إعلان

بالصور- "عم العربي" على الشط من 75 سنة: "السادات أنقذني من الحرس بتاعه"

05:00 م الثلاثاء 14 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد – طارق الرفاعي: 

التاريخ ليس فقط ما هو مدون بالكتب والمراجع التي كتبها المؤرخون، فهناك أشخاص يعيشون بيننا يملكون في ذاكرتهم أحداثًا وذكريات فارقة في تاريخ الأمم ومواقف تُبرز الشخصيات الحقيقية للمشاهير والسياسيين.

"العربي فضل" واحد من هؤلاء.. إنه ابن محافظة بورسعيد، صاحب الواحد وثمانين عامًا، تجده جالسًا على مقعد خشبي أسفل "شمسية" بجوار "الكازينو العائم" على الشاطئ منذ 75 عامًا، تلك المنطقة التي شهدت توافد السياسيين ودخول قوات الاحتلال أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

اليونانيون والكوبانية

بصوت منخفض يحاول أن يزيل غبار الزمن من عليه، يتحدث عم "العربي" قائلًا: "أنا من مواليد عام 1936 وورثت مهنة تأجير الشماسي عن والدي الذي ورثها عن جدي، فهي مهنتنا التاريخية، وأنا أعمل بها منذ طفولتي، وقد تعلمت اللغة اليونانية من اليونانيين الذين كانوا يعيشون معنا، وكان مكانهم حي الأفرنج حيث كانوا يعملون بـ "كوبانية القناة" أو كما هي معروفة الآن بهيئة قناة السويس، وكان حي الأفرنج مليئا بمختلف الجنسيات التي تعمل بالقناة".

وتابع: "لديّ 6 بنات وولدان، الكبيرة موظفة في المحافظة، ولدي ابنة معيدة في الجامعة، وأرسلتها الدولة بعثة إلى الولايات المتحدة وتمسكوا بها هناك ولكنها صممت على العودة إلى مصر لكي تفيد وطنها بعلمها، بجانب ولدين يعملان في مهنة المحاماة، وابنة أخرى حاصلة على ليسانس آداب، فجميعهم يحملون شهادات لعيا وفخورين بوالدهم ووظيفته".

سياسيون ورياضيون

وتابع "فضل" حديثه قائلًا: "تعاملت على الشاطئ مع كبار الشخصيات منهم: المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم منذ أن كان شابًا صغيرًا، ونجوم كرة القدم أمثال: مدحت فقوسة، مسعد نور، محمد بدوي، السيد الضظوي، وجمال فؤاد، ومن السياسيين كان يتوافد على منطقتي بالشاطئ الكثيرون، وكنت أتعامل معهم ويحبونني مثل السيد سرحان، وحسن عمار".

السادات والحرس

توقف عم "العربي" عن الحديث للحظات ثم أكمل والدموع تكاد تسقط من عيناه قائلًا: "وحبيبي كان بيجي هنا كمان، يقصد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث أحب بورسعيد كثيرًا.."

وتابع الرجل: "في موقع قرية مرحبًا حاليًا كان فيه كبائن تشبه الشاليهات، كل كابينة مستقلة بنفسها، وكان الرئيس السادات يحصل على إحدى الكبائن الأمامية وعلى الكابينة التي تقع خلفها مباشرة، لتكون خاصة بالحرس، وكنت حينها أضع شمسية له على الشاطئ في المنطقة المقابلة للكابينة، وحاولت دائمًا الاقتراب منه، إلا أن الحرس كانوا يمنعونني".

وسرد "العربي": "في أحد الأيام اقتربت من الرئيس السادات لكي أدعوه للجلوس قائلًا: "حضرتك مشرفنا.. اتفضل يا ريس" إلا أن الحرس وقف في طريقي ومنعني وكاد يفتك بي، إلا أنه قال لهم اتركوه، وجعلني أتحدث معه".

الماضي والحاضر

وحول المصطافين في الوقت الحالي واختلافهم عن الماضي يقول: "يوجد فارق كبير بينهما، فالمواطن الآن لديه قدرة على التفاهم والتجاوب عكس الماضي، ولكن أيضًا في الماضي كانوا كويسين ومحدش ضايقنا، الزبائن الآن تقبل على الكراسي البلاستيك، أما كبار السن فدائمًا يطلبون الكراسي الخشب، ولدينا جميع أنواع الكراسي هنا وبأسعار مناسبة لجميع الفئات، ويتوافد علينا المواطنون من مختلف أنحاء الجمهورية ويسألون علينا بالاسم".

فيديو قد يعجبك: