إعلان

"روان" ضحية التنمر لـ"مصراوي": "مامت شهد ضربتني وقالتلي يا بنت البواب"

01:14 م الخميس 10 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

"إنتي بنت بواب.. إزاي تضربي بنت مهندس بترول؟".. كلمات لم تتحملها الطفلة "روان" من والدة زميلتها بالصف الرابع الابتدائي، لتصاب باضطرابات نفسية وعصبية قادتها إلى سرير المرض.

لم تعد الابتسامة تعرف طريقها إلى وجه الطفلة الصغيرة، البالغة من العمر 10 سنوات، بعدما شخص الأطباء حالتها الصحية بـ"العصب السابع"، والذي يشل النصف الأيمن من وجه المريض.

رحلة العائلة

قبل 8 سنوات غادر "محمد محمود المصري" قريته بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، رفقة زوجته وابنته "روان" قاصدًا الإسكندرية بعدما ضاق به الحال بحثًا عن مصدر رزق يلبي احتياجات أسرته.

انتهى المطاف بأسرة "المصري" في عمارة "الياسمين" بأحد شوارع منطقة السيوف شماعة، حيث عمل حارسًا للعقار، وكبرت أسرته بعدما رزق بـ"جني" و"يوسف".

الحقوا روان

اعتاد "المصري" على الاستيقاظ مبكرا لمتابعة شؤون العقار وحراسته، فيما تودع زوجته "بثينة" أبناءها الثلاثة "روان" للصف الرابع الابتدائي، و"جنى" الصف الثاني الابتدائي، و"يوسف" إلى الحضانة، قبل أن تعود للانشغال بترتيب غرفتهم وتجهيز الطعام.

لا يتغير روتين حياة الأسرة خاصة خلال العام الدراسي، إلا أن الأربعاء 3 أكتوبر الجاري، تلقت والدة "روان" مكالمة هاتفية من ابن عمتها صارخًا: "الحقوا روان منهارة وعينيها مش بتتحرك.. أم زميلتها اتخانقت معاها".

في الطريق إلى مدرسة عمر مكرم الابتدائية لم تفهم "بثينة" ما جرى لابنتها ولكنها تذكرت عندما ذهبت قبل يومين من الواقعة إلى المدرسة وصالحت "روان" وزميلتها "شهد" بعد تشاجرهما معًا.

"والله صالحتهم على بعض واشتريت لهم حاجة حلوة".. تقول والدة روان بينما تنظر إلى ابنتها بجسدها الهزيل ممددة على سرير بوحدة الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الطلبة بمنطقة سبورتنج.

روان تتحدث

وبصوت منخفض ربما بفعل المرض أو لصعوبة سرد المشهد القاسي الذي لم تتمكن من محوه من ذاكرتها، حكت روان لـ"مصراوي": "مامة شهد قالتلي إنتي بنت بواب.. إزاي تضربي بنت مهندس بترول وضربتني أمام زملائي.. والإخصائية الاجتماعية هي كمان أهانتني.. فحسيت بالإهانة أوي مش علشان شغل بابا علشان اضربت".

التنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو شخص أو مجموعة ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ أشكالًا متعددة كنشر الشائعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء – وفقًا ليونيسيف مصر.

ذنب بنتي

وعن مواجهتها مع الإخصائية الاجتماعية، قالت والدة "روان": "قالت لي إحنا هنجيب حقها.. روان دي بنتنا كلنا"، مشيرة إلى أن موقف الإخصائية تغير بعدها واتهمت ابنتها بالكذب.

وتواصل الأم حديثها لـ"مصراوي"، قائلة: "نفسي ولية الأمر دي تتعاقب؛ لأنها ضربت طفلة وتسببت في مرضها.. ذنب بنتي إنها طلعت لقت أبوها بواب.. دي ست معقدة.. لو ضربتني أنا مش هزعل".

زهراء السيوف

"بعد الواقعة بيوم تدهورت حالة روان وتغيرت ملامح وجهها فذهبت بها إلى عيادة التأمين الصحي بزهراء السيوف وهناك أخبرنا الأطباء بضرورة الذهاب لمستشفى ناريمان لعمل رسم عصب لشكه في إصابتها بالعصب السابع"، تقول الأم.

وتضيف: "جرى حجز روان بمستشفى ناريمان حتي يوم الاثنين الماضي ليتم تحويلها لمستشفى الطلبة لحاجتها إلى بلازما ومتابعة دقيقة لحالتها.. والحمد لله الحالة الآن مستقرة وفي تحسن بإذن الله".

زيارات وهدايا

على مدار 3 أيام ومنذ عرفت قصة روان طريقها إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي لم تنقطع زيارات أعضاء منظمات المجتمع المدني وأشخاص عاديين للاطمئنان على الطفلة التي تعرضت لأقسى أنواع التنمر.

وباتت الهدايا من ألعاب وشيكولاتة وورد تحتل جزءًا أكبر من جسدها النحيل على سرير المستشفى، "كتر خيرهم أهل خير وعلطول بيحاولوا يفرحوا روان".

ومن قيادات مديرية التربية والتعليم، زار الدكتور سامي فضل، مدير إدارة المنتزه، يرافقه كل من مديري شؤون الطلبة، والاتصال السياسي وأمن الإدارة الطالبة بالمستشفى للاطمئنان عليها.

النيابة تحقق

وفي الطريق إلى خارج المستشفى، تصادف مجيء الأب حاملا نتائج أشعة كانت قد أجرتها في مستشفى ناريمان قبل نقلها إلى هنا، مشيرا إلى أنه تم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة المنتزه أول، وجرى إحالته للنيابة العامة للتحقيق.

ولم يتسن لنا الحصول على تفاصيل تحقيقات النيابة أو رد والدة الطالبة "شهد" على الواقعة.

5 إجراءات عاجلة

وفي تحرك عاجل لاحتواء غضب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدر يوسف الديب، وكيل مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، أمس، 4 قرارات عاجلة في واقعة الطفلة روان، أبرزها تشكيل لجنة للتحقيق.

وتضمنت القرارات إلغاء تكليف "ع.ع" مدير مدرسة عمر مكرم الابتدائية المسائية، بسبب تقصيره في أداء مهام واجبه الوظيفي في واقعة "روان".

وشملت القرارات استبعاد "هـ.ث.م" الإخصائية الاجتماعية بذات المدرسة، وإحالة ولي أمر الطالبة "شهد" إلى لجنة الحماية المدرسية لتطبيق اللائحة ودراسة إمكانية نقل ابنتها من المدرسة من عدمه.

وشدد وكيل مديرية التربية والتعليم، على عدم دخول المدارس إلا في المواعيد المحددة لمقابلة أولياء الأمور وفي مكاتب مديري المدارس، مطالبًا أولياء الأمور بعدم التعدي على الطلاب والتلاميذ بالمدارس، وترك الإجراءات التربوية التي يتم اتخاذها بين الطلاب، للمعلمين والتربية الاجتماعية بالمدرسة ومديري المدارس.

فيديو قد يعجبك: