إعلان

خبير سياسي: مليوني فلسطيني في قطاع غزة في حاجة لخدمات إغاثية عاجلة

كتب : مصراوي

09:41 م 31/05/2025

توزيع مساعدات غزة

تابعنا على

كتب- عمرو صالح:
أكد عبدالمحسن البرغوثي الخبير السياسي، إنه يوجد مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيشون أزمة كبيرة نظرًا للحرب والدمار، بينما تتفاقم المعاناة وتزداد بسبب الحصار وانهيار الخدمات وقلة الطاعم، لافتًا إلى أنه رغم تواجد العديد من مراكز توزيع المساعدات، إلا أن "مركز أبو شباب الإنساني" ظهر ليكون نموذجًا جديدًا لمحاولة الاستجابة الفعلية لتلبية حاجات المواطنين داخل القطاع.

وأوضح “البرغوثي” خلال مداخلة تليفزيونية، أنه تم افتتاح المركز في أواخر مايو 2025 في منطقة رفح جنوب قطاع غزة بمبادرة يقودها ياسر أبو شباب، وهو شخصية عشائرية معروفة، موضحًا أن المركز يُقدم خدمات إغاثية عاجلة تشمل توزيع الأغذية الجافة، الماء النظيف، الرعاية الطبية الأولية، والخيام المؤقتة للعائلات التي فقدت منازلها في القصف.

وتابع: "اللافت في هذه المبادرة ليس فقط حجم المساعدات، بل تنظيمها وتوسّعها بوتيرة متسارعة، إضافة إلى كونها متاحة لكل من يحتاج من دون شرط الولاء السياسي أو الانتماء التنظيمي".

وذكر أنه لم تأتِ استجابة سكان غزة لهذه المبادرة من فراغ، ولذلك لأن الوضع الإنساني بلغ مستويات كارثية في غزة نظرًا لأن معظم المستشفيات متوقفة عن العمل، والعيادات الميدانية قليلة أو بلا معدات، بالإضافة إلى المخابز المغلقة بسبب نقص الطحين، واستخدام المياه المالحة غالبية الوقت، والنزوح الداخلي الذي طال مئات الآلاف الذين يبيتون في العراء وتدمير المدارس.

وأكد أنه في ظل العيشة الغير آدمية أصبح مركز أبو شباب بالنسبة لكثيرين المتنفس الوحيد للمواطنين، لافتًا إلى أن عشرات العائلات تزور المركز يوميًا، ليس فقط للحصول على المواد الأساسية، بل أيضًا لشعورهم بأن هناك من يهتم بهم في وقت تخلّى فيه الجميع.

وأشار إلى أن المركز لا يُدار من قبل فصيل أو حكومة، ما أكسبه مصداقية فورية، بالإضافة إلى أن المركز يتم إدارته من قبل متطوعين محليين وأبناء المنطقة، مما سهّل عمليات التوزيع، وذلك بجانب أن القائمون على المركز يصرون على أن يحصل كل شخص على ما يحتاجه دون إذلال أو انتظار طويل، وهو أمر نادر في بيئة النزاع.

وواصل قائلا: "ربما للمرة الأولى منذ سنوات، يشعر بعض السكان بأن هناك فرصة لرؤية خيارات أخرى في إدارة الشأن العام بعيدًا عن الاحتكار السياسي.، لقد شكّلت هذه التجربة لدى البعض قناعة بأن بدائل جديدة قد تكون ممكنة، وأن تقديم الخدمات لا يجب أن يكون حكرًا على جهة واحدة. هذا الشعور المتصاعد قد يكون مؤشرًا على تغيّر بطيء في وعي السكان تجاه شكل السلطة والمساءلة.

ونوه المحلل السياسي، أنه رغم الإشادة الشعبية، فإن وجود المركز لا يخلو من الجدل، فبعض الأصوات تخشى أن يُستخدم لاحقًا في سياقات سياسية، خصوصًا مع التقارير التي تتحدث عن تعاون غير مباشر مع أطراف دولية، كما أن غياب التنسيق مع المؤسسات الرسمية قد يثير حساسية أو توترًا سياسيًا على الأرض، ومن ناحية آخرى لا يزال الأمن المحيط بالمركز هشًّا، خصوصًا مع تنامي حالات النهب أو التدافع في مراكز الإغاثة الأخرى، وهو ما يستدعي إجراءات أكثر صرامة لحماية المتطوعين والمستفيدين على حد سواء.

وذكر أنه رغم حداثة التجربة، فإن مركز أبو شباب الإنساني يُثبت أن الحلول "المنخفضة الكلفة والعالية الإنسانية" قادرة على تغيير المشهد مؤقتًا، في وقت يزداد فيه التسييس والتجاذب حول المساعدات، برزت هذه المبادرة تحت عنوان: "يمكن إنقاذ الأرواح بدون حسابات".

وأكد أنه يبقى الأمل معقودًا على أن تحفز هذه المبادرة قوى أخرى، محلية أو دولية، لتقديم مساعدات ذات طابع إنساني خالص، تكون قائمة على الكرامة والشفافية والحياد، منوهًا إلى أن غزة لا تحتاج فقط إلى الطعام، بل لمزيد من الأمل.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان