع حسن خليل أن وقائع السرقة لم تحدث في يوم وليلة أو حتى أسبوع، بل على مدى عدة شهور يستدل على ذلك من المخلفات والأكياس وبقايا المسليات داخل جوانب المقاعد بعد خلع الرخام، بجانب آثار أخرى لحرائق صغيرة في تجويف المقاعد تركت خلفها سوادا على الطوب من الداخل.

بعض المقاعد كانت سليمة، يقول مصطفى غريب من أهالي شارع عبد الخالق ثروت إن كافتريا تتوسط حديقة الخور كانت تفتح أبوابها لخدمة المترددين على الحديقة، زودها صاحبها بكاميرات مراقبة خارجية، وأن أعمال السرقة لم تطل ألواح الرخام على المقاعد التي تظهرها الكاميرات، بينما وقعت السرقات في المقاعد خلف موقع الكافتيريا.

تدخل سريع

قال الدكتور عبد الله رمضان نائب محافظ السويس، إن هناك مغالطات وتداخلا بين ممشى أهل السويس المواجهة لضاحية حوض الدرس والمطل على خليج السويس، وبين حديقة السوايسة 2 المقصودة بتلك الصور المتداولة.

وأوضح أن ممشى أهل السويس جرى تنفيذه بطول 1300 متر على مساحة 100 ألف متر مربع، وجرى افتتاحه بحضور شعبي في احتفالات العيد القومي للسويس أكتوبر 2021 بتكلفة 16.7 مليون جنيه.

وأكد الدكتور رمضان أن المحافظ اللواء عبد المجيد صقر وجه أمس بترميم وصيانة للحديقة، ركزت في الأساس على المقاعد الرخامية وتشمل أعمال الكهرباء والتشجير، وإعادة المنظر الجمالي للحديقة.

وأضاف أن أعمال الصيانة بدأت صباح اليوم الثلاثاء، وجرى ترميم وصيانة جميع المقاعد لتصبح أكثر صلابة واستدامة، لا سيما مع قرب حلول شهر رمضان إذ يقبل أهالي الضواحي السكنية القريبة على الحديقة لتناول إفطارهم في الهواء الطلق أمام المسطح المائي للكورنيش.

ونشر موقع مصراوي على صفحته بالفيسبوك بث مباشر لأعمال الترميم التي جرت بالمنطقة، وصيانة أعمدة الانارة، بحديقة السوايسة 2، ظهر خلالها موقع الحديقة والمسطح المائي المواجه لها وموقعها من كورنيش السويس القديم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان