الأول منذ سقوط الأسد.. لماذا نفذت إسرائيل إنزالًا جويًا في دمشق؟
كتب : مصراوي
الانزال الاسرائيلي في دمشق
وكالات
كشفت وسائل إعلام سورية رسمية في الساعات الأولى من فجر الخميس أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية إنزال جوي على موقع عسكري جنوب غربي دمشق، وذلك بعد سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة يومي الثلاثاء والأربعاء، في عملية هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين عسكريين سوريين أن القوات الإسرائيلية نفذت عملية إنزال جوي في القاعدة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ضمن سلسلة من الضربات الجوية التي طالت مواقع عسكرية عدة، قبل أن تنسحب بعد ساعتين من بدء العملية.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 6 جنود سوريين.
صورة1
في حين أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الموقع المستهدف في تل المانع لم يكن موقعًا عاديًا، بل كان مستودعًا ضخمًا للصواريخ استخدمه حزب الله اللبناني في السابق، كما كان أحد أبرز المواقع التي اعتمدت عليها الفصائل الموالية لإيران خلال فترة حكم الأسد.
وأشارت التقارير إلى أن الضربات الجوية لم تقتصر على تل المانع فقط، بل شملت أيضًا منطقة الكسوة وجبل المانع الاستراتيجي، وهما منطقتان ارتبط اسمهما بالوجود الإيراني في سوريا خلال السنوات الماضية.
وقالت مصادر عسكرية سورية إن هناك اعتقادًا بأن معدات عسكرية حساسة لا تزال موجودة في المنطقة، ربما تركتها الفصائل المدعومة من إيران قبل انسحابها.
ووفقًا للمصادر السورية، فقد عثر الجيش السوري يوم الثلاثاء على أجهزة مراقبة وتنصت قرب جبل المانع، وخلال محاولة التعامل معها، تعرض الموقع لهجوم جوي إسرائيلي أسفر عن مقتل عدد من الجنود.
وبعد مرور 24 فقط، شنت الطائرات الإسرائيلية موجة جديدة من الغارات الجوية على المنطقة، أعقبها تنفيذ الإنزال الجوي الذي استمر أكثر من ساعتين وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن العملية لم تتخللها أي اشتباكات مباشرة بين القوات الإسرائيلية والوحدات السورية الموجودة في المنطقة، إذ اكتفت الطائرات الحربية والمروحيات الإسرائيلية بضرب الأهداف المحددة، ثم نفذت القوات إنزالها الجوي لتنفيذ عمليات لم تتضح طبيعتها بعد، قبل أن تنسحب بهدوء.
ويُذكر أن قاعدة جبل المانع كانت في السابق من أهم قواعد الدفاع الجوي السوري التي أدارتها القوات الإيرانية، قبل أن تقوم إسرائيل بتدميرها جزئيًا خلال عملياتها العسكرية السابقة ضد الوجود الإيراني في سوريا. ومنذ سقوط حكم الأسد، أقام الجيش السوري الجديد وجودًا رمزيًا في الموقع المستهدف.
صورة2
في هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مسؤول عسكري سوري أن الموقع المستهدف كان قاعدة عسكرية سابقة، مؤكدًا أن إسرائيل صعّدت في الآونة الأخيرة من عملياتها العسكرية في جنوب سوريا، في وقت تتزامن فيه هذه الهجمات مع محادثات أمنية سورية ـ إسرائيلية ترمي إلى خفض مستوى التوتر على الحدود.
وبحسب المرصد السوري، فإن عملية الإنزال الجوي هذه تعد الأولى منذ سقوط نظام الأسد، في إشارة إلى أن تل أبيب ربما تسعى لإعادة رسم قواعد الاشتباك مع سوريا في ظل التغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
من جانبه، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق المباشر على العملية، واكتفى متحدثه بالقول: "نحن لا نعلق على التقارير الأجنبية".
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد عبر منشور على منصة "إكس" أن القوات الإسرائيلية تعمل "ليل نهار" من أجل ضمان أمن البلاد، قائلًا: "قواتنا تعمل في جميع ميادين القتال ليل نهار، من أجل أمن إسرائيل".
כוחותינו פועלים בכל זירות הלחימה יום וליל למען ביטחון ישראל
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) August 28, 2025
وتأتي هذه التطورات في وقت كثفت فيه إسرائيل من ضرباتها الجوية منذ سقوط الأسد، إذ شنت مئات الغارات على مواقع عسكرية داخل سوريا، مبررة ذلك برغبتها في منع وقوع الترسانة العسكرية السورية أو الإيرانية في أيدي أطراف غير مرغوب بها.
كما تزامن القصف والإنزال مع نشاط رسمي للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي كان يشارك في افتتاح معرض للأعمال على بعد نحو 15 كيلومترًا فقط من المنطقة المستهدفة، ما أثار تساؤلات حول الرسائل التي أرادت إسرائيل إيصالها من خلال العملية.