إعلان

بالصور- الشق الزلزالي.. لمسة جمال صنعتها الطبيعة في رأس محمد بجنوب سيناء

03:27 م السبت 27 يوليه 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد

تعد محمية رأس محمد في جنوب سيناء، واحدة من أهم المزارات السياحية، التي يحرص زوار المحافظة على المرور بها، وتتميز المحمية الطبيعية بوجود شق زلزالي بها، نتج عن تداخل عوامل جيولوجية مع أخرى بيولوجية، وهو عبارة عن تصدع أرضي، تسبب في شق ممر ضيق يمثل جزءًا من نظام كهفي يمتد تحت الأرض.

وقال الدكتور محمد قطب مدير عام محميات جنوب سيناء، إن الشق الزلزالي بمحمية رأس محمد صنعته الطبيعة، لإضافة جمال للمحمية، وهناك دراسات ترجح أن الشق نشأ نتيجة لحركات القشرة الأرضية النشطة بهذه المنطقة، والتي يرجع إليها نشوء البحر الأحمر وخليج العقبة، والذي تسبب بهما فالق أرضي نشط يمتد جنوبا من جنوب أثيوبيا، وشمالا بمحاذاة شرق البحر المتوسط، وهو ما يعرف بفالق الوادي المتصدع أو حفرة الانهدام.

وأضاف أنه تكون منذ آلاف السنين، وظل مختفيا تحت الأرض، حتى أدت هزة أرضية حدثت بالمنطقة عام 1968 إلى كسر الطبقة السطحية كاشفة عن ذلك النظام الكهفي الذي تتكون صخوره من الشعاب المرجانية المتحفرة.

ويبلغ طول الشق 42 مترًا ويتراوح عرضه بين 0.2 و 2 متر، ويبلغ عمق المياه به 14 مترًا وهو متصل بالبحر عن طريق مسارات شقوق النظام الكهفي التي تتصف بالضيق الشديد في بعض المناطق مما يسمح فقط بعبور المياه دون الكائنات البحرية أو حتى يرقاتها المجهرية والدليل على هذا الاتصال ارتفاع وانخفاض منسوب المياه داخل الشق بالتزامن مع منسوب المياه بالبحر أثناء حركات المد والجزر.

وأكد مدير عام محميات جنوب سيناء، أن الأهمية الجيولوجية لهذا الشق ترجع لكونه يتشابه مع حالة البحر الأحمر، أثناء تكونه جراء حركات صفيحة شبه الجزيرة العربية التي انشقت عن البحر الأحمر، الآخذ في الاتساع بشكل غير ملحوظ، حيث يبلغ هذا الاتساع أقل من بضعة سنتيمترات في العام، وهو ما ينتج عن تحرك صفيحة شبه الجزيرة العربية شرقا.

وتابع: أما من الناحية البيولوجية فقد تم رصد العديد من الكائنات الحية التي من الواضح أنها قد عبرت إلى داخل هذا النظام الكهفي منذ آلاف السنين، ثم انقطعت صلتها بموطنها الأصلي نتيجة انسداد المسارات التي كانت تستعملها للخروج والدخول من وإلى شقوق النظام الكهفي، ويرجح أن النشاط التكتوني (حركات القشرة الأرضي) هي التي تسببت في هذه الانسدادات وقد أجبرت الظروف الطبيعية والتي من أهمها الظلام الدامس الدائم داخل النظام الكهفي، الكائنات التي بقيت داخل هذا النظام على التطور والتغيير في صفاتها البيولوجية، حتى يمكنها التأقلم مع هذه الطبيعة.

واستكمل نجد مثلا أن هناك نوعًا من القشريات يدعى الجمبري الأحمر الأعمى قد تلاشت عنده حاسة البصر تدريجيا حتى اختفت تماما وتم تحويل الطاقة التي كان يستهلكها في عملية الإبصار إلى تطوير نوع مختلف من الحواس التي تعتمد على المتغيرات الكيميائية والفيزيائية بالوسط المحيط.

وأوضح أنه يوجد بالشق حاليا العديد من الكائنات الحية البحرية التي تنتمي لفصيلتي القشريات والرخويات، كما توجد كذلك عدة أنواع من الطحالب التي تظهر على جدران الشق.

فيديو قد يعجبك: