إعلان

لماذا فشلت الإسكندرية في أول اختبارات الشتاء وغرقت في أمطار المكنسة؟

02:16 م الأربعاء 24 نوفمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية– محمد عامر:

شلل تام بالطرق الرئيسية، الشوارع تحولت لبرك وبحيرات، سيارات وأتوبيسات نقل عام تغمرها المياه.. هكذا تسبب هطول الأمطار لنحو ساعتين في غرق المدينة الساحلية وتوقف تام لحركة الحياة والعمل والمدارس.

أين ذهبت الاستعدادات للأمطار؟.. لماذا غرقت المدينة مرة أخرى؟.. هل كانت الأمطار مفاجئة؟.. أسئلة عديدة شغلت الرأي العام وأهالي الإسكندرية، وسط حالة من الغضب والحزن على الحال الذي باتت عليه عروس البحر المتوسط.

ماذا حدث؟

تتعرض الإسكندرية لـ 18 نوة على مدار فصل الشتاء، بينها 11 نوة تعد الأكثر قوة وضراوة، أولها "نوة المكنسة" التي تبدأ في 16 نوفمبر من كل عام.

وعلى غير عادتها تأخرت "المكنسة" عن موعدها لتبدأ مساء الجمعة الماضي، مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح شمالية غربية أوقفت حركة الصيد.

3 أيام لم يتوقف هطول الأمطار بشكل متقطع إلا أنه بدءًا من التاسعة والنصف صباح يوم الاثنين الماضي وحتى الثانية عشر ظهرًا- ساعتين ونصف- هطلت سيول وأمطار دون انقطاع.

ووفقًا لشركة الصرف الصحي بالإسكندرية، تقدر كمية الأمطار التي سقطت على أحياء المدينة خلال الساعتين ونصف المشار إليهما بأكثر من 2 مليون متر مكعب، ما أدى لغرق الشوارع وشلل تام بحركة المرور.

أرقام مهمة

ينتشر في شوارع الإسكندرية 94 ألف مطبق وأكثر من 38 ألف شنيشة، لتصريف مياه الأمطار، جرى تطهيرها بواسطة الأحياء والصرف الصحي قبل موسم الشتاء- بحسب المحافظة.

وتستوعب محطات الطلمبات والصرف الصحي حوالي 1.9 مليون متر مكعب من المياه فقط- بالكاد تكفي تصريف فضلات السكان- إلى جانب بعض المصبات التي يجري تجهيزها.

يوجد 103 نقاط ساخنة تتجمع فيها المياه كل شتاء لوجود مشكلات مزمنة بها- ما يستلزم نشر سيارة جاهزة في كل نقطة منها، لسحب مياه الأمطار فور هطولها.

وبحسب بيان صادر عن محافظة الإسكندرية، في أكتوبر الماضي، جرى تنفيذ 36 مشروعًا بتكلفة 18 مليون جنيه، لحل مشاكل تراكم مياه الأمطار بالمناطق الساخنة.

وتسببت الأمطار والطقس السيئ في حدوث انهيارات بـ 6 عقارات قديمة بمناطق "الجمرك، اللبان، العصافرة، مينا البصل، المنسية، وذلك دون سقوط ضحايا أو مصابين.

مصبات مغلقة

"كنا بنفرح بالنوات منذ سنوات ولكن بعد التغيرات المناخية وزيادة كمية الأمطار أصبحت النوات عبئًا على شبكة الصرف الصحي".. هكذا قال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، مضيفًا: "نعتذر لأهالي الإسكندرية وشكرا لهم لأنهم تحملونا".

وأضاف "الشريف"، أن عمليات التطوير في الإسكندرية منذ 15 عامًا أدت إلى إغلاق بعض الشنايش ومصبات الأمطار على طريق الكورنيش، ما أدى لتراكم المياه والشلل المروري.

وأشار المحافظ إلى أنّ المحافظة تستعد لموسم الأمطار منذ أربعة أشهر، إلا أن موجة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها المحافظة كانت أكثر من التوقعات.

3 أسباب

وفي بيان رسمي، كشف اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، عن 3 أسباب وراء غرق شوارع المدينة- بخلاف الأمطار غير المتوقعة- بحسب وصفه.

وتتضمن تلك الأسباب عدم قدرة الشبكة والمحطات على استيعاب كمية الأمطار الغزيرة بالإضافة إلى الفضلات الآدمية "الصرف الصحي"، فضلًا عن البناء العشوائي الأفقي والرأسي غير المخطط.

بينما أوضح نافع، أن السبب الثالث هو خطورة زيادة مناسيب المصارف إذا جرى تصريف مياه الأمطار مباشرة- أماكن تخلص محطات المعالجة- على بعض القرى المجاورة.

مخطط مشوه

أما النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، فوصف المخطط العمراني في الإسكندرية بأنه "مشوه" منذ سنوات، ما سبب انهيار الشبكات القديمة.

ولفت إلى أن بعض الشوارع عرضها 5 أمتار، فيها أبراج بها 20 طابقًا، معتبرًا أن الحل هو إعادة تفريغ الكتلة السكانية في الإسكندرية خلال الـ5 أو الـ10 سنوات المقبلة.

وأضاف رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أنه لابد من وقف البناء داخل المحافظة، ونقل السكان من داخل العقارات المخالفة للمدن الجديدة في الإسكندرية.

194 ألف مخالفة

ووفقًا لوزارة التنمية المحلية، يقدر عدد مخالفات البناء التي شهدتها الإسكندرية من شهر يناير 2001، حتى الآن بحوالي 194 ألف و905 مخالفة.

وتتنوع هذه المخالفات بين بناء بدون ترخيص وتجاوز في ارتفاع المباني بدون ترخيص ومخالفة خط التنظيم "بناء على أراضى غير مخصصة للبناء".

فيديو قد يعجبك: