إعلان

تحقيق لـ"الجارديان" يكشف "نمط إسرائيلي ممنهج" لاستهداف طالبي المساعدات بغزة

كتب : سهر عبد الرحيم

04:53 م 10/08/2025

طالبي المساعدات بغزة

تابعنا على

أجرت صحيفة "الجارديان" تحقيقًا، نُشِر بعنوان: "مخطط قاتل": الفلسطينيون يواجهون إطلاق نار عشوائي في مواقع توزيع الغذاء، درست فيه أكثر من 30 مقطع فيديو لإطلاق نار قرب مواقع توزيع الغذاء التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكشف التحقيق، المبني على الأدلة البصرية والرصاص والسجلات الطبية والشهادات والمقابلات التي أُجريت على مدى ما يقرب من 50 يومًا، "نمطًا مستمرًا" من إطلاق النار الإسرائيلي على الفلسطينيين طالبي المساعدات في قطاع غزة. وذكرت الصحيفة البريطانية، أن أكثر من 2000 فلسطيني أُصيبوا خلال 48 يومًا من التحقيق، معظمهم بطلقات نارية.

وفي مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في محيط مراكز توزيع المساعدات والتي تحققت منها "الجارديان"، يُسمع دوي إطلاق نار من مدافع رشاشة على مدى 11 يومًا على الأقل في تلك المواقع. وتشير أغلفة الرصاص التي عُثر عليها من المرضى، وأنماط إطلاق النار التي حللها خبراء الأسلحة، إلى أنها "ذخائر إسرائيلية".

صورة الرصاص_2

وقال الأطباء في مستشفى ناصر بخان يونس، ومستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح جنوبي قطاع غزة، إنهم عالجوا عدد غير مسبوق من حوادث الإصابات الجماعية، معظمهم من الفتيان الصغار، الذين أُصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات.

ويتعرض الفلسطينيون لإطلاق نار ممنهج وعشوائي وكثيف من قِبل جنود الاحتلال. وبحسب الأمم المتحدة، استُشِهد ما لا يقل عن 1373 فلسطينيًا منذ 27 مايو أثناء بحثهم عن الطعام، بينما استُشِهد 859 شخصًا في محيط مواقع منظمة الإغاثة الإنسانية العالمية و514 شخصًا آخرين على طول طرق قوافل الغذاء، وفقًا للتحقيق.

ونقلت صحيفة "الجارديان" في تحقيقها شهادات فلسطينيين مصابين، إذ قال محمد سليمان أبو لبدة (20 عامًا)، أثناء تواجده بإحدى مستشفيات غزة وهو مُغطى بالضمادات: "كان إطلاق النار علينا عشوائيًا"، لافتًا إلى أنه كان ينتظر ساعتين في موقع التوزيع عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على الحشد.

بينما قال أمين خليفة (30 عامًا): "إنهم يطلقون النار علينا، أقسم. نأتي لنحصل على طعامٍ ننجو به، غارقين في الدماء. سنموت لأننا نحاول الحصول على الطعام". ولكن لم ينجو خليفة طويلًا من رصاص الاحتلال، إذ أفادت عائلته أنه استُشِهد بالرصاص أثناء محاولته جمع الطعام.

أما الطفل أحمد زيدان، فذهب مع والدته وشقيقته إلى مراكز توزيع المساعدات، لكنه عاد وحيدًا مع شقيقته بعد أن قتل الاحتلال والدته. وقال زيدان وهو يبكي خارج مستشفى ناصر أثناء انتظاره استلام جثمانها: "أنصح الناس بعدم الذهاب إلى مواقع توزيع الطعام. اللعنة على هذه المساعدات.. إما أن نحصل عليها مع الحفاظ على كرامتنا، أو لا نريدها. لقد رحلت أمي".

وأشارت تقارير حديثة إلى أن بعض أفراد الجيش الإسرائيلي تلقوا أوامر بفتح النار على المدنيين الذين يجمعون الطعام، في حين قال أمريكيون متعاقدون، إن زملاءهم أطلقوا الرصاص الحي على الفلسطينيين الذين يجمعون الطعام في غزة، بحسب ما أوردته "الجارديان".

ومن جانبها، نفت إسرائيل ما وُجِه إليها من اتهامات حول قتل الفلسطينيين طالبي المساعدات بشكل متعمد وإطلاق النار عليهم عشوائيًا، وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، خلال حديثه للصحيفة ذاتها، أن الجيش يعمل وفقًا للقانون الدولي ويلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية في عملياته.

وفي المقابل، اعترف جيش الاحتلال بإطلاق ما أسماه بـ"طلقات تحذيرية" باتجاه الأفراد الذين اقتربوا من قواته، وفق ادعائه.

كما وصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، توزيع المساعدات من قِبل مؤسسة غزة الإنسانية بأنه "استثنائي"، نافيًا التقارير عن مقتل فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال ووصفها بأنها "هراء". وأعلن عن إمكانية فتح 12 موقعًا إضافيًا للغذاء، وفقًا لما أفادت "الجارديان".

وارتفعت حصيلة ضحايا طالبي المساعدات في قطاع غزة إلى 1,778 شهيدًا وأكثر من 12,894 مصابًا. وبلغ عدد الضحايا منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، لأكثر من 61 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، و152 ألف مصاب.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان