إعلام عبري يهاجم مصر بسبب تحركاتها لمنع "حرب إسرائيل على لبنان"
كتب : أسماء البتاكوشي
حرب إسرائيل على لبنان
هاجمت وسائل إعلام إسرائيلية تحركات القاهرة الأخيرة الرامية لمنع أي تصعيد عسكري محتمل على الحدود الشمالية مع لبنان، معتبرة تصريحات المسؤولين المصريين رسالة تحذير غير معتادة ومثيرة للقلق.
وأوضحت منصة "نتسيف نت" الإسرائيلية، أن السفير المصري في لبنان علاء موسى، أكد أن القاهرة تسعى لحماية لبنان من أي تصعيد إسرائيلي، من خلال العمل على أعلى المستويات الدبلوماسية والاستخباراتية، مع إسرائيل والدول المعنية بصنع القرار.
الموقف الذي رأته المنصة العبرية رغم صياغته الدبلوماسية، يرمز إلى رسالة تهديد غير مباشرة لإسرائيل، خصوصًا في ظل استمرار التصعيد على الحدود، على حد تعبيرها.
وقالت المنصة العبرية: "لو أراد السفير المصري أن يخفف حدة كلامه، على سبيل المثال، لكان بإمكانه أن يقول بدلًا من ذلك (مصر تلعب دورًا فعالًا في ردع إسرائيل عن أي عمل عدواني محتمل في أي وقت)، (مصر تلعب دورًا فعالًا في إقناع إسرائيل عن أي عمل عدواني محتمل في أي وقت)".
وانتقدت منصة "نتسيف نت"، قول السفير المصري علاء موسى عن القنوات الاستخباراتية، متسائلة "ما هي القنوات الاستخباراتية التي تستخدمها مصر لردع إسرائيل تحديدًا؟ على سبيل المثال، عندما تعلم أن الفرق الإسرائيلية الجنوبية التي سيطرت على خط الحدود تتجه شمالًا، هل تحرص على إطلاع حزب الله والحكومة اللبنانية على المستجدات، أم ترسل قوات عسكرية إضافية إلى سيناء لإجبار إسرائيل على تركيز قواتها على حدودها الشمالية؟".
ودعت المنصة العبرية، إسرائيل لأن تتحرك على حدودها الشمالية دون هوادة لإحباط نوايا "العدو"، مع ضرورة تركيز الاهتمام على الوجود العسكري المصري في سيناء، مضيفة أن "السفير المصري في لبنان تحدث كما لو كانت إسرائيل قبيلة بدوية في سيناء".
ولفتت المنصة إلى أنه "إذا رُدعت إسرائيل بالتهديد المصري، فغدًا ستتلقى تهديدًا آخر، هذه المرة لصالح "الغزو" الإسرائيلي لجنوب سوريا. لا مجال للراحة في منطقتنا"، معتبرة أن أي خطاب من هذا النوع يصعب على إسرائيل تقبله، خاصة إذا بدا وكأنه ينطوي على تهديد ضمني يربط بين تحركات القاهرة وقدرة الجيش الإسرائيلي على المناورة.
من جانبه، أكّد السفير المصري أن هدف القاهرة هو منع تصعيد الأوضاع وحماية لبنان من "الكأس المريرة"، مشيرًا إلى التنسيق مع جميع الأطراف لضمان عدم تحول أي نزاع إلى مواجهة واسعة النطاق. وأضاف أن العمل يتم عبر قنوات دبلوماسية واستخباراتية لضمان استقرار الحدود ومنع أي عمل عدواني محتمل.
وخلال الأيام الماضية زار وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، لبنان، الزيارة التي ركزت على خطوات عملية لضمان الأمن في لبنان، بما يشمل العمل على نزع سلاح حزب الله، وإطلاق مفاوضات مباشرة بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين تحت رعاية دولية، حسب ما أوردته صحيفة الأخبار اللبنانية.
ورأت مصادر إسرائيلية، أن الجهود المصرية في بيروت والضغوط التي تمارسها لاحتواء أي أزمة محتملة، مرتبط بمخاوف القاهرة من أن يؤدي أي تصعيد إسرائيلي ضد لبنان لآخر مواز في غزة، ما قد يعرض اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع للخطر.
وأضافت المصادر الإسرائيلية، أن التصعيد ينعش الخطط التي تصر مصر على رفضها، خاصة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو دخول مسؤولين كبار من حماس إلى مصر، ما يضطر القاهرة للرد، وفي النهاية يعرض الجبهة بأكملها لخطر الانفجار.