إعلان

"الأسطى سحر".. أم بدرجة ميكانيكي "توكتوك" أوصلت ابنتها للماجستير (صور)

09:49 م الإثنين 17 فبراير 2020

كفر الشيخ - إسلام عمار:

مهنة غريبة على النساء الشرقيات اختارت سحر زعير خوض غمارها قبل أربعة أشهر، فأجادتها حتى لُقبت في مدينتها دسوق بـ"الأسطى أم مودي"، ونالت عليها إشادات من أهالي منطقتها الذين رأوا فيها حرفية لا تقل عن الرجال في ميكانيكا "التوكتوك".

انفصلت "سحر" عن زوجها، وقررت أن تتكفل هي بإعالة أبنائها الثلاث، فكان مجال "صيانة التوكتوك" الأكثر إتاحة لديها والأسهل عليها في الإتقان، رغم غرابته على طبيعتها النسائية.

تخصص "سحر" يشمل صيانة مركبات "التوكتوك"، وتغيير زيوت السيارات والتشحيم "أحيانًا أعمل في ميكانيكا السيارات لكن خبرتي في هذا المجال بسيطة إلى حد ما".

لدى "سحر" في الحياة فلسفة لخصتها -في حوارها مع "مصراوي"- بعدة جمل بسيطة: "الشغل مفيهوش راجل أو ست... إحنا في زمن السعي... الست أحيانًا تتحمل المسؤولية أكثر من الرجل".

بثقة في النفس وشعور بالاعتزاز، قالت "سحر": "ولادي فخورين بيا زي ما أنا فخورة بيهم... فيه ستات كتير جدًا عايزة تشتغل زيي".

"اللي فيها لله ما بتغرقش"؛ هكذا هو منطق "سحر" في فلسفة التعامل مع زبائنها، إذ ترفض التحصل على ثمن خدماتها المقدمة للعاملين بأجر على مركبات "التوكتوك" من ذوي الاحتياجات الخاصة، وترى أنهم "وضع خاص"، وتلزم مساعدتهم التي تصل معها أحيانًا حد توفير قطع الغيار المطلوبة للصيانة على نفقتها الشخصية.

لا تتعرض "سحر" في عملها لأي مضايقات، رغم أن جميع مخالطيها من الرجال "مفيش حد تعرض لي بمعاكسات لأنهم عارفين إني باجري على أكل عيشي وفيه احترام متبادل ما بينا".

طريقة كادحة في كسب الرزق نجحت بها "سحر" في الوصول بابنتها الكبرى إلى ماجستير في علم النفس، بينما تستكمل الوسطى دراستها في كلية التربية، ليتبقى أمام الأم المثابرة الابن الصغير الذي لا يزال في مرحلة التعليم بالمدارس "مش هرتاح غير لما أشوفه زي أخواته".

هذا الابن الصغير والنجاح الذي حققته في مجال عملها دفع "سحر" إلى الحلم بزيادة حجم مشروعها "أفكر في توفير وبيع قطع غيار التوكتوك ومستلزمات صيانتها، لكنني أحتاج 50 ألف جنيه لذلك".

عدم وجود سيولة مالية في الوقت الحالي يحول دون تحقيق حلم "سحر"، لكنها لا تزال ترى الأمر رغم الظروف ليس ببعيد، وتؤمن بأن مشوار الحياة لا تزال به محطة لابد أن تكتمل.​​

فيديو قد يعجبك: