إعلان

حي الكيلاني بطور سيناء.. هنا وقف اليونانيون مع المصريين ضد الاحتلال- صور

12:35 م الأربعاء 03 أغسطس 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد:

يعد حي الكيلاني بمدينة طور سيناء أقدم أحياء المدينة، بل كانت المدينة بأكملها لا تتعدى هذا الحي الذي يقع على البحر مباشرة، وسمي الشاطئ المقابل له باسمه.

أما سكان الحي فكانوا يونانيون قدموا إلى مدينة الطور خلال رحلة حجهم لدير سانت كاترين واستوطنوا بالحي، وعملوا في التجارة والصيد، وانخرطوا مع سكان المنطقة من بدو جنوب سيناء، حتى أصبحوا وأحفادهم من أبناء جنوب سيناء.

بنى اليونانيون المنازل من أحجار الدبش وحجارة الشعاب المرجانية، المنزل لا يتعدى الطابقين جرى تسقيفه من الأخشاب، والشرفات من الأخشاب، والنوافذ والأبواب على الطراز القديم، ويضم عددًا من الحجرات الواسعة، وصالة واسعة وحمام، بعضها تحول إلى أطلال والبعض الآخر ما زال يحتفظ بشكله من الخارج.

وتضم المنطقة كنيسة أثرية ومسجد الكيلاني الأثري، ولكنها أصبحت منذ سنوات غير مأهولة بالسكان واعتبرتها وزارة الآثار منطقة أثرية وجرى غلقها.

المهندس موسى نيقولا جريجوري، مصري من أصل يوناني يعود للطائفة اليونانية التي استقرت بمدينة الطور بحي الكيلاني، قال إنه من مواليد عام 195، ويبلغ من العمر الآن 68 عامًا، ورغم أنه من أصل يوناني إلا أنه يعتبر مصر موطنه، ومدينة طور سيناء بلده التي يعشقها، مؤكدًا أنه عاش بها على مدار فترات عمره السابقة، وتقلد عدة مناصب قيادية بالمحافظة، فقد شغل منصب سكرتير مجلس مدينة نويبع، ثم رئيسًا لحي الطور الجديد ثم مديرًا للإسكان بمجلس مدينة الطور حتى أحيل للمعاش.

وأوضح "موسى" في تصريح لـ"مصراوي"، أن البحارة اليونانيين قدموا إلى سيناء وتحديدًا مدينة الطور منذ نحو 150 عامًا فأعجبوا بها، وفضلوا بناء مساكنهم في منطقة قريبة من البحر لكونهم كانوا يعملون في التجارة وصيد الأسماك، وأطلقوا على هذه المنطقة حي الكيلاني، وشيدوا المنازل من حجارة الشعاب المرجانية والدبش "الحجر الجبلي" على الطراز المصري اليوناني، وانخرطوا مع بدو المنطقة الذين كانوا يفضلون العيش في الخيم البدوية، وتعايشوا معًا في سلام حتى أصبح الحي يضم اليونانين وبدو سيناء، وأطلق عليه حي الكيلاني نظرًا لوجود مسجد الكيلاني القديم الذي يعد أثريًا، والكنيسة الأثرية.

وأضاف أن أجداده أكدوا له أنهم عاشوا مع أهل سيناء في أمان وطمأنينة، وأصبحوا نسيجًا واحدًا، حيث تعلم اليونانيين من البدو الحرف اليدوية، وتعلم البدو منهم الصيد والتجارة، وكانوا يتبادلون الزيارات في كافة المناسبات الوطنية والدينية، كما كافحوا مع أبناء سيناء ضد المحتل الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه جرى تهجيرهم خلال الحرب مع المحتل الإسرائيلي، وعادوا إلى موطنهم مدينة الطور عقب نصر أكتوبر المجيد، ولكنهم عادوا إلى المنازل الجديدة التي جرى إنشاؤها من الدبش الجبلي، وأطلق عليها حي الدبش، وجرى وضع منطقة حي الكيلاني تحت تصرف الآثار، وقامت البعثة اليونانية بأعمال التنقيب والحفريات بها، ولكن مازالت الكنيسة التي توجد بالحي تفتح أبوابها لمسيحيي مدينة الطور، واليونانيين القادمين لزيارة الكنيسة وزيارة دير سانت كاترين، كما جرى بناء مسجد الكيلاني الجديد في مواجهة مسجد الكيلاني القديم، نظرًا لانجراف مياه البحر به.

وأكد أن العائلات اليونانية اندثرت بمدينة الطور، وما تبقى منهم أصبحوا مصريين من أبناء سيناء، لافتًا إلى أن أشهر العائلات اليونانية التي عاشت بالطور واندمجت مع سكانها هم عائلة "باراميلي" وكبيرهم الخواجة "وسيلي"، وعائلة "يني وجريجوري وبولس" وعائلة "ماركاكي"، لافتًا إلى أن مدينة الطور أصبحت ضم أكثر من 15 حيًا الآن.

فيديو قد يعجبك: