إعلان

دليل "فريق النمر".. كيف تستعد أمريكا للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا؟

02:23 م الثلاثاء 15 فبراير 2022

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

فيما تتصاعد المخاوف من غزو روسي محتمل ضد أوكرانيا، يحاول "فريق النمر" في البيت الأبيض بهدوء تحديد سبل الرد الأمريكي على مجموعة من السيناريوهات المتناقضة، بين استعراض روسي محدود للقوة وغزو واسع النطاق قد يطيح بحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ويحتل جزءًا كبيرًا من البلاد أو كلها.

تشكّل فريق النمر، الذي يشير إلى اليقظة والاستعداد للانقضاض، بعد أن لاحظ مسؤولو مجلس الأمن القومي الأمريكي في أكتوبر الماضي دلائل مقلقة تتعلق بزيادة كبيرة في القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية. وظهر رسميًا في نوفمبر من العام نفسه.

دليل إجراءات

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، بأن فريق البيت الأبيض وضع خططًا ودليل إجراءات بعد اجتماع مع مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن، لبحث السيناريوهات والاستجابات السريعة المُتوقعة، التي تشمل أول أسبوعين من الغزو الروسي المُحتمل.

نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين كبار في إدارة بايدن، قولهم إن هذا الجهد لن يساعدهم فقط على توقع العواقب المحتملة للغزو، بل يدفعهم أيضًا لاتخاذ إجراءات مُضادة في وقت مبكر، بما في ذلك فضح حرب المعلومات الروسية قبل تنفيذها لتقويض قوتها الدعائية.

وقال جوناثان فينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي: "لا تزال الدبلوماسية أملنا لتجنب استخدام الخطط ودليل الإجراءات الجاهزة، لكننا مستعدون للتحرك إذا اقتضت الضرورة".

ما أهميته؟

في حين يُقرّ مسؤولو مجلس الأمن القومي بأنهم قد لا يتمكنون من توقع تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادته العسكريين، يقولون إن دليل الإجراءات والتخطيط القوي لا يزالان يستحقان العناء.

كان البيت الأبيض قال يوم الاثنين إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ في أي وقت، وربما هذا الأسبوع، مًجددًا في الوقت نفسه التأكيد على أن الطريق إلى الدبلوماسية لا يزال مفتوحًا لحل الأزمة.

قال نائب مستشار الأمن القومي فينر، إن "ما قد يفعله الروس في نهاية المطاف لن يُطابق بنسبة 100% على الأرجح أيًا من السيناريوهات (المُتضمنة في دليل الإجراءات)"، لكنه أشار إلى أن الهدف منذ ذلك هو "تكوين صورة طبق الأصل قريبة بما يكفي لما سيحدث" لتقليل مقدار الوقت الذي تحتاجه الولايات المتحدة للرد بفعالية.

أكبر أزمة في سياسة أمريكا الخارجية

ينظر للهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا على أنه أكبر أزمة في السياسة الخارجية تواجه الإدارة الأمريكية منذ انسحابها الفوضوي من أفغانستان العام الماضي. يأتي ذلك فيما تتعرض إدارة بايدن لضغوط إضافية نابعة من رغبتها في عدم تكرار سيناريو الفوضى الذي أعقب انسحابها من أفغانستان، في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تواجه أوكرانيا أسابيعًا من الفوضى وإراقة الدماء في حال غزتها روسيا.

رأت الصحيفة أن استعداد البيت الأبيض للغزو الروسي المحتمل يُشير إلى أن الإدارة الأمريكية تعلمت دروسًا من الماضي، بما في ذلك ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وتحريضها على انتفاضة انفصالية في جنوب شرق أوكرانيا، وتعزيز بوتين سلطاته منذ ذلك الحين.

بدورها، وصفت أندريا كيندال تيلور، مسؤولة المخابرات الأمريكية السابقة الخبيرة في الشأن الروسي، الاستعداد الأمريكي بأنه رائع، قائلة "إنها (الولايات المتحدة) أكثر استعدادًا بكثير هذه المرة".

الدبلوماسية والردع

تعمل الإدارة الأمريكية الآن على نهج ثنائي المسار من خلال الدبلوماسية والردع. وخلف الكواليس، يضع فريق النمر خططه واستراتيجياته الخاصة- التي لم يُبلغ عنها مُسبقًا- للتأكد من جاهزية البيت الأبيض وكافة الوكالات للرد على أي أعمال عدائية.

قال مسؤول في مجلس الأمن القومي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، للواشنطن بوست: "ليس من المهم معرفة ما الذي سيفعلونه (الروس). ضع فقط سلسلة من السيناريوهات المعقولة وخطّط لمواجهتها، على افتراض أن أيًا منها قد يحدث"، فضلًا عن مواجهة الدعاية الروسية الكاذبة التي تروّج لأن كييف، بمساعدة الغرب، تستعد لشن هجوم في شرق أوكرانيا، وأن موسكو هي الضحية.

ماذا يتضمن دليل الإجراءات؟

يذهب دليل الإجراءات نفسه إلى ما هو أبعد من سيناريوهات ساحة المعركة، بالبحث عن إجابات لأسئلة مثل كيفية التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين الذين قد يتدفقون إلى بولندا ورومانيا، وكيفية تأمين السفارة الأمريكية في كييف، وتحديد نوع العقوبات الواجب فرضها على موسكو، وكيفية الرد على أي هجوم إلكتروني معقد.

كما يتناول أيضًا العواقب المحتملة، بما في ذلك الانتقام الروسي من أي عقوبات، والرد عليها. فعلى سبيل المثال، حدد إجراءات لضمان حصول أوروبا الغربية على إمدادات من الغاز الطبيعي في حال سعت روسيا إلى وقف تدفق الطاقة، في حين نسقت وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع شركائها بشأن خطوات لتخفيف الأثر الإنساني للغزو الكبير المحتمل.

فيديو قد يعجبك: